أسامة مهدي من لندن : يبدو ان الفوضى الامنية الواسعة التي يشهدها العراق قد فتحت شهية المسلحين للاعلان عن مطالب تتجاوز الاحتلال ورحيله حيث هددت منظمة مسلحة اليوم باستهداف المؤسسات العلمية في حال عدم حظر التعليم المختلط في المدارس والجامعات بينما احتجت ايران لدى العراق لمقتل احد مسؤوليها على الطريق بين النجف وكربلاء في وقت داهمت الشرطة مقرا لرجل الدين مقتدى الصدر في مدينة البصرة الجنوبية وصادرت اسلحة واعقلت اشخاصا .
فقد هددت جماعة عراقية مسلحة اليوم باستهداف المؤسسات العلمية ما لم تحظر الحكومة العراقية التعليم المختلط . وفي شريط فيديوعرضته قناة "العربية" طالبت الجماعة التي تطلق على نفسها اسم "كتائب الجهاد الإسلامي في العراق" وزارة التعليم العالي بحظر التعليم المختلط في المدارس والجامعات . وظهر رجل ملثم يقرأ بيانا بمطالب جماعته وبجواره رجلين مسلحين قائلا "يجب الفصل بين النساء والرجال بسبب السلوكيات غير الأخلاقية في الصروح العلمية الخاصة والعامة مهددا في حال عدم التزام وزارة التعليم بمطالبه "بضرب الكليات والجامعات."
وتاتي هذه التهديدات في وقت اصبحت الجامعات العراقية التي كانت تعتبر في السبعينات من القرن الماضي من افضل الجامعات في العالم العربي على شفير الكارثة مع قتل او خطف حوالي 80 استاذا ومغادرة حوالي الف آخرين البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين العام الماضي . ويقول طاهر خلف جبر البكاء وزير التعليم العالي في تصريحات صحافية "ان الكثير من عمداء الكليات عن قلقهم واخشى ان يتخلوا عن مناصبهم وان يؤدي ذلك الى كارثة" مشيرا الى مقتل 14 استاذا خلال السنة الجامعية المنصرمة واخر هذه الاعمال التي صدمت الاساتذة خطف عميد جامعة الانبار في الرمادي عبد الهادي الهيتي قبل اسبوعين على يد رجال مسلحين خطفوه وطالبوا بفدية قدرها 60 الف دولار للافراج عنه.
ويحذرالوزير انه من غير الممكن مواصلة الدروس في هذه الاجواء موضحا ان الجامعة العراقية تضم 13250 استاذا ويضيف ان الضحايا يغطون مجموعة كبيرة من الاختصاصات وليس لهم نفس التوجهات السياسية او المعتقدات الدينية والقاسم المشترك الوحيد بينهم كفاءتهم العالية . ويؤكد الوزير ان النزيف يتواصل معلنا اغلاق بعض الاختصاصات في الموسم الدراسي المقبل لنقص في الاساتذة. ويقول "في ظل النظام السابق اختار 1600 استاذ جامعي المنفى بسبب الوضع السياسي وضعف الأجور اما اليوم فبسبب الخوف".
وتتواصل التهديدات على شكل رسائل مجهولة المصدر او مظاريف تحوي رصاصة وتغذي عملية النزوح على ما تؤكد رابطة الاساتذة الجامعيين التي تعتبر ان اكثر من الف خبير واستاذ جامعي اختاروا العيش خارج العراق منذ ابريل (نيسان) عام 2003 . وفي مؤشر على عجز السلطات وجه الوزير نداء الى علماء الدين ووجهاء العشائر يطلب منهم التحرك لوضع حد لهذه التهديدات .
ايران تحتج
وفي طهران قام مدير عام الشوءون القنصليه بوزاره الخارجيه الايرانية رسول مهاجر باستدعاء القائم باعمال السفاره العراقيه فى طهران وابلغه احتجاج ايران الشديد على اغتيال موظف مکتب ممثليه موسسه الحج والزياره الايرانيه فى العراق يوم امس .
