علاوي في الكويت عشية الذكرى الـ14 لاحتلالها
حماس وترحيب كويتي رسمي.. وارتياب اعلامي وشعبي

عامر الحنتولي من عمان : أصدرت وزارة الاعلام الكويتية "تعميما" لوسائل الاعلام الكويتية يشير الى ضرورة تحاشي الصاق غزو دولة الكويت عام 1990 باسم الجمهورية العراقية بل بالنظام العراقي البائد بزعامة الرئيس المخلوع صدام حسين، في الوقت الذي بدأ فيه امس رئيس الحكومة العراقية المؤقتة اياد علاوي زيارة رسمية لدولة الكويت.هذه الزيارة التي هي الاولى لمسؤول عراقي بهذا المستوى الرفيع منذ غزو العراق للكويت، حيث تصادف اليوم الذكرى الرابعة عشر لاحتلال الكويت.

وقالت مصادر سياسية ودبلوماسية كويتية لـ"ايلاف" الليلة الماضية، ان زيارة علاوي للكويت تأتي تعزيزا للتقارب العراقي الكويتي في مرحلة مابعد صدام، حيث تضيف المصادر بأن علاوي قد استقبل بحفاوة بالغة وسط ترحيب حكومي واسع بزيارته ومحادثاته في الكويت، حيث أولم على شرفه عدة مسؤولين كويتيين في مقدمتهم رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي يسير شؤون الحكم في الامارة اثر الاعتلال الصحي لامير الكويت الشيخ جابر الاحمد وولي عهده الشيخ سعد العبدالله الصباح منذ سنوات ما ابعدهم عن تفاصيل الحكم اليومية التي ادار دفتها باقتدار وحكمة رئيس الوزراء الكويتي.

ورغم ان الاعلام الرسمي الكويتي قد رحب بعلاوي حيث منحت وكالة الانباء الكويتية "كونا" القابا تفخيمية غير مسبوقة للمسؤول العراقي (دولة الرئيس الدكتور اياد علاوي)، الا ان الصحف الكويتية اليومية قد دشنت حملة تشكيك بـ"الغموض" الذي ارتكبه علاوي بتصريحاته أثناء لقائه رؤساء تحرير الصحف الكويتية اليومية في مقر اقامته بقصر بيان الاميري في العاصمة الكويتية، حيث رفض طبقا لمصادر اعلامية كويتية الاشارة الى اعتراف العراق الكامل بسيادة وحدود واستقلال دولة الكويت من خلال الاعتراف بالقرارات الدولية الصادرة عن الامم المتحدة.

وافردت الصحف الكويتية عناوين فضفاضة لتغطيتها زيارة وتصريحات رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي توحي بالارتياب من مستقبل التعاون والحوار بين الكويت والعراق، حيث اكد علاوي بان " جريمة" صدام بغزوه الكويت تعد درسا للعراقيين والكويتيين معا للاستفادة من العبر والتجارب، حيث تساءلت صحف كويتية عن طبيعة الدرس الكويتي جراء تعرضها لاحتلال من الجار الشمالي.

وقالت صحف كويتية اخرى، ان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي قد حاول تحاشي الاشارة الصريحة الى الكويت كدولة مستقلة ذات سيادة، كما تحاشى بشكل جلي اطلاق اي تصريح يعبر عن التزام عراقي بالحدود الدولية بين الكويت والعراق كما هي موثقة لدى الامم المتحدة.


واضافت، انه في الوقت الذي حاول فيه رئيس الوزراء العراقي الافلات من الاسئلة المتعلقة باستقلال الكويت اكد انه بغض النظر عن القرارات الدولية نعتبر الكويت شعبا شقيقا واخا ودولة جارة، ونحترم وضعها ونحترم خصوصيتها، ولا نتدخل في شؤونها الداخلية.

وطبقا لصحيفة "الوطن " الكويتية، فانه ردا على سؤال وجه لعلاوي حول مغزى تجاوز القرارات الدولية وعدم تصريح اي مسؤول عراقي علانية ما يتضمن الاعتراف بسيادة الكويت واستقلالها وحدودها أشار علاوي، ان "الكويت كانت حليفة صدام ولم يحترم صدام القرارات الدولية وغزا الكويت.
وقالت "الوطن" الكويتية انه عندما سئل علاوي هل تعترفون مباشرة باستقلال دولة الكويت؟ اجاب قائلا «طبعا نعترف» ثم تحدث في موضوع آخر.

وحول تزامن زيارته الى الكويت مع ذكرى الغزو العراقي، وعن امكانية اعتذار القيادة العراقية للشعب الكويتي تحاشى رئيس الوزراء العراقي الرد على السؤال مكتفيا بتشخيص الوضع ، حيث قال "نعم هناك مشكلة كبيرة.. مأساة نأمل أن تكون خلفنا وتكون درسا كبيرا للكل... العراقيين والكويتيين والعرب،
واصفا الغزو بالجريمة، و "الموقف الجبان الغادر الذي قام به صدام ونظامه".
وردا على سؤال حول وجهة نظره بالنسبة للقرارات الدولية التي تتعلق بالتعويضات، وبترسيم الحدود ، وباستقلال الكويت قال رئيس الوزراء العراقي "نحن اساسا قوة سياسية حاربت مع الشعب الكويتي ضد نظام صدام حسين" .
وحول نظرته لمستقبل العلاقات الكويتية-العراقية اكد علاوي، انه يرغب في "بناء علاقات وشبكة من المصالح الاستراتيجية التي تربط الكويت والعراق والدول الاخرى".
وفي تصريحات اخرى أطلقها علاوي في الكويت خلال سلسلة من النشاطات السياسية والثقافية حيث زار المسؤول العراقي عددا من المؤسسات الكويتية العلمية، دعا رئيس الوزراء العراقي القطاع الخاص الكويتي للمشاركة في اعادة اعمار العراق مؤكدا ان العراق دولة غنية وانه «خلال سنة.. سنتين سوف يصبح العراق من الدول المانحة".
وعلى صعيد الأوضاع السياسية والامنية في العراق اكد علاوي، ان من بين اسباب ما يحدث من أعمال ارهابية هو الخطأ الذي ارتكبته الولايات المتحدة الامريكية حين حلت مؤسسات الدولة العراقية، مؤكدا ان الذين يقومون بالعمليات فئة «سلفية تكفيرية» وبعض العناصر المتحالفة مع صدام حسين ، مؤكدا ايضا ان لدى تلك المجموعات تمويلا قويا لم يفصح عما اذا كانت بلاده تمتلك معلومات حول مصدره.

وفي سياق متصل شن نواب في البرلمان الكويتي وكتّاب في صحف كويتية حملة ضد علاوي الذي كان قد نسي سهوا طبقا لتوضيحات لاحقة منه لمسؤولين كويتيين دور وجهود الكويت بالشكر والثناء خلال خطاب له وجهه بمناسبة انتقال السيادة للعراقيين في الاول من يوليو تموز الماضي، حيث طالب عدد من كبار قادة الرأي والفكر في الكويت محاولة الحكومة الكويتية تغيير العقلية السياسية العراقية تجاه الكويت.