عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: قبل عام ونصف تم تأسيس جمعية العاطلينعنالعمل في بغداد من قبل العمال والموظفين والعسكريين الذين فقدوا وظائفهم بعيد الحرب وكان اعضاء الجمعية يعتصمون امام مقر سلطة التحالف مطالبين بايجاد فرص عمل لهم او اعادتهم لوظائفهم السابقة مهددين بان يتحولوا رغما عنهم الى اعضاء في منظمات تمارس العنف المسلح ضد الجنود الاميركان وسواهم والشرطة والجيش العراقي مقابل مبالغ مالية. فكان ان ازداد عدد المتمردين المسلحين وقل عدد الذين تمتعوا بالعودة لوظائفهم او شغلوا وظائف جديدة.

هذا مااكده تقرير صادر عن المجموعة الدولية لمعالجة الازمات (مقرها بروكسل) حيث اشار الى ان تفاقم البطالة في العراق من شأنها ان تغذي استمرار اعمال العنف. وركز التقرير الذي حمل عنوان (البطالة تغذي التمرد) على الاخطاء التي ارتكبت في عملية اعادة اعمار العراق في حقبة ما بعد صدام ولغاية الان واقترح العناصر الواجب اتخاذها في التوجه الجديد خاصة في هذا الوقت الملح لان مصير واستقرار العراق يتوقف عليها.

واشار التقرير الى ان استمرار تدهور الاحوال المعيشية سوف يفقد المؤسسات العراقية الناشئة مصداقيتها مثلما تستمر الثورة المضادة في كسب الزخم لها. ونصح التقرير الحكومة العراقية المؤقتة الى اتخاذ خطوات لمعالجة الفساد المستشري في المؤسسات العراقية ورسم الخطط اللازمة لتحسين الاقتصاد وتطبيق اللامركزية في عمليات اعادة الاعمار. محذرا من ان تدهور الاحوال المعيشية للسكان سوف يفقد مؤسسات الدولة المصداقية ويساعد في الوقت نفسة على زيادة وتيرة العنف والتمرد ضدها. وانتقد التقرير اداء سلطة التحالف التي ارتكبت اخطاء في عملية اعادة الاعمار البلاد في الحقبة التي تلت الحرب. وخلص التقرير الى ضرورة قيام المجتمع الدولي بمساعدة العراق من خلال رسم الخطط الانمائية للمؤسسات العراقية المختلفة.

من جانب اخر وبعد اختطاف الايطاليتين مساء امس مع امرأة ورجل عراقيين من مقر عملها الانساني في ساحة الاندلس ببغداد وبعد تراجع فرص اطلاق سراح الرهينتين الفرنسيين. قررت غالبية المنظمات غير الحكومية مغادرة العراق حفاظا على حياة اعضائها. جاء ذلك في تاكيد لمنسق نشاطات المنظمات غير الحكومية في العراق جان دومينيك بونيل اليوم الاربعاء. واضاف بونيل "بعد مشاورات اجريتها صباحا، يبدو لي ان غالبية المنظمات غير الحكومية الدولية تستعد لمغادرة العراق، بعض العاملين الاجانب غادروا هذا الصباح اصلا".

وتابع ان "الباقين سيتبعونهم خلال الايام المقبلة. الرحلات (المغادرة من بغداد) مشغولة بالكامل حتى الجمعة". وقال ان "ما يدفع الى المغادرة هو اتباع طريقة عمل جديدة حيث ان الخاطفين دخلوا مكتبا وسط بغداد كما قاموا باختطاف نساء وان دوافعهم غير معروفة".

واوضح ان حوالى خمسين منظمة غير حكومية دولية تعمل في العراق ويعمل في كل منها اجنبي واحد على الاقل. وقال بونيل "بعد مشاورات اجريتها صباحا، يبدو لي ان غالبية المنظمات غير الحكومية الدولية تستعد لمغادرة العراق، بعض العاملين الاجانب غادروا هذا الصباح اصلا".

واختطف مسلحون سيمونا توريتا وسيمونا باري اللتين تعملان مع منظمة "جسر الى بغداد" الايطالية الثلاثاء مع زميل عراقي وعراقية تدير مشروعا لمنظمة "انترسوس" الايطالية ايضا من مكتب المنظمتين في بغداد الثلاثاء.
ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها بعد عن عملية الخطف.

وغادرت منظمات غير حكومية العراق تباعا منذ الغزو الاميركي للعراق في ربيع 2003. وتعود اخر موجة رحيل الى نيسان خلال المعارك التي جرت في الفلوجة وفي جنوب العراق ورافقتها اعمال خطف استهدفت اجانب.

ميدانيا قتل جندي اميركي واصيب اثنان اخران بجروح اليوم الاربعاء في انفجار قنبلة محلية الصنع في مدينة الصدر، الحي الشيعي الفقير في بغداد، كما اكد الجيش الاميركي في بيان. واوضح الجيش الاميركي في بيانه ان الانفجار وقع في الساعة 5.30 (1.30 ت غ). واكدت وزارة الصحة العراقية الثلاثاء ان اربعين عراقيين قتلوا واصيب اكثر من 270 بجروح خلال 24 ساعة في معارك بين القوات الاميركية وميليشيا رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر في مدينة الصدر.

