نصر المجالي من لندن: يبدأ وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني بيل راميل اليوم، زيارة لكوريا الشمالية في أول اتصال على مستوى عال، بين لندن وهذا البلد الشيوعي الذي تعتبره الولايات المتحدة من دول محور الشر.
وقالت مصادر وزارة الخارجية البريطانية إن محادثات الوزير مع القيادة الكورية الشمالية، ستتركز على برنامج أسلحة الدمار الشامل المثير للجدل، المتهمة كوريا الشمالية بتنفيذها له، بينما الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون يطالبون بتدميره. كما أن المحادثات ستتناول الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في هذا البلد الآسيوي الذي يحكمه نظام فرد شمولي منذ خمسينيات القرن الفائت.
وظلت بريطانيا ترفض مطالب أميركية لها بإرسال أحد وزرائها المهمين للتباحث مع بيوناينغ، بسبب رفض هذا الأخيرة موضوعي أسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان، ولكن زيارة راميل تشير إلى إذعانها في النهاية لمناقشة الأمرين.
يذكر أن بريطانيا ليست من الدول الست المكلفة التفاوض مع كوريا الشمالية، حول ترسانتها النووية، لكن تعتقد مصادر وزارة الخارجية أن عضوية بريطانيا الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وثقلها في إطار المجموعة الأوروبية وعلاقاتها المتميزة مع الولايات المتحدة سيعطيها دورا مؤثرا كبيرا في الضغط على بيوناينغ، ودفعها نحو المزيد من تقديم التنازلات أمام الضغوط الدولية.
وقالت صحيفة (الغارديان) البريطانية اليوم إن بريطانيا تعتقد أن كوريا الشمالية تمتلك برنامجين لأسلحة الدمار الشامل، حيث يقول الخبراء أنها استطاعت تنفيذ البرنامج الأول في العام 1994 ، في الوقت الذي كانت فيه قد وقعت على اتفاقية دولية لوقف جميع نشاطاتها النووية.
ويقول الخبراء إن كوريا الشمالية بدأت في تنفيذ برنامجها الثاني في العام 2002 في منطقة يونغ بايون، حيث أقدمت على طرد مفتشي الأمم المتحدة من على أراضيها .
أما الأمر الثاني، الذي سيكون على أجندة محادثات وزير الدولة البريطاني، فهو موضوع انتهاكات حقوق الإنسان، حيث يصف الوزير ملف كوريا الشمالية في هذا المجال أنه الأسوأ في العالم، ومن حيث ممارسات النظام، هناك ضد المناوئين وغيرهم، حيث التعذيب الجسدي، والتصفيات والاستمرار في تنفيذ عقوبات عقوبة الإعدام ضد المعارضين، وقال إنه سيطالب محادثيه بضرورة الشروع بتطبيق إصلاحات تبدأ بحرية الكلام والتعبير عن الرأي والحركة.
التعليقات