أحمد نجيم من الدار البيضاء: عرف الدخول المدرسي للمؤسسات التعليمية التابعة للبعثات الفرنسية بالمغرب اليوم( الجمعة) هدوءا مشوبا بحذر المسؤولين، ففي ثانوية ليوتي بشارع الزيراوي بالدار البيضاء كانت أعداد قليلة من التلاميذ والتلميذات تدخل إلى المؤسسة فرادى . التلميذات مازلن في فصل الصيف، إذ دشنن دخولهن بملابس تكشف بعضها عن اجسامهن.

"لم نواجه مشاكل مع المتحجبات، فالدخول المدرسي يمر في جو من الهدوء" لخص أحد موظفي المؤسسة التعليمية الوضع بحذر وتردد، قبل أن يضيف "حسمنا موضوع التلميذات المتحجبات قبل ثلاث سنوات، فالقانون الداخلي الذي يوقعه الآباء، منذ تلك الفترة، عند كل تسجيل لأبنائهم ينص على ضرورة منع الرموز الدينية". وتنص إحدى فقرات هذا القانون على أن منع حمل كل الرموز التي تمس بمبدأ التساوي داخل المؤسسة التعليمية، سواء كانت رموزا دينية أو طائفية. أوضح المسؤول ذاته أن المؤسسة تضم تلاميذ من إثنيات وجنسيات مختلفة ومن الديانات الثلاث الإسلام واليهودية والمسيحية، لذا، أضاف، كان هناك نقاش مستفيض بين جميع التلاميذ والآباء الممثلين، داخل مجلس المؤسسة، حول الموضوع. وحسب المسؤول نفسه، فإنه رغم القانون الداخلي والنصوص التنظيمية والمناهج التعليمية التي تطبقها الثانويات الخمس التابعة للبعثات الفرنسية فإنها تخضع للقانون المغربي بحكم تواجدها فوق ترابه.

وتجمع التلميذات على "منع ارتداء الحجاب"، إذ شددت فتاة في سنتها الأخيرة على أن "ليوتي مؤسسة تعليمية علمانية، لذا لا يجب أن تسمح بارتداء رموز دينية مثل الحجاب"، صديقتها في الدراسة نبهت إلى نقطة أخرى "إنني لست ضد الحجاب في المؤسسة التعليمية، فالسنة الماضية كانت هناك فتاة محجبة، ولم يمنعها أحد، لكن المحجبة يجب أن لا تحاول الدعاية له داخل أوساط التلميذات، أما أن تتحول إلى داعية فهذا ما يجب رفضه"، لتختم قائلة "أعتقد أن قانون منع الحجاب باعتباره رمزا دينيا في فرنسا معطى إيجابي ويجب أن نحافظ عليه في المؤسسات التابعة للبعثات الفرنسية".

حسب شهادة مجموعة من التلميذات فإن المؤسسة التعليمية الفرنسية كان بها متحجبتين السنة الماضية واستمرت التلميذتان في وضعه طيلة السنة، بينما يقول أحد موظفي المؤسسة نفسها أن الإدارة أقنعت التلميذتين بضرورة إزالته وهو ما حصل.

خلال اليوم بدأ تلاميذ وتلميذات خمس ثانويات تابعة للبعثات الفرنسية في المغرب دخولهم المدرسي، دخول مر في جو حذر، حذر ظهر جليا في تجنب مسؤولي المؤسسات التعليمية إثارة الموضوع بشكل تلقائي، وحرصهم الشديد على الاقتصار في الكلام، وتجنب ما أمكن موضوع يصفونه ب"الشديد الحساسية في دولة مثل المغرب". أمام هذا الوضع استقبلت غالبية التلميذات المغربيات في المؤسسة التعليمية الفرنسية الموسم الدراسي الجديد بسراويل قصيرة جميلة وملونة وأقمصة قصيرة، مؤكدات أن الدين مسألة شخصية. عيونهن مركزة على حجم استفادتهن من هذا الموسم، وتجمعن على ضرورة احترام الطابع العلماني للمؤسسة التعليمية الفرنسية.