ماكين يريد الانتصار في افغانستان دون الهزيمة في العراق

واشنطن:وصف المرشح الديمقراطي المفترض للانتخابات الرئاسية الأميركية، باراك أوباما، الحرب في العراق بأنها quot;تشويش خطيرquot; على الهدف الرئيس الذي يجب أن تضعه الولايات نصب عينيها، وهو الحرب في أفغانستان، متهماً الإدارة الأمريكية بتضييع فرصة مطاردة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.

وما هي إلا ساعات، حيت رد منافسه الجمهوري، جون ماكين، بوصف خططه المستقبلية العسكرية للوضع في الشرق الأوسط بأنها quot;غير ناضجة سياسياً،quot; خاصة وأنها لم تعد بعد التشاور مع القيادات الميدانية، وقدّم نفسه على انه الشخص القادر على تحقيق quot;النصرquot; في أفغانستان.

وقال ماكين: quot;إنه (أوباما) يتحدث اليوم عن خططه للعراق وأفغانستان قبل أن يذهب إلى هناك، بل وحتى قبل أن يلتقي (قائد القيادة الأميركية الوسطى، الجنرال ديفيد) بتريوس، أو يتابع التقدم في بغداد أو يضع قدمه على التراب الأفغاني.quot; وأضاف ماكين، الذي كان يتحدث أمام حشد من أنصاره في نيومكسيكو، بسخرية: quot;وفقاً لخبرتي، فإن بعثات تقصي الحقائق تتحرك بصورة معاكسة، إذ أنها تختبر الحقائق على الأرض ثم تقدم استراتيجياتها.quot;

وكان ماكين، الذي يعتزم زيارة العراق هذا الشهر، قد انتقد بشدة الحرب على العراق الثلاثاء، وقال إنها ألهت أميركا عن هدفها الرئيسي في أفغانستان quot;وأضاعت عليها العديد من الفرص، وأضرت بأمنها ومركزها العالمي، وكذلك بالجيش وبالموارد التي نحتاجها لمواجهة تحديات القرن الجاري.quot;

وقال المرشح الديمقراطي إن خطته تقوم على سحب الوحدات المقاتلة من العراق بحلول صيف 2010، على أن يصار إلى إرسال وحدات إلى أفغانستان، كما انتقد quot;الفرص الضائعةquot; التي قال إن الإدارة الأمريكية quot;بددتهاquot; وأضاعت فرصة القبض على بن لادن واستثمار المليارات في إعداد مصادر طاقة بديلة بسبب quot;الحرب على دولة لم يكن لها دور في هجمات 11 سبتمبر/أيلول.quot;

ورد ماكين بعنف على هذه النقاط التي أثارها أوباما، فاعتبر أن الأخير quot;يشير إلى أن الولايات المتحدة لا يسعها الفوز في أفغانستان إلا إذا خسرت في العراق، والواقع خلاف ذلك تماماً، لأن زيادة القوات في العراق هي التي أظهرت لنا الطريق الواجب سلوكه للفوز في أفغانستان.quot;

وأضاف: quot;أعرف كيف أنتصر في الحروب، وإذا انتخبت رئيساً فسأقلب الحرب في أفغانستان رأساً على عقب، كما فعلنا في العراق، وذلك عبر تقديم إستراتيجية للنصر.quot;

وشملت اقتراحات ماكين في هذا الإطار إرسال المزيد من الجنود لأفغانستان ومضاعفة عدد جنود الجيش الأفغاني و وضع خطة لدعم المدنيين في ذلك البلد وزيادة الضغط العسكري على حركة طالبان.

ويأتي هذا الجدل الساخن بين أوباما وماكين بعد أن أدلى الرئيس الأميركي، جورج بوش، الثلاثاء بملاحظة حول مسار الحرب في كل من العراق وأفغانستان، فرأى أن هناك جبهة quot;تتقدم أفضل من الأخرى،quot; وأن العراق quot;يشهد نجاحاً يسمح بسحب الجنود الأمريكيين.. بينما تدور في أفغانستان معركة صعبة.quot;


وأعاد بوش سبب الوضع في أفغانستان إلى واقع أن البلاد سبق أن عانت من حروب مدمرة في السابق.