أسامة مهدي من لندن: حذر مرصد الحريات الصحافية في العراق من مخاطر تصعيد عمليات إستهداف عائلات الصحافيين العراقيين، ودعا الحكومة العراقية والأمم المتحدة إلى إجراءات لحماية أرواح أفرادها واستهدافهم من قبل الجماعات المسلحة المجهولة الهوية. وقال المرصد في بيان صحافي، ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم، إن ناقوس خطر جديد بدأ يدق في العراق بعد مقتل 11 شخصًا من عائلة صحافي، منذرًا باستفحال الخطر الذي يحيق بالصحافيين . واضاف ان الجماعات المسلحة في العراق لم تقف عند حد اختطاف وقتل الصحافيين بمختلف توجهاتهم بل باتت تعمل على النيل من عوائلهم. وأوضح المرصد انه الرغم من مطالباته السابقة للجهات المسؤولة في الحكومة العراقية للتنبه لهذا الخطر من خلال تشكيل لجان تحقيقية خاصة للتحقيق جنائيا في جرائم استهداف الصحافيين الذين يختنطفون ويقتلون بصورة عامة والذين يتم اغتيالهم داخل بيوتهم امام انظار الناس بصورة خاصة، إلا انه لم يجد اي استجابة من السلطات المعنية.

وقال ان استهداف عائلة الصحافي ضياء الكواز وقتل 11 من افراد عائلته امس الاول لم تكن هو الاول من نوعه فقد سبقه قبل نحو ستة اشهر عملية اغتيال الزميل الصحفي عبد الرحمن العيساوي وسبعة من افراد عائلته بعد ان اقتحمت جماعة مسلحة مجهولة الهوية منزله غرب بغداد في عامرية الفلوجة واقتادته وسبعة من افراد عائلته الى مزرعة مجاورة لمنزله واطلقوا عليهم النار، مما ادى الى مقتلهم في الحال. واوضح ان هذه مجرد حالة يذكرها على سبيل التذكير، فمثل هذه الحالات تكررت مع عدد من الزملاء الصحافيين الذين تم اغتيالهم داخل منازلهم.

واضاف المرصد ان الحادث يتكرر اليوم بلجوء الجماعات المسلحة الى الانتقام من عائلة الكواز بعد ان فشلت في الوصول اليه كونه غادر العراق منذ نحوعشرين عامًا. واوضح انه في صباح يوم الاحد الماضي استهدفت جماعة مسلحة اخرى مجهولة الهوية عائلة الصحفي ضياء الكواز في منطقة الشعب بضواحي بغداد الشمالية وقتلت احدعشر شخصا من افراد عائلته.

وقال المرصد ان شهود عيان ابلغوه بأن المسلحين وعددهم خمسة كانوا يستقلون سيارة ذات دفع رباعي لاتحمل لوحات تسجيل توقفوا امام منزل عائلة الكواز ومن ثم ترجلوا من سيارتهم واقتحموا المنزل وامطروا كل من فيه بوابل كثيف من الرصاص وكانت الساعة حينها السابعة والنصف صباحًا. وقد قتلت اثنتان من شقيقات الكواز وزوجيهما واولادهم السبعة الذين تتراوح اعمارهم بين خمس وعشر سنوات فيما نجت والدته باعجوبة من الهجوم بعد ان اخفت نفسها في الطابق العلوي من المنزل ثم وضع المسلحون عبوة ناسفة داخل المنزل قبل فرارهم وقاموا بتفجيره.

وأكد المرصد ان ما حدث لعائلة الكواز يشكل تصعيدًا في استهداف عوائل الصحافيين العراقيين الذين لم يعد مجرد هروبهم من العراق وسيلة للهروب من الخطر، quot;وكأن الجماعات المسلحة ترسل انذارًا مبطنًا لجميع الصحافيين مفاده حتى لو غادرتم العراق سيطالكم انتقامناquot;. وطالب مرصد الحريات الصحفية الحكومة العراقية بضرورة عدم الاستهانه بهذا التصعيد الحاصل ضد الصحافيين ويطالبها بأخذ الموضوع في الحسبان من خلال فتح تحقيق عاجل في مقتل عائلة الكواز كما يطالب بعثة الامم المتحدة في العراق بتبني موقف ايجابي من الانتهاكات التي تطال الصحافيين، وألا تكتفي بمجرد تدوينها ضمن تقاريرها الفصلية فقط.