وفي سامراء ذكر مسؤولون في الشرطة العراقية أن ثلاثة من سائقي الشاحنات أحدهم تركي قتلوا في شمال بغداد ، في الساعات الـ 24 الماضية ، في هجمات متفرقة على قوافل محمية من قبل الجيش الأمريكي. وقال المقدم / حميد أحمد : : " إن مسلحين مجهولين شنوا في الساعة 8.30 بالتوقيت المحلي من اليوم الأربعاء هجوما بقذائف مضادة للدبابات ، على قافلة تحمل مؤن للجيش الأمريكي ، محمية من قبل الجيش الأمريكي " . وأضاف : " إن الهجوم الذي وقع في منطقة النباعية (خمسة كيلومترات جنوب بلدة بلد) ، أسفر عن مقتل اثنين من سائقي الشاحنات الأجانب". من جهة أخرى ، أكد الرائد محمد عبد الله من شرطة سامراء مقتل سائق شاحنة تركي ليلة الثلاثاء الأربعاء ، بعد تعرض شاحنته لهجوم بقذيفة مضادة للدبابات (آر بي جي) في منطقة العباسية (22 كلم شمال سامراء) . وأخيرا ، أكد النقيب عبيد محمد من شرطة سامراء أيضا : " إن قوات الشرطة العراقية ، تمكنت صباح اليوم من إلقاء القبض على ستة من سارقي الشاحنات في منطقة بلد (75 كلم شمال بغداد) ، بعد معارك دامت ساعة ونصف الساعة.

من جانب اخر اتهم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد في مقابلة نشرتها اليوم الاربعاء صحيفة "واشنطن تايمز" ايران بارسال رجال واموال لدعم النشاطات المسلحة في العراق. وقال للصحيفة "ارسلوا رجالا الى هناك (العراق) وارسلوا اموالا ايضا". وقال انه بتصريحه هذا "لا يريد تحديد اي عنصر في الحكومة (قام بذلك) او ان الحكومة على علم بذلك، لكن اموالا اتت من ايران واشخاصا اتوا من ايران ويصعب وقف ذلك". واكد رامسفلد ان "ايران بلد لا ينتمي على صعيد التصرف الى العالم المتمدن".

وردا على سؤال حول احتمال ان يكون رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر حصل على تمويل ايراني قال رامسفلد ان "ثمة تكهنات كثيرة في هذا الشأن". وعبر عن اسفه لان الولايات المتحدة تواجه صعوبة في اقناع الدول الاخرى في ممارسة ضغوط على ايران لارغامها على وضع حد لتدخلاتها في العراق.

واضاف ان "المشكلة في الانتشار (الاسلحة) والمشكلة في الارهاب والمشكلة في التعامل مع دولة نأت بنفسها عن العالم المتمدن هي انها تتطلب تعاون الكثير من الدول". وتابع "عندما ترفض بعض دول العالم المشاركة في جهد مشترك لاقناع دولة بالتصرف بطريقة متمدنة، يشجع ذلك (الدولة المعنية) على الاستمرار بذلك".

وفي صلاح الدين شمالاأكد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني أن الأكراد لن يتنازلوا، ولن يساوموا على الهوية الكردية لمدينة كركوك النفطية (260 كم شمال شرق)، مؤكدا استعدادهم " لخوض حرب" ؛ للمحافظة على هويتها هذه. وأكد برزاني في اجتماع عقده مساء أمس - الثلاثاء - مع عدد من أعضاء حزبه في مقر إقامته في صلاح الدين (شمال) : " إن كركوك هي قلب كردستان ، وجزء منها جغرافيا ، وهي أرض كردستان". وأضاف : " إن رضانا بالإدارة المشتركة مع العرب والتركمان في كركوك ، لا يعني التنازل عن هوية كركوك الكردية". وأكد الزعيم الكردي : " نحن على استعداد لخوض حرب ؛ من أجل المحافظة على هذه الهوية ، والتضحية من أجل المكتسبات التي حصل عليها الأكراد في العراق بعد الحرب " .

وتابع : إن والده " مصطفى البرزاني ضحى بنفسه ، وبثورة سبتمبر التي كان يقودها ضد النظام العراقي الأسبق في الستينات من القرن المنصرم من أجل كركوك ، فكيف نستطيع نحن المساومة عليها اليوم؟".

وتأتي تصريحات الزعيم الكردي هذه ، بينما تشهد كركوك نزاعا بين العرب والتركمان والأكراد ، اللذين يريدون ضمها إلى مناطق الحكم الذاتي الكردية في إطار دولة فيدرالية.

كما تأتي هذه التصريحات ، بينما تجري مباحثات مع المسؤولين الأتراك المعارضين للوجود الكردي في كركوك والقادة السياسيين الأكراد ، بينهم جلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني ونيجيرفان بارزاني رئيس وزراء الحكومة المحلية الكردية في آربيل.

وتتنازع ثلاث قوميات في المدينة الغنية بالنفط حيث يقول التركمان انهم يشكلون الاكثرية فيها وان قوات البيشمركا ترهبهم للمغادرة من اجل ان تكون نسبة الاكثرية في المدينة للاكراد فيما يعاني العرب فيها من عمليات تهجير جماعية خاصة بعيد سقوط نظام صدام في التاسع من حزيران 2003 بعد ان كان منح قطع ارض ومنازل لععد من العمال والموظفين العراقيين العاملين في المدينة وقام من جانب اخر بعمليات تهجير طالت عددا من العوائل الكردية التركمانية. وقد اكد عدد من المسؤولين العراقيين في مناسيات عدة على ان تتمتع المدينة بوضع خاصة يشجع على التعايش بين القوميات الثلاث فيها بالاضافة للاشوريين الذين بشكلون نسبة من سكانها.