واعلن مهاجر بحسب وكالة الانباء الايرانية احتجاجه الشديد على عدم توفير الامن لاعضاء السفاره والمسوءولين والزوار الايرانيين فى العراق داعيا الحکومه العراقيه الى اتخاذ اجرءات جاده لضمان الامن للايرانيين وقال ان اغتيال المواطن محمدى تم مباشره بعد اغتيال نعيمى الموظف بالسفارة الايرانية وان الحکومه العراقيه لم تعلن عما قامت به لحد الان لتحديد العناصر التى ارتکبت هذه الجريمه وعما اذا کانت قد اتخذت اى تدابير للحيلوله دون تکرارها فى المستقبل . واشار الى الحصانه التى يتمتع بها الدبلوماسى الايرانى المختطف فى العراق داعيا الى تقديم مايلزم من ايضاحات بشان ما قامت به الحکومه العراقيه لاطلاق سراح القنصل الايرانى المختطف فى کربلاء فريدون جهانى .
من جانبه اوضح القائم بالاعمال العراقى ان محمدى اغتيل من قبل مجموعه مجهوله وان الحکومه تعمل حاليا على تحديد العناصر التى نفذت هذه العمليه . واعرب عن اسفه لاغتيال اثنين من موظفى الحکومه الايرانيه فى العراق وقال ان الحکومه العراقيه بذلت جهودا للافراج عن فريدون جهانى وتامل فى ان تودى هذه الجهود الى اطلاق سراحه فى اسرع وقت ممکن . واضاف انه سيبلغ حکومته باحتجاج الحکومه الايرانيه وسيطلع فيما بعد وزاره الخارجيه الايرانيه على نتائج الاجراءات التى اتخذتها الحکومه العراقيه فى هذا الخصوص .
قطع رؤوس ثلاثة اشخاص
واعلن مصدر عسكري اميركي العثور على جثث ثلاثة عرب على ما يبدو قطعت رؤوسهم صباح اليوم شمال بغداد موضحا انه عثر على الرؤوس الثلاثة.
وقال السرجنت في الجيش الاميركي روبيرت باول الذي يتخذ من تكريت مقرا له ان "جنود في فرقة المشاة الاولى عثروا على الجثث على الطريق العام غرب بلد عند الساعة الخامسة صباحا واوضح ان "الجثث وجدت مقطوعة الرأس وعثر على كل الرؤوس".
من جانبه، اكد المقدم حميد احمد من شرطة بلد في تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية ان "الجثث الثلاث تم العثور عليها في اكياس ومرمية على الطريق العام ومعالمها غير واضحة بسبب مضي خمسة ايام على مقتلهم".
من جهته، اكد الطبيب عادل احمد من مستشفى بلد العام ان الضحايا "مضى على وفاتهم اكثر من خمسة ايام وقطعت اوصالهم وخصوصا من منطقة الرقبة".
مداهمة مقر للصدر
ومن جهته اعلن الشيخ اسعد البصري ممثل رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر في البصرة اليوم ان قوات الشرطة العراقية داهمت ليلة الثلاثاء الاربعاء احد مكاتب الصدر واعتقلت اربعة من انصاره.
وقال البصري ان "قوات من الشرطة العراقية داهمت مساء امس مكتب الشهيد الصدر في منطقة التنومة في قضاء شط العرب واعتقلت اربعة من العاملين فيه".
وشدد المسؤول على ضرورة "اطلاق سراحهم" وامهل القوات البريطانية في المدينة ومحافظ البصرة حسن الراشد "حتى عصر هذا اليوم موعدا لاطلاق سراحهم" معتبرا العملية برمتها "اعمالا استفزازية".
واكد متحدث بأسم القوات البريطانية في البصرة ان "عملية المداهمة قامت بها قوات شرطة عراقية وان القوات البريطانية لم تشترك في العملية". واوضح ان "قوات الشرطة صادرت كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات".
وكانت البصرة الشهر الماضي مسرحا لمصادمات بين جنود بريطانيين ومسلحي جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر
التعليقات