د. خالد منتصر
&

&
&"مناهج الأزهر تجاوزها الزمن ولابد من تطويرها"
&
[ بعد أحداث 11 سبتمبر إهتم الأمريكان بدراسة وتحليل الأسباب التى تؤدى ببعض المسلمين لتبنى سياسة العنف، ووجدوا أن من أهم تلك الأسباب المناهج الدينية التى يدرسها الطلبة فى تلك الدول الإسلامية المشحونة بأفكار تحض على كراهية الآخر وتشحن الشباب بقيم تجاوزها الزمن وتخطتها الأحداث، وبالطبع نحن نعرف أن حماس الأمريكان فى طلب تغيير تلك المناهج الدينية ليس من أجل سواد عيوننا أو من أجل نهضة الأمم الإسلامية ولكنه من أجل حماية أبناء العم سام، ولكن السؤال هل نحن كمسلمين راضون فعلاً عن تلك المناهج التى يدرسها الطلبة خاصة طلبة الأزهر ؟، وهل لأن الطلب أمريكى يعنى أنه بالضرورة خاطئ ومغرض ولايستدعى أن نفكر فيه من وجهة نظرنا ومن منطلق مصلحتنا الخاصة ؟، أعتقد أننا لابد ان نعيد النظر فى تلك المناهج التى طالب شيخ الأزهر نفسه بتطويرها ولكن من الواضح أن القوى المحافظة والتقليدية داخل الأزهر أصبحت أعلى صوتاً وأقوى شوكة من قوى التنوير، وجميع صرخات المصلحين من داخل المؤسسة ومن خارجها، صرخاتهم تؤكد على ضرورة هذا التغيير ولكن للأسف لم تتحول هذه الصرخات إلى تيار جارف يستطيع التغيير ويقود الثورة داخل الأزهر، وأصبحت كلمة التغيير أو التطوير ذات سمعة سيئة لأن الكونجرس طالب بها، وصار كل من يطالب به متهماً بأنه عميل للأمريكان، وأعتقد أننا كمسلمين فى أشد الإحتياج الآن لثورة فى مناهج ونظم التعليم عامة والأزهر خاصة لكى نخرج من عنق الزجاجة وليستعيد الأزهر دوره الريادى والتنويرى فى العالم الإسلامى كله.
[ السؤال الذى يفرض نفسه لماذا تخلى الأزهر عن هذا الدور ؟، وكيف تمكنت منه التيارات المحافظة والأفكار الوهابية التى خنقته وجعلت منه منافساً لتيارات الإسلام السياسى المتطرفة؟، إن السؤال مهم لأن مدارس الأزهر التى تنتشر فى طول البلاد وعرضها والتى تجاوز عدد الطلبة فيها المليون ونصف هى التى تخرج الدعاة الذين من المفروض أن يتصدوا للأفكار المتخلفة، وتقع على عاتقهم مهمة النهوض بالفكر الدينى، ومنهم أيضاً الأطباء والمهندسين والمحامين.. الخ ممن تخرجوا من جامعة الأزهر والمنتشرين فى كافة مجالات العمل المدنى والذين ينظر إلى آرائهم الدينية كمرجع وسط زملائهم المتعطشين للمعرفة الدينية الصحيحة، كل هذا يجعل السؤال مشروعاً وملحاً، وبداية المشكلة جاءت مع المواجهة الساداتية للتيارات اليسارية والتى إعتمدت على جناحين أساسيين هما أولاً طلبة الجامعات من الجماعات الإسلامية التى رعاها نظام السادات بنفسه، ومؤسسة الأزهر التى أخذت دعماً مادياً وإعلامياً لاحدود له وفرضت نفسها على الساحة وتدخلت فى شئون مدنية حياتية كانت لاتقربها قبل ذلك، وبعد إغتيال السادات بمخالب وأنياب النمر الذى رباه وتبناه حتى فقد السيطرة عليه، أصبحت مؤسسة الأزهر مطالبة بحضور أكثر طغياناً لمواجهة هذا النمر الشرس وصار التنافس بين الأزهر والجماعات على من يقدم صحيح الدين، وتصاعدت نغمات المزايدة بين هؤلاء وأولئك، ويقول د. نبيل عبد الفتاح فى تحليلاته المهمة حول الإسلام السياسى أن هذا الحضور الطاغى لمؤسسة الأزهر أفقدها التجانس الداخلى الذى كانت تتمتع به إلى حد ما قبل ذلك نتيجة سيطرة قيادات الأزهر من ناحية والدولة من ناحية أخرى على الأصوات المتمردة داخل هذه المؤسسة، وعدم التجانس هذا يرجع إلى أن هؤلاء المتمردين على الأزهر قد فتحت لهم قنوات جديدة للتعبير من خلال الصحف