نصر المجالي من لندن: في قفص الاتهام الدولي له عبر محكمة لاهاي، وقف الرئيس الصربي السابق سلوبودوان ميلوسيفيتش ليوم ثان مرافعا عن نفسه من دون محامين، حيث هو قرر منذ البداية أن يدافع عن نفسه استنادا لمعطيات تاريخية يعرفها هو ولا غيره من محامين أو سواهم.

ومثل ميلوفيستش أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي التي تقاضيه بجرائمه أثناء فترة حكمه في التسعينيات من القرن الماضي ضد أهالي البوسنة والهرسك وكرواتيا وصربيا في قضايا التطهير العرقي وإعدامات كثيرة.

وأمام المحكمة في لاهاي، نفى الرئيس الصربي السابق كل الاتهامات الموجهة ضده وهي 11 اتهاما ، حسب الوثائق الموجودة أمام محكمة لاهاي الدولية، وفاتح ميلوسيفيتش محكمة لاهاي بدفاع طويل عن نفسه وعن الجرائم التي ارتكبها نظامه في التسعينيات الفائتة على أنها مبررة حفاظا على صريبيا من محاولات الزوال.

يذكر أن الزعيم الصربي السابق متهم دوليا بارتكاب جرائم حرب في كرواتيا والبوسنة من بعد انهيار الاتحاد اليوغسلافي السابق في مطلع التسعينيات الماضية، وهو يواجه محاكمة دولية للجرائم التي ارتكبها خلال وجوده في الحكم خلال تلك السنوات، وهي أدت إلى مآس إسانية وتطهيرعرقي ليس له مثيل في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وخلال المحاكمة في لاهاي، اتهم الرئيس الصربي السابق ، المحكمة بأنها غير شرعية، لا بل أنه تطاول عليها بكلمات "غير لائقة ولا أخلاقية" خلال خطابه الدفاعي في الوقت الذي ساد في المحكمة صمتا مطبقا من محامين وقضاة خلال مرافعة ميلوسوفيتش ، حيث استخدم عبارات نابية.

وإذ الرئيس الصربي السابق متهم بـ 11 تهمة قد تقوده على حبل المشنقة من خلال محكمة لاهاي، فإنه حسب التقارير من داخل المحكمة واثقا في الدفاع عن نفسه أمام الاتهامات الموجهة إليه.

وهو ابلغ المحكمة أن جميع الاتهامات الموجهة إليه مغايرة للتاريخ السياسي في صربيا، وقال أن كل الاتهامات الموجهة إليه ما هي إلا تعبيرا عن الموقف السياسي للبعض الذي لا يعرف تاريخ صربيا، مشيرا في هذا المجال على دور ألمانيا والولايات المتحدة والفاتيكان، حيث اتهم هذه الجهات بتدبير مؤامرة تفكيك يوغوسلافيا السابقة.

وفي الأخير، فإن ميلوسوفيتش اتهم حلف شمال الأطلسي (الناتو) وجهات إسلامية متطرفة في تاجيج الحرب في منطقة كوسوفو، وقال "بلد مثل يوغوسلافيا الموحدة تم تدميرها عبر تدخلات من مجرمين عالميين، وهنالك آلاف من الناس ضحوا بحياتهم وكثيرون مثلهم صاروا لاجئين من بعد تلك المؤامرة الدولية". وقال "من جانبي حاولت جل جهدي ان أعيد بناء يوغوسلافيا الموحدة ، ولكن المجرمين فروا من وجه العدالة ،،، لكن الجميع يعرفهم".