&
القدس- قتل جندي اسرائيلي واربعة فلسطينيين خلال عملية التوغل التي شنها الجيش قبل فجر اليوم الجمعة جنوب مدينة غزة، وفق ما افادت مصادر فلسطينية وعسكرية اسرائيلية.
واعلن بيان عسكري مقتل الرقيب الاول اريز اشكينازي (21 عاما) العضو في فرقة كومندوس من قوات النخبة في انفجار عبوة في حين اصيب جندي اخر بجروح طفيفة.&وادت عملية التوغل الى مقتل اربعة فلسطينيين بينهم ثلاثة ناشطين مسلحين ومدني، حسب مصادر طبية فلسطينية.
وبذلك يرتفع الى 3372 عدد القتلى منذ بدء الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000، بينهم 2542 فلسطينيا و770 اسرائيليا.&واستهدفت عملية التوغل في جنوب غزة بصورة خاصة منزل عائلة عدنان الغول المسؤول العسكري في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الذي تعرض العام الماضي لمحاولة تصفية اسرائيلية.&ولم يكن عدنان الغول موجودا عندما شن الجيش الاسرائيلي العملية الاخيرة، وقد نجا للمرة الثانية.
وعثر على جثتي ابنه محمد الغول (24 عاما) وابن شقيقه عمران الغول (33 عاما) العضوين في كتائب عز الدين القسام، في انقاض المنزل الذي نسفه الجيش الاسرائيلي.&وافادت مصادر متطابقة ان الناشطين المتحصنين في المنزل قاوموا القوات الاسرائيلية فاطلقوا النار بالاسلحة الرشاشة والقوا قنابل يدوية واستخدموا متفجرات.&وقام الجيش الاسرائيلي بعدها بتفجير المنزل.
كذلك هاجم العسكريون مبنى ثانيا قتل فيه عضو في حركة الجهاد الاسلامي بعد ان فتح النار على الجنود بحسب المصادر ذاتها.&وادى التوغل ايضا الى مقتل مدني في الثلاثين من العمر.&واعلن الجيش في بيان ان العملية "اتاحت احباط هجوم كان مقررا تنفيذه الجمعة" ضد مستوطنين او عسكريين في منطقة غزة.&واتهمت حماس اسرائيل والولايات المتحدة في بيان باغتيال اعضائها وتعهدت ب"مواصلة المقاومة" ضد الاحتلال.
وجاء الهجوم الاسرائيلي بعد اقل من ساعة على انتهاء اجتماع امني فلسطيني اسرائيلي في تل ابيب حضره المبعوث الاميركي جون وولف وانتهى في الساعة 00،3 بالتوقيت المحلي (00،00 تغ)، حسبما ذكر مصدر فلسطيني امني رسمي. وقال المصدر نفسه انه تم خلال الاجتماع الامني الاتفاق على "الانسحاب من مدينة بيت حانون وبلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة) ومدينة بيت لحم (الضفة الغربية) فورا".
واكد انه تم الاتفاق على "تسليم السلطات والمسؤوليات للسلطة الفلسطينية وتولي المهام الامنية الكاملة في هذه المناطق التي ينسحب منها الجيش الاسرائيلي"، معربا عن امله بان يلتزم الجانب الاسرائيلي بذلك . لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية نفى هذا النبأ. وقال "لم يصدر اي قرار بشان الانسحاب".
وقد مثل الجانب الفلسطيني في الاجتماع وزير الدولة المكلف الشؤون الامنية محمد دحلان ومدير الامن العام في قطاع غزة اللواء عبد الرازق المجايدة، بينما ضم الوفد الاسرائيلي منسق النشاطات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة الجنرال عاموس جلعاد ورئيس شعبة التخطيط في الجيش الاسرائيلي جيورا ايلاند. وحضر اللقاء المبعوث الاميركي جون وولف والسفير الاميركي دانيال كورتزر.
وقال المصدر الامني نفسه انه سيعقد اجتماع فلسطيني اسرائيلي في وقت لاحق اليوم "لتلقي رد اسرائيلي على مسألة الافراج عن المعتقلين ورفع منع السفر لمن هم دون الخامسة والثلاثين من العمر". وقد طالب الجانب الفلسطيني "باطلاق سراح جزء من المعتقلين والاسرى وانهاء معاناتهم ووقف كل الاجراءات التعسفية بحقهم وخاصة المضربين عن الطعام القابعين في سجني نفجا وعسقلان"، على حد قول المصدر نفسه.
واوضح مصدر رسمي امني فلسطيني انه "تم الاتفاق على حرية الحركة على طريق صلاح الدين الرئيسي الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه على مدار الاربع والعشرين ساعة وفتح طريق ابو العجين شرق مستوطنة كفار دروم في دير البلح وفتح معبر رفح ل12 ساعة بدلا من ست ساعات وعودة جزئية للموظفين الفلسطينيين اليه". واكد المصدر نفسه انه تم الاتفاق ايضا على "وقف سياسة هدم المنازل والاقتحامات والقصف وفتح معبر المنطار (كارني) التجاري بالكامل".
وبعد اقل من ساعة من انتهاء الاجتماع، توغلت 15 دبابة وآلية عسكرية اسرائيلية اكثر من كيلومتر في منطقة المغراقة حيث قامت بمحاصرة منزل عائلة عدنان الغول.& وذكر شهود عيان ان التوغل جاء بعيد انفجار كبير في مدرعة اسرائيلية كانت تسير على الطريق المؤدي الى مستوطنة نتساريم في هذه المنطقة.
وقالت مصادر طبية ان سيارات الاسعاف الفلسطينية منعت من التوجه الى المكان وتعرضت لاطلاق النار من الجنود الاسرائيليين بدون وقوع اصابات. وذكر شاهد ان الجيش الاسرائيلي اعتقل سبعة فلسطينيين على الاقل خلال عمليات مداهمة لمنازل فلسطينيين.& واكد مصدر عسكري اسرائيلي ان العملية استهدفت اعتقال احد المطلوبين، موضحا ان جنديا اسرائيليا اصيب بجروح طفيفة في العملية. كما اكد اعتقال سبعة فلسطينيين .
وقد رأى القيادي في حماس عبد العزيز الرنتيسي ان العملية الاسرائيلية "دليل جديد على ان الارهابي (ارييل) شارون (رئيس الوزراء الاسرائيلي) لا يفكر سوى بسفك الدم"، مؤكدا ان "الباب مفتوح للرد على هذه الجرائم". من جهتها، توعدت سرايا القدس في بيان "بمواصلة الجهاد والمقاومة وعملياتنا حتى دحر الاحتلال عن اخر شبر من ارضنا".