كتب ـ نبيل شـرف الدين: حتى كشفت شبكة CNN الأميركية اليوم الحجاب عن قصة الزيجة السرية للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، كان من المعتقد أن الدكتاتور المولع بالنساء والسيجار الكوبي والويسكي المعتق والأسلحة الصغيرة النادرة، لم يتزوج سوى أربع مرات فقط، لكن يبدو أن مزيداً من الحكايات والأسرار سوف تتكشف مع مرور الوقت، فضلاً عن المتوقع من حكايات أخرى بعد مصرعه أو إلقاء القبض عليه عاجلاً أو آجلاً.
وفي رواية شبكة CNN التي أفردت لها تقريراً تسجيلياً موسعاً لمراسلها من العراق، وأكدها تقرير آخر لوكالة اسوشيتدبرس فإن صدام حسين كان قد تزوج سرا من فتاة تدعى "منسية خضر"، حين كانت تلميذة في المرحلة الثانوية تبلغ من العمر 15 عاماً فقط.
وروت الزوجة السرية حكايتها المثيرة مع الرئيس العراقي المخلوع قائلة إنها عاشت عشر سنوات في فيللا فاخرة قبالة فندق شيراتون في بغداد، وكانت تملك أموالاً طائلة ومجوهرات وسيارات فارهة، الا أن صدام غضب وقطع علاقته بها تماماً إثر فرار شقيقها المدعو سلطان إلى الاردن صحبة صهري صدام على النحو المعروف.
&
استدعاء ساجدة
ووصفت شبكة CNN منسية خضر بأنها ذات شعر بني اللون ولوزية العينين، وأن التورد الواضح على وجنتيها، واكتناز شفتيها ينبئ بأنها كانت تتمتع ذات يوم بجمال صارخ، ومازالت تتمتع به حتى اليوم، على حد وصف مراسل الشبكة في العراق.
ومضت شبكة CNN قائلة إن منسية خضر تجنبت ذات مرة مواجهة مع زوجة صدام حسين الاولى ساجدة، وأردفت قائلة "أرادت أن تقابلني لتعرف حقيقة ما بيننا غير انني تمكنت من الهرب، فقد كانت من الممكن أن تفعل أي شئ بي، ولم أكن أملك فعل أي شئ".
ثم روت شبكة CNN كسف لفتت قصة منسية خضر انتباه القوات الأميركية المتمركزة في بلدة الحضرة العراقية وقاموا باستجوابها مرارا منذ علمهم بقصتها من بعض المواطنين العراقيين، وأعربت خلال التحقيقات معها عن قلقها من محاولة صدام أو أحد الموالين له بمعاقبتها على المجاهرة بأمر هذه العلاقة، مضيفة "انه مادام صدام على قيد الحياة فإنني سوف أظل أشعر بالخوف.
ونقلت شبكة CNN عن الضابط الأميركي الميجور خوسيه ثومبسون من الفرقة 101 المحمولة جواً، قوله إنه ظل في انتظار أن تحضر منسية وثيقة زواجها من صدام ولكنها لم تفعل حتى الان، وكانت منسية تبلغ من العمر 15 عاما عندما أجبرها صدام على ان تجعل أمر زواجهما سراً بينهما، وقالت صدام لم يكن يرغب في ارتكاب شئ مخجل أو أن يقول الناس إنه اغتصبني وأردفت كان زواجا سرياً وفق الشريعة الإسلامية، لكنها استدركت قائلة: "من يعلم ربما كانت هناك ألف فتاة مثلي لفتت نظره وأرادها لنفسه".
وأشارت الشبكة الأميركية في تقريرها إلى أن منسية ترجع بأصولها إلى عشيرة كبيرة معروفة، وأن الكثيرين من شيوخ عشيرتها أرادوا التكتم على هذا السر خوفا من الفضائح وأن تتهم إحدى بناتهم بما يشينها، وخلال مقابلتها مع مراسل وكالة أسوشتيد برس, التي قالت إنه أول حديث لها مع صحافي, كان أقاربها من الذكور يقاطعونها كما رفضت التقاط الصورتماماً.
&
عشيقة أم زوجة
وأشارت CNN إلى أن أمر هذه العلاقة التي دامت عشرة أعوام كان شائعا بين الفلاحين الذين كانوا يتهامسون خلف ظهرها بأنها "عشيقة صدام"، وربما أكثر من ذلك أي قوادة تسهل جلب الفتيات له عندما يأتي لزيارتها في سرية تامة، ومع عدد قليل من الحرس.
واستطردت الشبكة تقول إن منسية خضر كانت تبلغ من العمر 15 عاما عندما ألتقاها صدام حسين، وكان صدام يزور قريتها النائية الصغيرة في مطلع الثمانينات عندما أمر المدرس جميع التلاميذ بتأدية التحية للرئيس القائد.
