نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد فتواه المثيرة للجدل التي أطلقها مؤخراً، ودعا فيها إلى وجوب قتال الأميركيين في العراق كافة، بمن فيهم المدنيون باعتبارهم غزاة، توجه الشيخ يوسف القرضاوي إلى السودان، بصفته رئيس ما يعرف باسم "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، على رأس وفد يضم محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد وفيصل مولوي أمين صندوق الأتحاد والأمين العام للجماعة الاسلامية في لبنان وعلى القرداغي عضو الاتحاد ورئيس الرابطة الكردية الاسلامية، وذلك لبذل مساع حميدة بين الحكومة ومتمردي اقليم دارفور السوداني.
وسبق للقرضاوي أن قاد وساطة أخرى بين حسن الترابي وحليفه السابق الرئيس عمر البشير، غير أن هذه الوساطة باءت بالفشل، وقد أسس القرضاوي، المصري الأصل القطري الجنسية، ما أطلق عليه "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" في العاصمة البريطانية لندن في شهر تموز (يوليو) الماضي وسط جدل واسع وحملة ضارية شنتها ضده عدة صحف بريطانية، استناداً إلى فتاواه السابقة التي أباح فيها العمليات الانتحارية.
وتأتي زيارة هذا الوفد بدعوة من الحكومة السودانية، ومن المقرر أن يجتمع مع الرئيس عمر البشير ثم يزور دارفور لتفقد أوضاع اللاجئين وقد يجتمع هناك مع ممثلين لحركتي التمرد، وهما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، اللتان تتمردان على حكومة الخرطوم منذ نحو عام ونصف عام قائلتين إن الحكومة أهملت تنمية الاقليم.
وكان القرضاوي قد أعلن في ندوة بنقابة الصحافيين المصريين أن هدف الوفد الذي يتوجه إلى السودان هو "التحرك وفقا للمبادئ الإسلامية التي تفرض على المسلمين التدخل لوقف القتال بين فئتين من المسلمين وإعلان الحقيقة وإنصاف المظلومين خاصة بعدما أصبحت القوى الغربية ترى في هذا النزاع ذريعة للتدخل والتواجد العسكري في بلاد المسلمين".
وكانت الحكومة السودانية ومتمردو دارفور قد عقدوا اول جولة محادثات في شهر أيلول (سبتمبر) 2003 في مدينة ابشي التشادية وتمكنوا من الوصول لاتفاق لوقف اطلاق النار قبل ان تنهار المفاوضات في الجوله الثانية، وتمكن رئيس تشاد الذي رعى المحادثات بين الطرفين من انجاح الجولة الثالثة، والتي عقدت في العاصمة التشادية انجمينا في ابريل الماضي ووقع فيها الطرفان بروتوكولا لايصال المساعدات الانسانية واخر لوقف اطلاق النار
وأدى الصراع الدائر في إقليم دارفور غربي السودان الى تشريد ما يزيد عن مليون من السكان الذين نزحوا عن ديارهم خوفا من هجمات ميليشيا الجنجويد المنحدرة من أصول عربية، والتي يقول المتمردون وجماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان حكومة الخرطوم قدمت لها الدعم لشن حملة دموية من التطهير العرقي.
وتقر الخرطوم بانها تقوم بتسليح بعض الميليشيات لمكافحة الانتفاضة لكنها تنفي أي تواطؤ مع الجنجويد وتقول انهم خارجون على القانون، وتجري الحكومة السودانية وجماعات المتمردين محادثات سلام منذ أكثر من اسبوع الآن سعيا وراء ايجاد سُبل لتخفيف محنة اللاجئين في دارفور بغرب السودان.
التعليقات