ووسائل الإعلام التى جعلت من إستضافتهم بضاعة تليفزيونية مزمنة، وأصبحت جبهة مثل جبهة علماء الأزهر تتحدى شيخ الأزهر علناً وتصدر فتاوى بالتكفير بلاحساب وكلنا يتذكر فتوى تكفير الراحل فرج فوده مما سبب حرجاً لقيادات المؤسسة الأزهرية التقليدية، وبماأن قوانين الفيزياء والميكانيكا ومن قبلهما قوانين الحياة تقول أن لكل فعل رد فعل فقد أصبح الأزهر أكثر محافظة ورجعية وكلنا نتذكر الشيخ السابق جاد الحق وفتاويه التى كانت تتسق مع إتجاهات التطرف وأحياناً تتفوق عليها، ونتيجة لهذه المشادات إنتقل الثقل الدينى لمراكز النفط نتيجة ضعف هيبة الأزهر أمام إنتقادات الخوارج من علمائه، ولأن الدولة تتعامل مع الدين بطريقة ذرائعية كما يحب أن يصفها د. نبيل عبد الفتاح فهى تستعمله حسب الطلب وفى نفس الوقت هى لاتملك رؤية فكرية محددة تجاه الفكر الدينى فهى هلامية وأول سايز تضرب أصحابه حين يتجاوزون الخط الأحمر وتحتضنهم فى صوبتها حين تحتاج صوتهم العالى
[ وإذا كان هذا هو تشخيص إرتفاع درجة حرارة رجعية ومحافظة الأزهر، فماهى مظاهر هذه الرجعية والجمود ؟، سنحاول ان نقرأ منهج المدارس الثانوية الأزهرية حتى نعرف مدى التخلف الفكرى الذى سيحمله الخريج الشاب عند مواجهته لمستجدات العصر وأسئلته المتجددة !!، وسنعود فى تلك القراءة لكتب الفقه المقررة على المدارس الأزهرية مثل "الروض المربع بشرح زاد المستنقع" وهو للمذهب الحنبلى وتم تأليفه منذ أربعة قرون، وكتاب المذهب الشافعى "الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع" وتم تأليفه أيضاً منذ أكثر من أربعة قرون، وكتاب المذهب الحنفى "الإختيار لتعليل المختار" وهو مؤلف منذ أكثر من خمسة قرون، أما أحدثهم وهو كتاب المذهب المالكى "المقرر من الشرح الصغير" فهو مؤلف منذ قرنين!، وبالطبع أول ماسيفاجئنا هو هذه المدد الزمنية البعيدة التى لابد أن تحمل معها الغريب من الألفاظ والمهجور من الأفكار التى طالما نادى المستنيرون من المسلمين بتطويرها، ومن أهم الدراسات التى ناقشت هذا التغيير دراسة علاء قاعود فى كتابه إصلاح علوم الدين وهى أهم هذه الدراسات على الإطلاق، وأحمد صبحى منصور وسليم العوا وطارق البشرى وأيضاً شيخ الأزهر نفسه، وسنحاول التركيز على أشياء محددة بعينها فى هذه المناهج نستطيع أن نخلص منها إلى خطورة تبنيها والإعتماد عليها لأنها ببساطة هى تفريخ منظم للإرهاب الخفى أو على الأقل إفراز مستمر للجمود والتزمت، وهذه الأشياء هى :
&
1-الحشو واللغو وغريب القول :
&فى القرن الواحد والعشرين يقرأ تلاميذ الأزهر عن كيفية الطلاق إذا قال الرجل لزوجته سأطلقك إذا كان هذا الطائر المجهول غراباً ويظل التلاميذ يحلون هذا اللغز العويص عن ماذا لو طلع غراب فعلاً وماهو الحل إذا ظهر أنه أبو قردان مثلاً؟ ! (صفحة 377 الروض المربع)، وعن حكم الخنثى المشكل الذى يجامع فى نهار رمضان خنثى أخرى، أو إمرأة مع إمرأة بمساحقة فأنزلت، وماهو مصيرهما ؟!(ص 158 نفس الكتاب السابق )، أو وجوب الغسل إذا أدخل الذكر حشفته أوقدرها من مقطوعها فى فرج بهيمة أو فى دبرها ( ص 9. كتاب المذهب الشافعى)، أو ماذا لو أولج حيوان قرداً أو غيره فى آدمى ولاحشفة له ؟(نفس الصفحة السابقة من نفس الكتاب )، أو إذا خلق للمرأة فرجان فماذا يكون حكم الحيض ؟!(ص 145 كتاب المذهب الشافعى)، أو ماذا نفعل نحن المساكين الذين أمرنا بأن نسجد على سبعة أعظم هى الجبهة واليدين والركبتين وأطراف القدمين، ماذا يفعل من خلق برأسين وأربع أيدى وأربع أرجل ؟