بعد نحو ثلاث ساعات من التواجد الأمني المكثف والطوق المضروب على حي الملك فهد شمالي العاصمة السعودية الرياض أخلت قوات الأمن السعودية عند الساعة الواحدة من صباح اليوم الخميس مواقعها التي كانت تتمركز بها وأنسحبت دون تنفيذ أي عملية دهم أو مواجهة مسلحة مع مطلوبين وردت معلومات عن تواجدهم داخل الحي.
وكانت عناصر كبيرة من قوات الشرطة مزودة بأسلحة رشاشة وسترات واقية من الرصاص قد سدت بكثافة مداخل حي الملك فهد الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي ونفذت وحدات من فرق المباحث تمشيطاً للحي وسط معلومات عن رصد مطلوبين أمنياً يختبئون داخل أحد المنازل هناك.
ولاحظت إيلاف انتشارا كثيفا للقوات في المربع الواقع بين طريق هشام ابن عبد الملك والمغيرة بن شعبة وطريق الإمام سعود بن عبد العزيز محمد وطريق الملك عبد العزيز، في الوقت الذي أغلقت فيه جميع المنافذ في هذا المربع منعا لآية محولة للهروب يقوم بها المطلوبين.
وفي وقت لاحق طوقت قوات أمنية أخرى مواقع في حي السويدي جنوبي الرياض وسدت منافذ متعددة من مداخل الحي وانتهت العملية بانسحاب القوات الأمنية في وقت متزامن مع انسحاب القوات المتواجدة في حي الملك فهد دون القبض على أي من المطلوبين أمنياً.
وكانت أقوى العمليات الأمنية التي نفذت مؤخراً المواجهة المسلحة التي نشبت في حي الملك فهد شمالي الرياض في العشرين من تموز (يوليو) الماضي والتي أسفر عنها مقتل أثنين من المطلوبين أمنياً أبرزهم عيسى العوشن أحد المدرجين على قائمة الـ26 وواحد من منظري المجموعات الإرهابية الناشطة في السعودية كما قتل إلى جانبه الدوسري وهو من خارج قائمة الستة والعشرين في وقت ألقت قوات الأمن القبض على ثلاثة مطلوبين آخرين بعد إصابتهم وتحفظت على زوجة صالح العوفي الذي يتزعم العناصر المرتبطة بتنظيم (القاعدة) في السعودية وهو الذي فر من مسرح المواجهة مع عناصر أخرى تاركاً خلفه ثلاثة من أطفاله إلى جانب زوجته التي تخضع للتحقيق حالياً.
ويشار إلى أن حي الملك فهد أصبح من المراكز الحيوية للإرهاب، استفادة من موقعه المثالي حيث يفضي على مخارج للطرق السريعة كطريق العليا العام وطريق الأمير عبدالله وطريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد وطريق الملك عبدالعزيز.
وبحسب ماتوفر لـ"إيلاف" من معلومات في هذا الإطار فأن الأجهزة الأمنية السعودية وضعت يدها مؤخراً بعد العملية الناجحة التي نفذتها في حي الملك فهد قبل أسبوعين على معلومات "مهمة" إثر عثورها على وسائط إلكترونية ووثائق وسط المنزل الذي كان يسكنه العوفي ورفاقه والذي وجدت بداخلة أيضاً على أسلحة نوعية من بينها صاروخ سام 7 وصورايخ آر بي جي ومتفجرات وقنابل وأسلحة رشاشة.