ابوجا : قال الناطق باسم الاتحاد الافريقي حسن ان المفاوضات الجارية بين المتمردين في دارفور (غرب السودان) والحكومة السودانية المتعثرة بسبب مسألتي نزع الاسلحة والامن، علقت حتى 14 ايلول/سبتمبر بانتظار لقاء الاطراف المعنية مع الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو.واوضح با ان اوباسانجو الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي وراعي المفاوضات السودانية التي بوشرت ي ابوجا في 23 آب/اغسطس، سيلتقي الاطراف المتنازعة في دارفور الثلاثاء المقبل.
واضاف با ان "المفاوضات الرسمية ستتوقف الان لكن المشاورات ستتواصل"، موضحا ان "المفاوضات ارجئت الى الثلاثاء لان الوسطاء واجهوا صعوبات في دفع الطرفين الى تجاوز الخلافات".
وقال ان لقاء وفود المتمردين والحكومة السودانية "بالرئيس اوباسانجوالثلاثاء بصفته رئيسا للاتحاد الافريقي، قد تؤدي الى احراز تقدم".
تهمة الابادة في دارفور حيلة
وصف وزير خارجية السودان مصطفى عثمان اسماعيل اليوم الاتهامات الاميركية للسودان بارتكاب عمليات ابادة جماعية في منطقة دارفور غرب السودان على انها حيلة لخدمة حملة اعادة انتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش.
وقال اسماعيل ان ادارة بوش تستغل الازمة الانسانية في المنطقة لتحويل الانتباه عن اعداد القتلى الاميركيين في العراق.
وصرح "اننا نعتقد ان ادارة بوش تسعى الى تحويل الانتباه الداخلي والدولي عما يحدث في العراق لتجنب ضغوط الديموقراطيين خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الجارية". واضاف "يجب ان لا يستغلوا ازمتنا الانسانية لخدمة اجندتهم السياسية".
و من جهة اخرى ،اكد السفير السوداني في واشنطن خضر هارون اليوم ان الحكومة السودانية "ترفض رفضا قاطعا" الاتهامات الاميركية بوقوع "ابادة" في دارفور موضحا انه ابلغ الخارجية الاميركية هذا الموقف رسميا.
ونقلت صحيفة الراي العام المستقلة عن السفير السوداني في واشنطن انه "ابلغ الخارجية الاميركية، في رسالة بعث بها اليها، رفض الحكومة (السودانية) القاطع لمثل هذا التوصيف باعتباره رسالة خاطئة للطرف الاخر (متمردو دارفور) الذي يفاوض الحكومة ويؤدي الى عدم التفاوض الايجابي".
واعتبر هارون "موقف الولايات المتحدة شاذا عن مواقف غالبية المجتمع الدولي مثل الاتحاد الاوروبي ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز الذين استبعدوا وجود "ابادة جماعية" باعتبار انه يصعب التمييز بين السكان (في دارفور) وتصنيفهم الى عرب وغير عرب". واكد ان الموقف الاميركي هو بمثابة "رسالة تنذر باستمرار الازمة".
وقد اعلن باول امس الخميس امام مجلس الشيوخ ان ما تقوم به القوات السودانية والميليشيات العربية ضد القبائل الافريقية في دارفور يشكل "ابادة" كما تعرف بها القوانين الدولية.
وقال باول ان الولايات المتحدة اقترحت مسودة قرار على مجلس الامن يطالب باجراء تحقيق "شامل ومن دون اية قيود" لتاكيد ارتكاب عمليات ابادة جماعية وربما التفكير في فرض عقوبات على القطاع النفطي في السودان. غير ان مصادر في الامم المتحدة اكدت ان مشروع القرار الاميركي يواجه معارضة من عدة اعضاء في مجلس الامن من بينهم بصفة خاصة الصين وروسيا والجزائر وباكستان.
واكد هارون انه "نقل للخارجية الاميركية استياء الحكومة الشديد لتوصيف باول للاحداث في دارفور" مؤكدا انه "لا يخدم الجهود المبذولة من قبل الاتحاد الافريقي والحكومة والجهات الاخرى في تحقيق السلام في دارفور وانما يعوقها".
واعتبر هارون ان هناك "خللا اساسيا في الطريقة التي جمعت بها المعلومات والتي تمت بسماع افادة أكثر من الف لاجئ بدولة تشاد في حوالي 19 معسكرا في حين ان عدد النازحين داخل البلاد يزيد عن المليون حسب الامم المتحدة".واستبعد هارون ان تكون "معلومات الولايات المتحدة التي استقتها من معسكرات اللاجئين في تشاد تمكن من الوصول الى هذه النتيجة".