(ص 2. 5 نفس الكتاب)، بالذمة ده كلام أنا مش حأقول حاجة وأترك لكم الرد على هذا الخيال الهوليودى المحلق!!، وبالذمة ماذا يستفيد أطفالنا وشبابنا من قراءة كلمات غريبة مهجورة مثل لايجوز لبس السرموزة والجمجم، أو لابأس على المرأة أن تصل شعرها بقرامل وهى الأعقصة، ويجوز المسح على الجرموق، ويجب أن يعرف عفاصها... الخ، أما المقاييس والأنصبة والأوزان والمكاييل التى تستعملها تلك الكتب فهى كطلاسم اللغة الهيروغليفية أو شفرات اللغة الصينية، فمازال الطلبة مطالبين بالقياس بالقلة والوزن بالرطل الدمشقى والمثقال العراقى، أو قصر الصلاة إذا كانت المسافة ستة عشر فرسخاً، والمكيال من أجل الزكاة هو الوسق الذى هو ستون صاعاً ياسلام قال إحنا عارفين الصاع أصلاً، ولابد أن نأخذ فى الإعتبار الدرهم الإسلامى الذى هو ستة دوانق !!!، وهذه مجرد عينة بسيطة جداً من تلك الألفاظ الغريبة المهجورة والألغاز الشاذة المطالب بحفظها وحلها الغلابة من أبنائنا وإخوتنا طلبة الأزهر، أما السلوكيات والعادات التى كانت بنت وقتها فهى أيضاً مشروحة بالتفصيل الممل، والكارثة أنها تقدم فى شكل أوامر فقهية واجبة الطاعة، ففى باب وليمة العرس وآداب الأكل " الأكل ممايليه بثلاثة أصابع وتخليل ماعلق بالأسنان ومسح الصحفة وأكل ماتناثر والشرب مصاً.. الخ"، وفى كتاب البيع " يحرم التسعير ويحرم بيع الكلب"، وفى فصل صلاة الجنازة ص 328 من المقرر الشافعى " إن ترك المريض التداوى فهو أفضل " يعنى الأحسن نلغى التأمين الصحى من مدارس الأزهر ونستريح ونوفر، وعندما يذكر الكتاب شروط من تقبل شهادته يؤكد على أنه لاشهادة لمغنى أو لمن يأكل بالسوق يعنى بإختصار لاشهادة للسيدة أم كلثوم وبالطبع هشام عباس وأمثاله من الصابئة، وطبعاً لاشهادة لحضرتك قارئى العزيز فى المحاكم لأننى متأكد من أنك قد تناولت على الأقل ساندوتش طعمية أو كنتاكى فى الشارع !وبذلك تكون قد خسئت وصرت من مساخر البشر الذين لاتقبل شهادتهم حسب قوانين كتب الأزهر الشريف.
&
&2-مخالفة العلم الحديث:
[ تصدمنا مقررات الفقه فى الأزهر أنها لاتجافى فقط اللغة الحديثة وإنما تجافى وتخاصم العلم الحديث، فالمهم عندهم هو ماذا قيل فى الكتب القديمة وليس ماقيل فى محافل العلم الحديثة، فأعظم مايجتهد فيه التيار المحافظ فى الأزهر هو شرح الشرح وتلخيص التلخيص وطبخ ماسبق طبخه وتقديمه للطلبة فى وجبة "بايتة " وعليهم أن يأكلوها بل وبنفس مفتوحة، والأمثلة على تجاوز العلم لماتقوله هذه الكتب كثيرة وأضخم من أن تضمها صفحات جريدة ولذلك سنقتبس فقط بعضها ليدل البعض على فداحة الكل، فنقرأ مثلاً فى صفحة 389 من كتاب الفقه الحنبلى السابق ذكره أن أقصى مدة للحمل هى أربع سنين !فهل هذا معقول وإذا كان مؤلف الكتاب معذور لأنه ألف هذا الكتاب منذ أربعة قرون فالأزهر مقصر وغير معذور فى تبنيه لمثل هذا الهراء العلمى، وفى ص 119 يتحدث الكتاب عن التداوى ببول الإبل، وفى ص 355 ينهى عن الكلام عند مجامعة النساء لأنها تسبب الخرس والفأفأة !