اعتدال سلامه من برلين: ما هي حقيقية موقف الحكومة الألمانية من الجدار الفاصل الذي يسير داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ سؤال طرح نفسه بنفسه بعد التصريحات التي أطلقها وزير الداخلية الألماني أوتو شيلي المعروف بمساندته لإسرائيل ويزورها حاليا بأنها تحاول عن طريق الجدار الفاصل حماية نفسها، كما انتقد اللذين شبهوا هذا لحائط بجدار برلين فهو لا يخدم إسرائيل كي تحجز حرية الناس، إنما لحمايتها من العمليات الإرهابية.
ويأتي هذا الموقف في وقت يستنكر فيه وزير الخارجية يوشكا فيشر بناء الجدار وبرأيه لو كانت هناك حاجة له فيجب أن يقام على الحدود الإسرائيلية وليس داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي سؤال لإيلاف عن موقف وزارة الخارجية من حديث شيلي قال مسؤول فيها بأن برلين انطلقت من مبدأ أن لكل بلد الحق في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية أراضيه، وقد تكون على شكل حائط أو بناء أجهزة حماية. وأعربت الوزارة عن قلقها لمسار الجدار الفاصل، فمن وجهة نظر إسرائيل يسير بشكل يوفر لها الحماية من العمليات الإرهابية، لكن هناك تيارات إسرائيلية ضده وسوف يبنى على أساس مسار جديد لم يحدد بعد ستقره المحكمة الإسرائيلية العليا. ولقد أوجدت حقائق صعبت أي جهد للإحلال السلام في المستقبل.

بينما برر متحدث باسم وزارة الداخلية تصريح شيلي بنفيه وجود تناقض بينه وبين موقف برلين ، فهو لم يذكر أبدا بأنه مع بناء الجدار في الخط الأخضر أو في أي مكان كان، بل اكتفى بالقول بأنه ضروري لحماية الكيان الصهيوني ولإسرائيل الحق في حماية نفسها. وحسب تصريحه حرفيا " قبل كل شيء علينا الاعتراف بأن إسرائيل بلد تعرض لأكثر وأطول العمليات الإرهابية شدة من أي بلد آخر، وزرت النجف ورأيت ما خلفته عملية الحافلة، العديد ينتقد الحكومة الإسرائيلية لما شرعته من إجراءات لكن على المرء أن يفهم بأنها بحثت عن وسائل وطرق تحمي نفسها بها من العمليات الإرهابية التي لم يؤثر على المخططين لها أي تهديد بإنزال عقوبات أو ما شابه ذلك".