اعتدال سلامه من برلين : لم يستطع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في اجتماعهم غير الرسمي بنوردفيك بهولندا إعطاء الضوء الأخضر لما تم الاتفاق عليه في قمة الأطلسي في اسطنبول في شهر حزيران ( يونيو) الماضي، تقديم كامل العون لمساندة تدريب الجيش العراقي وقوات الأمن على يد خبراء عسكريين أطلسيين في العراق، رغم أن المشاورات المتعبة التي أجراها سفراء 26 دولة أطلسية يوم الأربعاء الماضي لم تلاق أي اعتراض وحملت مؤشرات إيجابية. ففرنسا وإسبانيا وبلجيكا مع تحفظ ألمانيا عارضت تفاصيل الخطة وأكد الأمين العام للناتو بوب دي هو شيفر بشكل غير مباشر بأن المدة الزمنية من أجل اتخاذ قرار للالتزام في العراق قد انتهت، لكن سوف يتابع المجلس الأطلسي في جلسة خاصة يوم الاثنين المقبل في بروكسل المشاورات المتعلقة بتقديم عون للحكومة العراقية المؤقتة.

ورغم أن الجميع ليس سعيدا بما خرج عن اجتماع اليوم لكن شيفر مازال متفائلا بالعثور على إجماع يخص تمويل تدريب القوات العراقية وحماية الوحدات الغربية المرابطة في العراق. ومن المواضيع التي تلاقي صعوبة رفض فرنسا وألمانيا توفير مساندة لخطة أمريكية تدعو إلى إرسال وحدات أطلسية إلى العراق، وتعتقد وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليوت ماري بأن المزيد من الجنود الأجانب لن يساهم في حل المشكلة الأمنية هناك.

وتريد برلين كما قال وزير دفاعها بيتر شتروك المساهمة في العون الأطلسي دون إرسال قوات إلى العراق وسيتابع ضباط من الجيش الألماني تدريب جنود من الجيش والشرطة العراقية في إمارة أبو ظبي، يضاف إلى ذلك تأهيل السائقين في الجيش العراقي للقيادة الشحنات العسكرية التي من المعتقد أن تقدم برلين عدد منها.

ويريد الوزير توسيع دائرة مساندته لتأهيل القوات العراقية لكن خارج العراق مثل الاستعانة بعراقيين في ألمانيا ليدربوا على المتفجرات يعملون لنزع الألغام الأرضية في العراق. من جانب آخر وحيال عمليات خطف الأجانب طلبت وزارة الخارجية في برلين من مواطنيها عدم السفر إلى العراق واستعداد المتواجدين هناك للمغادرة في أي وقت.