حيان نيوف من دمشق : غادر وفد فرنسي دمشق بعد مباحثات أجراها مع عدد من المسؤولين السوريين. وكان يضم الوفد أعضاء في مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة فيليب ماريني رئيس جمعية الصداقة الفرنسية السورية في مجلس الشيوخ الفرنسي . وذكرت مصادر سورية ل " إيلاف " أن زيارة الوفد الفرنسي إلى دمشق كانت "خجولة " مضيفا أن العلاقات السورية الفرنسية يشوبها " الارتباك والقلق " عقب التغير الدرامي المفاجئ في السياسة الخارجية الفرنسية إزاء سورية. وقال ماريني ، في تصريح صحفي، إن الزيارة كانت "ناجحة ومثمرة " مؤكدا "حرص مجلس الشيوخ الفرنسي على تمتين العلاقات وتعزيزها مع سورية فى مختلف الميادين خاصة البرلمانية منها"، لكنه لم يعط مؤشرات على نجاح زيارته كما أنه لم يحدد ما قصده بالعلاقات البرلمانية بين البلدين.
وكانت أرجعت مصادر عديدة سبب الموقف الفرنسي الجديد إلى " منح سورية العقود النفطية الهامة إلى شركات أميركية وحرمان الشركات الفرنسية منها " ، كما رجحت مصادر أخرى أن تكون باريس تسعى وراء مصلحة ما مع واشنطن في العراق. وعرف الإعلام السوري هجوما في بعض محاوره على الموقف الفرنسي الجديد ؛ فيما أخذ الصحفيون السوريون على عاتقهم في هذين اليومين كيل المديح " للحوار السوري الأميركي " ، و غابت باريس وقضية الإصلاح الإداري السوري الذي تدعمه عن صفحات الصحافة السورية بعدما كان موضوعا شبه يومي فيها. وكان موقف الحكومة الديغولية الفرنسية الجديد إزاء سورية نقلة تاريخية على صعيد السياسة الديغولية مع الحكومات العربية في الشرق الأوسط ، إذ لم يعرف عن الحكومات الديغولية المتعاقبة أن اتخذت موقفا بهذه الجدية وعلى الصعيد الدولي في هيئة الأمم المتحدة ضد حكومة عربية. وتأتي غرابة الموقف الفرنسي في كونه صادر عن حكومة ديغولية تسعى " وفق منظورها الإيديولوجي " إلى تمتين العلاقات مع جميع الحكومات العربية ، وكذلك بعد موقفها المتشدد إلى جانب الحكومة العراقية خلال الحرب رغم أن مشاكل النظام العراقي - إن على الصعيد الداخلي أو الخارجي - كانت أكثر من أن تعد وتحصى.