ووصف الديبلوماسي السوداني "المنهج" الذي اتبعته الولايات المتحدة في جمع المعلومات بانه "منقوص المصداقية ومعيب".يذكر ان اكثر من 2،1 مليون من سكان اقليم دارفور بغرب السودان نزحوا من قراهم كما لجا اكثر من مئتي الف الى تشاد منذ بدء النزاع في دارفور في شباط/فبراير 2003.
اجتماع جديد اليوم
افادت وفود المتمردين ان المفاوضات بين الاطراف السودانية حول دارفور (غرب السودان) التي استؤنفت صباح الخميس في ابوجا، ارجئت مساء على ان تعاود اليوم الجمعة. واوضح محمد احمد توغود كبير المفاوضين في الحركة من اجل العدل والمساواة احد مجموعتي المتمردين المشاركتين في المفاوضات في ابوجا ان الوفود ستلتقي الجمعة "لاجراء مشاورات جديدة" حول مشروع الاتفاق الامني الذي عرضه وسطاء الاتحاد الافريقي. وكانت الحركة من اجل العدل والمساواة وحركة تحرير السودان (حركتا التمرد) طالبتا بتدخل الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسنجو لاخراج الوضع من الطريق المسدود بعد رفض الخرطوم مشروع اتفاق حول الامن اعتبر وفد الخرطوم انه يتناقض مع اتفاق وقف اطلاق النار المبرم في نيسان/ابريل في نجامينا ومع التزامات الخرطوم حيال الامم المتحدة.
لكن وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية نجيب عبد الوهاب قال قبل دخول قاعة الاجتماع الخميس "ابلغنا ان ملاحظاتنا ادرجت في مشروع الاتفاق الجديد وهدأ ذلك من مخاوفنا".
واضاف "ما عرض علينا على طاولة المفاوضات سيشكل اساسا جيدا للتفاوض والحوار ونأمل في اعتماد اتفاق امني جيد" موضحا ان لا تناقضات الان بين النص والتزامات حكومته حيال الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.
لكن لم يتم التوصل الى اتفاق خلال جلسة الخميس.
واوضح توغود "عرض كل طرف موقفه مجددا حول المشروع الذي اقترحه الاتحاد الافريقي. وبعد اجراء مداولات قررنا ان نلتقي مجددا عند الساعة العاشرة (الساعة التاسعة ت.غ.) من الجمعة".
والتقى رئيس الدولة النيجيري منذ بداية مفاوضات السلام في 23 آب/اغسطس، جانبي النزاع في لقاءات منفصلة. واستؤنفت المفاوضات الاربعاء بعدما كانت توقفت منذ الثاني من ايلول/سبتمبر.
واشترط الجانبان لتوقيع الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الثاني من ايلول/سبتمبر ويتناول الشق الانساني في ازمة دارفور، التوصل الى بروتوكول حول الامن ونزع السلاح في دارفور.
وتدور مواجهات بين الجيش السوداني تدعمه ميليشيات "الجنجويد" والمتمردين الذين يعترضون على "تهميش" دارفور منذ شباط/فبراير 2003.
وادى النزاع، حسب ارقام الامم المتحدة، الى سقوط بين ثلاثين وخمسين الف قتيل، بينما نزح 4،1 مليون شخص.
واتهم وزير الخارجية الاميركي كولن باول الخميس امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، الخرطوم وميليشيات الجنجويد العربية في دارفور بارتكاب اعمال "ابادة جماعية" مطالبا "بتحقيق كامل تجريه الامم المتحدة" حول الفظائع التي ارتكبت ضد سكان هذه المنطقة.
كيري يدعو الى عدم السماح بتكرار ما حصل في رواندا
اكد المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية جون كيري ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تقبل بان يتكرر في دارفور ما حصل من مجازر ابادة في رواندا العام 1994.
وقال كيري في نيو اورلينز (لويزيانا جنوب) امام المؤتمر السنوي للكنائس البروتستانية الاميركية السوداء "لا يمكننا بتاتا ان نقبل بتكرار ما حصل في رواندا".
ومضى يقول "لو كنت رئيسا لتحركت الان. كما سبق وقلت في الاشهر الاخيرة لن ابقى مكتوف الايدي".
واتهم وزير الخارجية الاميركي كولن باول الخميس امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، الخرطوم وميليشيات الجنجويد العربية في دارفور بارتكاب اعمال "ابادة جماعية" مطالبا "بتحقيق كامل تجريه الامم المتحدة" حول الفظائع التي ارتكبت ضد سكان هذه المنطقة.
واعتبر المرشح الديموقراطي ان "الولايات المتحدة يجب ان تسهر على نشر فوري لقوة دولية لنزع اسلحة الميليشيات وتسهيل وصول المساعدة الانسانية الى دارفور".
التعليقات