صحيفة "نيوزويك" الأميركية تفيد أن وكلاء الـ"FBI" كانوا يتعقبون بداية المستشار السياسي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ناؤور غيلون، عندما اجتمع مع لاري فرانكلين، المشتبه بالتجسس لصالح إسرائيل. صحيفة "نيويورك تايمز" تقول إن نشر القضية أحبط عملية التحقيق السرية...
يتسحاق بن حورين، واشنطن


وأفادت صحيفة "نيوزويك" الأميركية في عددها الصادر اليوم، أن مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي ("FBI") كان يتعقب بداية المستشار السياسي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ناؤور غيلون، عندما اجتمع مع لاري فرانكلين، موظف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) المشتبه بالتجسس لصالح إسرائيل.

واشتبه مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي أن القسم السياسي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن تلقى معلومات سرية من مسؤولين كبار في البنتاغون حول محاولات طهران الحصول على أسلحة نووية.

وفق التقرير، كان وكلاء مكتب التحقيقات يتعقبون ناؤور وأحد أعضاء اللوبي اليهودي المساند لإسرائيل، "إيباك"، خلال تناولهما لطعام الغداء معًا. وفجأة، توجه إلى الطاولة التي كانا يجلسان حولها، لاري فرانكلين، الذي تحوّل على الفور إلى هدف للـ"FBI". وتبين خلال تعقب فرانكلين أنه حاول نقل وثيقة سرية لأحد الشخصين اللذين تناول معهما وجبة الغدء في اليوم نفسه. ورفض هذا الشخص تسلم الوثيقة، وطلب من فرانكلين أن يوضح له فحواها شفهيًا.

من جهة أخرى، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، صباح اليوم، أن غيلون تواجد حتى يوم أمس في إسرائيل، في عطلة الصيف، وكان من المتوقع أن يعود اليوم إلى واشنطن. وجرت، أمس، مشاورات بشأن إعادته إلى الولايات المتحدة، تقرر في نهايتها إعادته إلى واشنطن ولسبب بسيط، أيضًا، أن محققي مكتب التحقيقات الاتحادي يريدون الحصول على إفادته بشأن القضية.

وقامت مصادر سياسية، أمس، بفحص تقارير السفارات الإسرائيلية في الخارج، واتضح منها أن غيلون أجرى فعلاً اتصالات مع فرانكلين بتخويل رسمي. وشدد غيلون على إرسال تقارير تتعلق بمحادثاته مع فرانكلين، كما هو معهود.

ويعمل غيلون إلى جانب الملحق السياسي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن رافي براك، الذي كان في السابق أحد أفراد جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك). ويقوم غيلون في إطار عمله بإجراء لقاءات متتالية وعلنية مع مسؤولين في الإدارة الأميركية، من بينهم أفراد في الأذرع الأمنية الأميركية. ويعمل غيلون كمستشار سياسي للسفارة منذ عام 2002.

نشر القضية أحبط تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، صباح اليوم، أن المشتبه بالتجسس لحساب إسرائيل بدأ يتعاون مع وكلاء الـFBI قبل نحو عدة أسابيع، حتى إنه كان مستعدًا لمساعدة المحققين على تعقبه في إجراء لقاءات إضافية مع الأشخاص الذي يتصل بهم. لكن نشر القضية في شبكة "سي. بي. إس" الأميركية أحبط التحقيق السري.

ولم يتم اعتقال فرانكلين حتى الآن، كما أنه ليس من الواضح أنه خرق القانون بأفعاله. وفق تقرير الصحيفة، فإن المحققين يشككون بالقضية برمتها. فهم لا يفهمون دور أعضاء اللوبي اليهودي المساند لإسرائيل، "إيباك"، في كل هذه القضية، كما أنهم لا يستطيعون تقدير ما إذا كانت إسرائيل قد تعاملت مع القضية كعملية استخبارية رسمية أو علاقات عابرة مع فرانكلين.

مع ذلك، يقدر المحققون أن الإسرائيليين لم يبادروا بأنفسهم إلى الاتصال مع فرانكلين لكنهم وافقوا على تلقي مواد سرية حصل عليها أعضاء "إيباك". ونفت "إيباك"، الليلة الماضية، تقديم أي مساعدة لفرانكلين، ووصفت هذه الادعاءات بأنها "مضحكة".