استانا: تجرى الانتخابات التشريعية في كازخستان الاحد القادم وهي لن تشهد اي تعزيز للديموقراطية في هذا البلد الغني بالنفط، في حين قد تشكل بابا لدخول ابنة الرئيس نور سلطان نزارباييف السياسة تمهيدا لان تخلف اباها في يوم من الايام. اما المجلس النيابي الذي يعد 77 مقعدا، فهو لا يعارض ابدا تقريبا الرئيس المتسلط الذي يحكم هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الشاسعة المساحة، ويؤكد المراقبون ان هذا الوضع لن يتغير بعد الانتخابات.

وقد ابدت بعثة مراقبة من "منظمة الامن والتعاون في اوروبا" تحفظاتها حتى قبل بدء عملية التصويت. واعربت "منظمة الامن والتعاون في اوروبا" عن مخاوفها ازاء تسجيل 30% من الناخبين للادلاء باصواتهم من خلال نظام اقتراع الكتروني جديد. ويعتقد المراقبون المحليون ان هذا النظام الالكتروني قد يشجع الناخبين المعارضين للرئيس نزارباييف على عدم الادلاء باصواتهم خوفا من ان يكون اقتراعهم غير سري.

كما وسجلت منظمة الامن والتعاون في اوروبا عدة تجاوزات، وبشكل خاص في مجال "التحيز" الذي تبديه محطات التلفزيون الرئيسية في ميلها لعائلة نزارباييف. وبالاضافة الى ذلك، منع اثنان من قادة المعارضة من الترشح الى الانتخابات بعد ان صدرت بحقهما احكام بالسجن مع او بدون وقف التنفيذ. ويحكم نزارباييف (63 سنة) بلاده منذ الحقبة السوفياتية بقبضة من حديد، وقد ندد المراقبون الغربيون اكثر من مرة بانتهاكات حقوق الانسان في هذا البلد، وخاصة حرية الصحافة.

وقد اعيد انتخابه عدة مرات في عمليات انتخابية اثارت الجدل، وهو ينوي ترشيح نفسه لولاية جديدة في انتخابات 2006 الرئاسية. اما بالنسبة لانتخابات الاحد المقبل، فان فرص حدوث تغييرات جذرية تبدو ضعيفة، وانها بالمقابل ستشهد دخول داريغا نزارباييف ابنة رئيس الجمهورية معترك السياسة. وقد اسست داريغا نزارباييف، وهي مغنية اوبرا وصاحبة مؤسسة صحافية، السنة الماضية حزبها الخاص "اسار" (معا بلغة كازاخستان)، وهذا الحزب يقدم مرشحين عنه لانتخابات الاحد الى جانب حزب ابيها "اوتان" (الوطن بلغة كازاخستان).

ويؤكد المراقبون ان صعود نجم السيدة نزارباييف على الساحة السياسية انما هو دلالة على مشاريع عائلة نزارباييف ما ان يترك الرئيس الحالي الحكم، وحتى ولو لم يشر الرئيس نفسه حتى الآن الى رغبته بان تخلفه ابنته. واعلن دبلوماسي غربي انه "يجب حل مشكلة انتقال السلطة، فمن الآن وحتى يتم هذا الانتقال، سوف تستمر النزاعات من اجل الوصول الى السلطة". وعلى الارجح، ان سقوط الرئيس الجورجي السبق، وهو ايضا من قدامى الحقبة السوفياتية، قد اقنع اريغا نزارباييف بان حزب والدها لن يتمكن من الحكم بمفرده على المدى الطويل. وان صعود نجم حزب "اسار" قد يكون محاولة من قبل عائلة نزارباييف للتأقلم مع الطبقة الوسطى الجديدة التي تكثر مطالبها. فقد وعد حزب "اسار" بمكافحة الفساد، حتى داخل الحزب الرئاسي.

واذا كانت المعارضة لا تشكل تهديدا لعائلة نزارباييف، فقد لا تكون الحال كذلك بالنسبة الى الاتهامات بالفساد التي وجهت اليها. ويمثل قريبا جايمس جيفن، وهو استشاري اميركي في المجال النفطي، ليرد على اسئلة محكمة نيويورك حول اقدامه على دفع 78 مليون دولارا كرشوة للرئيس الكازاخستاني ورئيس وزرائه السابق.
وقد نفى نزارباييف تورطه في هذه القضية.

وفي كازاخستان 5،8 ملايين ناخب من اصل 15 مليون مواطن. ومن اصل المقاعد النيابية السبعة والسبعين، تطرح 67 منها للتصويت بالاغلبية المطلقة، ويتم شغل العشرة الباقية بالاقتراع النسبي.