حيان نيوف من دمشق: قال الباحث والمحلل السوري محمد جمال باروت ل " إيلاف " إن زيارة الرئيس المصري حسني مبارك إلى سورية اليوم تأتي ضمن الدور الإقليمي المصري الذي تعوّل عليه الولايات المتحدة الأميركية في أسس سياستها الشرق أوسطية الجديدة التي يحتل الملف السوري فيها الموضوع الأساسي.

وأضاف الباحث باروت أن " الزيارة هي جزء من هذا الدور لأن الولايات المتحدة الأميركية، في إطار هذه السياسة ومحاولتها اختراق الملف السوري ووضعه على الطاولة ، قد اختارت استئناف الحوار مع دمشق ورفعه إلى مستويات عليا أمنية وعسكرية يشكل العراقي موضوعها الأساسي بينما لا يشكل الموضوع اللبناني سوا أداة للضغط تستخدم عند الحاجة وعند الضرورات الماسة بالنسبة للسياسة الأميركية".

وبرأي الباحث السوري يأتي الدور المصري على الساحة السورية والإقليمية وفق مذكرة كان أعدها البيت الأبيض ، ويتابع باروت أنه " إذا ما عدنا إلى مذكرة وزارة الخارجية الأميركية التي أقرها البيت الأبيض وتطرح إعادة فتح الملف السوري وخرقه حسب تعبير الوثيقة ، فإننا نجد أن مصر قد أعطيت دورا أساسيا في هذا المجال وهو دور متكامل مع احتمال ما سيحدث في غزة والحديث عن احتمال استكمال مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية رغم أن التشاؤم يسود بشأنها".

وعن الملف اللبناني والقرار 1559، يقول الباحث باروت إن " واشنطن تستخدمه أداة للضغط على سورية من أجل تحسين وتطوير سياستها تجاه العراق " لافتا إلى أن هذا الملف قد " صدر به قرار من مجلس الأمن الدولي و القرار بيد القوى العظمى وبيدها أن تحييه أو تضعه على الرف ". واعتبر جمال باروت أن "القرار سوف يستخدم حين الحاجة من قبل واشنطن "، موضحا أن " الأمريكان ليسوا مستعجلين كثيرا على موضوع إعادة انتشار القوات السورية في لبنان وما يؤكد ذلك أن هذا الأمر ليس برسم الأيام القريبة القادمة لأن دمشق ستحرص في هذا الإطار على أن يتم إعادة الانتشار وفق الطائف بالظروف التي تراها مناسبة أي بالظروف التي لا تشعر أنها تقوم بهذه الخطوة تحت الضغط".

وكان مبارك زار دمشق صباح اليوم في زيارة قصيرة استمرت عدة ‏ساعات، و أكدت سوريا ومصر دعمهما للبنان وسيادته ‏الكاملة وضرورة التعامل مع قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الخاص بالشأن اللبناني.‏