لاهاي: اضطر الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش المتهم بارتكاب جرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية الى ان يترك آسفا احد المحامين الذين عينوا له خلافا لرغبته يستجوب اول شهود النفي.
وقال ميلوشيفيتش لرئيس المحكمة القاضي باتريك روبنسون "لقد حرمتموني من حقي في الدفاع والسيد كاي (احد المحاميين اللذين عينا له) لا يمثلني بل يمثلكم انتم".
وبحزم قطع عنه القاضي مكبر الصوت مؤكدا له انه "لا يريد سماع نفس الاسطوانة القديمة" وطلب من ستيفن كاي احد المحامين اللذين عينا للدفاع عنه استدعاء الشاهد الاول وهي سميليا افراموف المستشارة القانونية السابقة لميلوشيفيتش. وعندها غاص ميلوشيفيتش في مقعده والتزم الصمت.
وقد قرر قضاة محكمة الجزاء الدولية الاسبوع الماضي ان يعينوا له بالتزكية محاميين بريطانيين هما ستيفن كاي وجيليان هيغنز وذلك لعدم اطالة مدة المحاكمة التي تعتبر اهم محاكمة في اوروبا بتهمة جرائم حرب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وكان سلوبودان ميلوشيفيتش (63 سنة) قد قرر الدفاع عن نفسه امام المحكمة الا ان القضاة اعتبروا ان حالته الصحية لم تعد تسمح له بذلك على اساس تقارير طبية تؤكد اصابته بارتفاع كبير في ضغط الدم. ورغم ان الرئيس اليوغوسلافي السابق يرفض التحدث الى محاميه، الا انه اضطر اليوم وخلافا لعادته الى الاكتفاء بدور المتفرج في الوقت الذي كان فيه المحامي كاي يستجوب سميليا افراموف.
وقد اعتبرت هذه الاخيرة، وهي استاذة قانون في جامعة بلغراد كانت مستشارة قانونية لنظام ميلوشيفيتش خلال حروب التسعينات في البلقان، ان الرئيس السابق كان مدافعا عن يوغوسلافيا السابقة. وقالت "كانت تسيطر عليه فكرة ضرورة المحافظة على يوغوسلافيا السابقة وقد دعا الى اكبر قدر من التسامح" واصفة ب"السخيفة" الاتهامات التي نسبت اليه بالرغبة في اقامة صربيا الكبرى بالقوة.
وميلوشيفيتش متهم بانه احد المسؤولين الرئيسيين عن النزاعات الثلاثة الكبرى التي مزقت يوغوسلافيا السابقة واوقعت اكثر من 200 الف قتيل : كرواتيا (1991-1995) والبوسنة والهرسك (1992-1995) وكوسوفو (1998-1999).
الا انه وخلال عرض الخطوط العريضة لدفاعه نفى مسؤوليته عن هذه النزاعات واتهم القوى الغربية الكبرى وبالاخص المانيا بالتآمر للقضاء على يوغوسلافيا السابقة. وقد شاركت افراموف، التي كانت من اساتذة ميلوشيفيتش، في العديد من مفاوضات السلام في اطار الوفد الصربي في التسعينات.
وقد ابدى القضاة ضيقهم من تفسيراتها التاريخية الطويلة وطلبوا من محامي ميلوشيفيتش طرح "اسئلة محددة اكثر" ومن الشاهدة "تقديم ردود قصيرة" على هذه الاسئلة. واعتبر زدينكو تومانوفيتش، احد المستشارين القانونيين لميلوشيفيتش، ان المحامي المعين "ليس مستعدا بشكل كاف" واكد في المقابل ان ميلوشيفيتش لن يستانف قرار تعيين محامين له لانه "لا يريد تقديم مذكرة كتابية" الى محكمة لا يعترف بها.
وسيسمح مستقبلا لميلوشيفيتش باستجواب شهوده واحدا واحدا بعد المحامي كاي. ومن المقرر ان ينتهي الدفاع عن الرئيس اليوغوسلافي السابق في تشرين الاول/اكتوبر 2005. وهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة.
التعليقات