، وفى ص 5. فى باب الاذان يسن للمؤذن أن يجعل سبابتيه فى أذنيه لأنه أرفع للصوت، وفى ص 72 تبطل الصلاة بمرور كلب أسود لأنه شيطان، والكلام الغريب عن دم الحيض الذى يقول عنه الكتاب فى صفحة 43 أنه يخرج من قعر الرحم لحكمة غذاء الولد وتربيته وهو كلام كوميدى عفا عليه الزمن، وفى كتاب الجنائز عن علامات الموت يقول أنه يعرف بإنخساف الصدغين وميل الأنف وإنفصال الكف وإسترخاء الأرجل ص 12. ! وهو ماإعتمد عليه الفقهاء المحافظون فى تأخير قانون زراعة الأعضاء ورفض الموت الإكلينيكى الذى تحدده أحدث الأجهزة الطبية، وفى كتاب المذهب الشافعى نفس الكلام المجافى للعلم مثل يستثنى من النجس الميتة التى لادم لها سائل مثل القمل والبرغوث، وإن الماء بالليل مأوى الجن ص 76، وأن التنشيف بذيل الثوب بعد الوضوء يورث الفقر ص 69، ولابد من طى الثياب ليلاً حتى لايتلبسها الجن ليلاً ص 31. ، وفى آداب قضاء الحاجة ص 8. " يكره حشو مخرج البول من الذكر بالقطن وإطالة المكث فى محل قضاء الحاجة لأنه يورث وجعاً فى الكبد "، وحتى الظواهر الطبيعية لم تسلم من الشطح " فالرعد ملك والبرق أجنحته يسوق بها السحاب " ص 3. 2، وإقرأوا هذا التعريف العجيب للنوم الذى كتب فى صفحة 84 بأنه إسترخاء أعصاب الدماغ بسبب رطوبات الأبخرة الصاعدة من المعدة "!!، أعتقد أننى إستنفذت علامات التعجب كلها فمعذرة، أما تعريف الجنون فى نفس الكتاب فهو تعريف "أنقح وأقوى "فهو زوال الشعور من القلب مع بقاء الحركة والقوة فى الأعضاء "، أما الشرط الذى وضعه كتاب المذهب المالكى للتوأم فهو من أعجب الشروط فهو يقول فى صفحة 79 " والتوأمان الولدان فى بطن إذا كان بينهما أقل من ستة أشهر !، وبالطبع لابد أن يراجع هذا الكلام العجيب وماينافى منه العلم الحديث يتم شطبه فليس معنى أن هذا الكلام قد قاله القدماء أن نقول له آمين ونخلع عقولنا على بابه.
&
&3-وضع المرأة المهين:
[ لم يتعرض كائن للإهانة والمهانة مثلما تعرضت له المرأة على أيدى الفقهاء القدامى، وبرغم إنصاف القرآن والرسول صلعم- لها إلا أن التراث البدوى الجامد والأعراف والتقاليد الصحراوية كانت أحياناً أقوى وأعنف، وفى كتب الفقه المقررة على المدارس الثانوية أمثلة لاتحصى على هذه المهانة التى تعامل بها المرأة المسلمة، فيكفى أن نقرأ صفحة 125 من كتاب الروض المربع بأن الزوج لايلزمه كفن إمرأته أى ليس واجباً عليه دفع ثمن كفن زوجته !، أما السبب فيورده الكتاب قائلاً" لأن الكسوة وجبت عليه بالزوجية والتمكن من الإستمتاع وقد إنقطع ذلك بالموت "، يعنى تخيلوا معايا الست اللى عاشت تخدم الراجل عمرها كله مش ضرورى يدفع لها الكفن لأنه تزوجها علشان المتعة فقط !، وفى نفس الكتاب تحت عنوان النفقات نقرأ "لا يلزم الزوج لزوجته دواء وأجرة طبيب إذا مرضت لأن ذلك ليس من حاجتها الضرورية المعتادة، وفى ص 355 له أن يمنعها من حضور جنازة أبيها أو أمها ومنعها من إرضاع ولدها من غيره يعنى ببساطة ممارسة سادية وخلاص، وله أيضاً أن يضربها ضرباً غير مبرح عندما ترد عليه بتبرم، وعارفين الضرب غير المبرح الذى يقرره الكتاب إنه عشرة أسواط يعنى أقل من دستة كرابيج !، وطبعاً ديتها نصف دية الرجل ص 417، وحتى العقيقة أقل مش ست تستاهل- ففى الذكر شاتان وفى الجارية شاة، أما فى باب عشرة النساء فستقرأ العجب العجاب، فعن عدد مرات الجماع يقول الكتاب " يلزمه الوطء إن قدر عليه كل ثلث سنة مرة " يعنى كل أربعة شهور ولو عاجبها وليس لها أن تعترض، ويجيز الكتاب التزوج بفتاة عمرها أقل من تسع سنين ص 37.، وتمتلئ الكتب المقررة بكلام سخيف عن الجوارى وأحكام الزواج منهن وديتهن وعوراتهن التى تختلف عن عورة الحرة... الخ، وأغرب ماقرأته عن الزواج كان تفضيل الزوجة يتيمة الأم وليست يتيمة الأب لأن الأم تفسد الزوجة، وبالطبع يضيق المجال عن ذكر كوارث أخرى فيما يخص المرأة والله يكون فى عون تلميذات الأزهر اللاتى تتم إهانتهن ومرمطتهن فى هذه الكتب كل حصة.
