حيان نيوف من دمشق: في متابعة لخطوات الحوار المستمر بين دمشق ووزارة الخارجية الأميركية ، نشرت سفيرة واشنطن لدى سورية مارغريت سكوبي مقالا في صحيفة " البعث " الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم. وتعتبر هذه أول مرة يقدم فيها دبلوماسي أميركي على نشر مقاله في صحيفة سورية رسمية وحزبية وفي ظل أجواء متوترة يومية بين دمشق وصناع القرار في واشنطن.

وتشير مصادر سورية ل " إيلاف " إلى أن مبادرة السفيرة الأميركية نشر مقالها عن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) في صحيفة البعث السورية هي شكل من أشكال رغبات خط باول في السياسة الخارجية مواصلة الحوار مع حكومة دمشق بعيدا عن تهديدات المحافظين الجديد شبه اليومية وقراراتهم مع حلفائهم في مجلس النواب الأميركي. ونشرت " البعث " السورية مقال السفيرة الأميركية كاملا دون رقابة عليه.

وقالت مارغريت سكوبي في مقالها إن "رغبة القاعدة في القتل على نطاق واسع ما زالت هي ذاتها لم تتغير", لافتة الى ان "الخطر يتفاقم عندما تصنع الأنظمة الخارجة على القانون أو تحصل على أسلحة الدمار الشامل وعندما تحتفظ بصلات مع المجموعات الإرهابية".
كما تحدثت سكوبي عن السلام المقترن بالديمقراطية كهدف لواشنطن، قائلة "إن هدفنا هو سلام دائم ديموقراطي يمكن للدول أن تنمو وتزدهر في ظله... ولن نسمح ببقاء الدول المضطربة التي تعاني من المشاكل غائصة في مستنقع اليأس والعنف". ‏
إلى ذلك ، قالت مصادر دبلوماسية ل " إيلاف " إن السياسية الخارجية الفرنسية ما زالت متمسكة بموقفها إزاء تنفيذ القرار 1559 حول لبنان وهي على اتصال مع واشنطن بهذا الشأن. ويبدو أن باريس وواشنطن تنتظران شيئا من دمشق ، قبل أن يقدم أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان تقريره لمجلس الأمن ، من قبيل سحب القوات السورية من لبنان أو إعادة انتشارها وفق اتفاق الطائف ، إلا أن المصادر اللبنانية والسورية تستبعد أن يصدر شئ في هذه الأيام .
وكان قال الباحث والمحلل سوري محمد جمال باروت يوم أمس ل " إيلاف " إن " واشنطن ليست مستعجلة كثيرا على موضوع إعادة انتشار القوات السورية في لبنان؛ وما يؤكد ذلك أن هذا الأمر ليس برسم الأيام القريبة القادمة، لأن دمشق ستحرص في هذا الإطار على أن يتم إعادة الانتشار وفق الطائف، بالظروف التي تراها مناسبة أي بالظروف التي لا تشعر أنها تقوم بهذه الخطوة تحت الضغط".