نيودلهي: أعرب وزير الخارجية الباكستاني اليوم عن ثقته في ان استمرار الحوار مع الهند سيثمر عن تحقيق سلام دائم بين القوتين النوويتين، وذلك على الرغم من الخلافات العميقة التي ظهرت بينهما حول كشمير في المباحثات التي اختتمت امس الاثنين.
وقال خورشيد محمود كسوري في مقابلة مع شبكة ايج تاك الهندوسية الاخبارية إنه "اذا ما استمر الحوار، فانه سيثمر عن حل"، مضيفا "أن ذلك ممكن مع وجود ارادة سياسية".
يذكر ان كسوري اجرى مباحثات مع نظيره الهندي ناتوار سينغ يومي الاحد والاثنين الماضيين في العاصمة الهندية.
واتفق الوزيران على اتخاذ سلسلة خطوات لدفع العملية السلمية بينهما التي بدأت قبل نحو تسعة اشهر.
لكن الطرفين اختلفا حول ولاية كشمير المتنازع عليها بين البلدين والتي كانت سببا في حربين من الحروب الثلاثة التي جرت بينهما.
وجاءت تصريحات كسوري متناقضة مع التقييم القاتم الذي عكسته وسائل الاعلام الهندية، استنادا الى الخلافات الحادة التي ظهرت في المباحثات حول اقليم كشمير الواقع في منطقة جبال الهيمالايا، والذي يشكل المسلمون غالبية سكانه، وتتنازع سيادته الدولتان.
وكتبت صحيفة "ذا تايمز اوف انديا" اليومية البارزة ان "الهند وباكستان اصطدما ثانية بعقبة الوادي القديم (كشمير)".
فيما كتبت صحيفة "ايجيان ايدج" "الفتور يتحول الى برود - والانقسام حول كشمير يتسع".
وصدرت تلك التعليقات المتشائمة على الرغم من تحذيرات الهند في وقت سابق من عدم توقع تقدم مفاجىء في المباحثات بين البلدين. ومن المتوقع ان يصدر الطرفان غدا الاربعاء بيانا مشتركا مفصلا حول مباحثاتهما.
وذكرت صحيفة هندوستان تايمز ان البيان المشترك "سيشير الى قلق الهند من الارهاب، والى موقف باكستان من كشمير".
كذلك سيضع البيان جدولا زمنيا لاجراء مزيد من المباحثات حول قضايا مختلفة من بينها الاسلحة التقليدية والنووية، واجراءات بناء الثقة بين البلدين.
ودعا كسوري في المقابلة مع شبكة آج تاك "الى نسيان الماضي. لقد خضنا ثلاثة حروب. والحروب لا تحل شيئا".
وفي الوقت ذاته، اتهم كسوري نيودلهي بالادلاء بتصريحات متناقضة بشأن عدد المقاتلين المسلمين الذين يعبرون الحدود الى الشطر الهندي من كشمير لمساعدة المتمردين الانفصاليين الذي يقاتلون القوات الهندية.
وقال كسوري إن الباكستان بذلت جهودا كبيرة "لمنع المقاتلين من العبور الى كشمير (الشطر الهندي)، واذا كان هناك بعض الاشخاص الذين يعبرون، فانكم (الهند) تشيدون جدارا هناك"، في اشارة الى السياج الذي تبنيه الهند على طول حدودها مع باكستان والذي يقول الجيش إنه تم الانتهاء من 90 بالمائة منه.
والاثنين، قال سنغ للصحفيين إنه أقام "ثقة متبادلة" مع كسوري، لكنه ابلغ نظيره الباكستاني أن "الارهاب عبر الحدود لا يزال يشكل مصدر القلق الرئيسي".
وتتهم الهند باكستان بالتراجع عن التعهد الذي قطعته بالعمل على وقف انتقال المقاتلين من باكستان الى الشطر الهندي من كشمير، حيث اودى التمرد المسلح المستمر منذ 15 عاما بحياة ما لايقل عن 40 الف شخص.
وقد نفت باكستان تلك التهم.
وفي الوقت ذاته، كرر كسوري قلق بلاده من الادعاءات بانتهاك قوات الامن الهندية لحقوق الانسان في كشمير.
ومن المقرر ان يجري رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ والرئيس الباكستاني برويز مشرف مباحثات بينهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في اواخر أيلول/سبتمبر الحالي.
وأعرب اشويني كومار ري، استاذ العلاقات الدولية في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، عن اعتقاده بان الاجتماعات كانت "انجازا ملموسا هاما".
واضاف ري أن القضيتين المركزيتين المتعلقتين بكشمير والارهاب، "يصعب عمليا معالجتهما"، ولذلك فان احراز تقدم بشان قضايا اصغر "يساهم في اذابة الجليد، مما سيساعد القادة على المدى الطويل على اتخاذ قرارات صعبة.
التعليقات