&
&4-التمييز الدينى العنصرى :
[ فى هذا الوقت الحساس وفى هذا الجو المتوتر نجد كتباً مليئة بالإستفزاز والشحن ضد الآخر وخاصة مايسمونه بالذمى، والتمييز صفة غالبة فى هذه الكتب تبدأ بتمييز القرشى عن كافة البشر ففى الحديث عن الأولى بالإمامة يكون الأقرأ ثم الأفقه فالأسن ثم إذا تساوى السن يتقدم القرشى، وللقرشى أفضليات عديدة فى كتب الفقه، ومن التمييز القبلى إلى التمييز الدينى الأخطر والأفدح، وبعد أن قرأت المكتوب فى هذه الكتب عن الذمى عرفت سبب ماقاله المرحوم مصطفى مشهور مرشد الإخوان المسلمين عن المسيحيين ومنع خدمتهم فى الجيش، وتأكدت أن أصول حديثه موجود على صفحات هذه الكتب الأزهرية، فلو قرأنا المكتوب فى صفحة 199 مثلاً سنعرف السبب، يقول الكتاب فى باب عقد الذمة وأحكامها " معنى عقد الذمة إقرار بعض الكفار على كفرهم بشرط بذل الجزية... ويمتهنون عند أخذ الجزية ويطال وقوفهم وتجر أيديهم وجوباً لقوله تعالى " وهم صاغرون "، وفى ص 2.. يأخذ التمييز الدينى صورة بشعة لو طبقت ستؤدى بالمجتمع إلى التهلكة فيوصى الكتاب بألا يدفنوا فى مقابرنا ولابد من حذف مقدم رؤوسهم وشد الزنار ودخول الحمامات بجلجل أو خاتم رصاص برقابهم ويركبون الحمير لا الأحصنة وبغير سرج، ولايجوز تصديرهم فى المجالس ولا القيام لهم ولا مبادئتهم بالسلام ولاتهنئتهم ولاتعزيتهم أو عيادتهم ويمنعون من إظهار ناقوسهم ويلجئون إلى أضيق الطريق.. الخ، وهكذا فعمر عبد الكافى وأمثاله معذورون إذا أفتوا بمثل هذا الكلام المثير للفتنة والذى أثق أن الشيخ طنطاوى متورط فيه ولايوافق عليه فضلاً عن الموافقة على طباعته للبراعم الصغيرة التى من المفروض أن تنهض بالوطن لاأن تؤجج فيه نيران العنصرية، وكيف يطالب الأئمة خريجى جامعاته بألا يصفوا أبناء الديانة اليهودية بأنهم أبناء القردة والخنازير وفى نفس الوقت تحرض هذه الكتب على كراهية أبناء الأديان الأخرى؟! ، وأعتقد أنه لايوافق أيضاً على أن تزدحم كتب الفقه بأحكام الرق والعبيد ونحن فى القرن الواحد والعشرين وفى ظل مواثيق حقوق الإنسان التى وقعت عليها مصر، والتفسير موجود عند واحد فقط هو شيخ الأزهر الذى لاأفهم كيف رضى عن هذا المنهج فى التفكير، وأعتقد أن القوى الرجعية داخل المؤسسة التى يرأسها أقوى من أن يعاندها أو يقف فى مواجهتها فرضخ فى النهاية لمطالبها، ولذلك كتبنا هذا التحقيق على الملأ لتناقش القضية بشكل أوسع لأنها لم تعد قضية شيخ أزهر بل هى قضية مجتمع إما أن تنفتح له أبواب المستقبل أو يظل قابعاً فى كهف الماضى يجتر خرافاته ويموت بأسفكسيا الجهل.
khmontasser2..[email protected]
&