وتسترجع الفتاة تلك الايام قائلة كان شابا يافعا أنيقا وتابعت كنت أتمشى مع زميلاتي عندما طلب صدام من حراسه استدعاءنا جميعاً، مشيرة الى انها استجمعت شجاعتها وقابلت الرئيس وشدت عليه يده وقالت له أهلاً يا سيدي القائد، ونظرت في عينيه مباشرة.
ومضت منسية تتذكر ما كان في تلك الفترة قائلة : "لقد قال لي بعد ذلك أننى أعجبته لانني كنت صريحة وشجاعة، ولم أخف وأنا أتحدث معه، وقال إنه وجد لديّ شيئا من نفسه".
&
منع الحمل
ومنذ عام 1985 حتى عام 1995 قالت منسية إنها عاشت في فيلا كزوجة لصدام، وعندما يزورها كان يحب الاستماع الى الراديو,الموسيقى العربية أو البرامج الحوارية التي كان يبث فيها العراقيون مظلمتهم وشكواهم، وبعيدا عن قيامه بلكز حراسه بصورة مازحة لم تره مطلقاً يؤذي أي شخص جسدياً، غير أنها استدركت قائلة "لكنه كان شديد الانفعال بدرجة لا يتصورها أحد"، وأسترجعت من ذاكرتها تقول عندما كان يغضب كانت قدماه تهتز ولم يكن يقوى على فعل أي شئ لدقائق، كان يبدو مشلولاً قبل أن ينفجر.
ومضت منسية إلى القول إن صدام لم يرفض لي يوما طلبا ولهذا كنت سعيدة وكنت مزهوة لأنه اختارني أنا من بين كل صديقاتي، رغم أنني لم أنجب منه اطفالاً، وكان ذلك بأمره حيث كان يجبرني على تعاطي حقناً لمنع الحمل، لكن الحال لم يدم طويلا فقد انفرط عقد هذه العلاقة عندما فر شقيقها سلطان الى الاردن مع حسين كامل صهر صدام عام 1995 وقد أنهى صدام العلاقة بكل قسوة ووضعها هي وأسرتها رهن جهاز الاستخبارات السري، وقالت لم اره بعد ذلك على الاطلاق ولم يتحدث معي مرة أخرى، ولم أتمكن من الاتصال به
&
زوجات صدام
واختتمت منسية حكايتها المثيرة قائلة : "لقد سجلت لي الاستخبارات مكالمة هاتفية طلبت فيها من شقيقي الا يعود مرة اخرى الى العراق.ثم انتزع منها جهاز الاستخبارات السري المنزل والسيارة وقضت هي واشقائها الاخرين وزوجة شقيقها سلطان اياما في سجن الاستخبارات، وعاش سلطان في الخارج ولم يعد الى العراق الا عندما سقط النظام العراقي".
جدير بالذكر أن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين تزوج أربع مرات، وكانت أولى زوجاته وأم أبنائه الخمسة، عدي وقصي وحلا ورنا ورغد، هي ابنة خاله ساجدة خير الله طلفاح، كما تزوج صدام حسين للمرة الثانية عام 1985 من سميرة الشهبندر بعد أن أمر بطلاقها من زوجها، ودخل بها قبل انتهاء عدتها، وهي السيدة الشيعية الوحيدة التي اقترن بها صدام من بين أربع زوجات، والتي أنجبت له فتى هو حالياً في السابعة عشر من عمره، ويعيش الآن في أستراليا باسم مستعار.
أما الزوجة الثالثة التي تدعى نضال، فكانت تعمل راقصة وأعجب بها صدام فتزوجها.وأخيراً تأتي الزوجة الرابعة التي اقترن بها الرئيس العراقي المخلوع العام الماضي، وكان عمرها 23 سنة، وهي ايمان ملا حويش، ابنة عبد الوهاب ملا حويش، وزير الصناعات الحربية، وأحد كبار المسؤولين عن تطوير التسليح، والذي استسلم للقوات الأميركية مؤخراً في العراق.
&
وأخيراً
فإنه وبصرف النظر عن تقويم مدى صحة هذه الرواية أو اختلاقها، فإن الرئيس العراقي المخلوع لم يعد بحاجة إلى المزيد من الحكايات والروايات الاستخبارية والاخبارية ليتحول إلى لغز كبير، فالرجل الذي ظل قابضاً بيد من حديد على زمام السلطة في العراق منذ عقود مضت، يؤكد كل من اقترب منه أن الأمن ظل هاجسه الأول، ووسط المعارك التي طالما اقتربت منه كثيراً بدت الروايات حول مصيره لا حصر لها، وحولته إلى نفس الموقع الذي سبقه إليه أسامة بن لادن، وهو موقع "الرجل الشبح".