تحت شعار "الانفصال يمزّق الشعب"، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، مساء أمس في ميدان "تسيون" في مدينة القدس، الذي لم يشهد الكثير من التظاهرات خلال الفترة الأخيرة. ومن أهمّ فعاليات هذه المظاهرة مسيرة المشاعل التي انطلقت من الميدان باتجاه منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، في القدس.
وقد أقلت عشرات الحافلات إسرائيليين من جميع أنحاء البلاد، ومستوطنين من الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى مكان المظاهرة، حيث رفعوا بأيديهم علم الدولة ولافتات كتِبت عليها شعارات مثل "أورليف، انسحِب من الحكومة" و"حكومة شارون - حكومة خراب" و"شارون ينفصل عن الدولة".
وظهرت على لافتات أخرى صورة رئيس الحكومة، أريئيل شارون، وقد كتِب عليها باللون الأحمر: "الدكتاتور" و"أنا لا أبالي بكم جميعًا"، وكذلك صورة رئيس مديرية الانفصال، يونتان بَسيه، وقد كتِب عليها: "لن نغفر لك، يا رئيس مديرية الترانسفير".
وعُرضت خلال المظاهرة على شاشات كبيرة تصريحات أدلى بها شارون في السابق، منها: "الانسحاب الأحادي الجانب معناه أننا تنازلنا ولم نحصل على أي شيء".
وقبل بدء المظاهرة بوقت قصير، أصدر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، الفريق موشيه كرادي، تعليمات إلى قادة الألوية ورئيس شعبة التحقيقات، تقضي بمعالجة فورية لأي تصريح أو عمل ينطوي على اشتباه بالتحريض. ودعا الفريق كرادي جمهور معارضي عملية الانفصال إلى "إبداء مسؤولية شخصية عن تصريحاتهم وأعمالهم"، موضحًا أن الشرطة تسمح بنشاطات احتجاجية "في إطار القانون فقط، كما هو متبَع في الدول الديمقراطية".
وشارك في المظاهرة عضوا الكنيست إيفي إيتام (حزب "المفدال" الديني) ويحيئيل حَزان (حزب "الليكود" اليميني الحاكم).
وقال مسؤول كبير في مجلس مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة لموقع "ArabYnet"، إن هذه هي المرة الأخيرة التي يكلف أعضاء المجلس أنفسهم بالحصول على تصريح من الشرطة لإجراء المظاهرة. وأضاف: "لقد رأينا أن الإدارة المسؤولة إنما تلحق الضرر بالنضال، ولسوف نعاود النشاط مثلما فعلنا في أيام (اتفاقيات) أوسلو".
ولم يلقِ أي عضو كنيست أو سياسي كلمات في المظاهرة، وذلك بهدف "تقريب الرسالة إلى الشعب، وحتى تبدو المظاهرة مظاهرة شعبية". ومن بين من ألقى كلمات في هذه التظاهرة الاحتجاجية أم وابنتها من سكان مستوطنة "كَديم" الواقعة شمال الضفة الغربية والمرشحة للإخلاء، وكذلك قادة المستوطنين، بعض الحاخامين، ممثلون عن منطقة "غوش قطيف" ويهوار غال، طيار في خدمة الاحتياط برتبة عقيد.
وقال العقيد غال لشارون خلال كلمته: "لا حقّ لك في تسليم أجزاء من البلاد. إنني أقاتل على مدى سنوات تفوق تلك التي قاتلت فيها، فلتستقِل". إضافة إلى ذلك، تلِيَ خلال المظاهرة خطاب باللغة الإنجليزية، وذلك في محاولة للربط بين أحداث الـ11 من أيلول/سبتمبر 2001 والعمليات المعادية لإسرائيل
التعليقات