تتميز منطقة الشرق الأوسط عن غيرها بكونها موطن الأديانquot; الرسالات السماوية كما يقال quot; فطبيعيا للأديان تأثير على أهل المنطقة quot; روحيا وعاطفيا وإنسانيا quot; فيصبح إنسان الشرق الأوسط له ضميرين ليس ضميرا واحدا ضمير لكونه إنسانا يحمل الكود الأخلاقي للبشر وضمير متعلق بعقيدته الدينية كما مكتوب في رسالة القديس بولس الرسول لأهل رومية الإصحاح الأول quot; quot; لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس هم ناموس لأنفسهم quot; رو 1: 14 quot;.
بالبحث عن اثر الدين على ضمائر شعوب وحكام المنطقة يثبت لنا بالأدلة القاطعة انعدام الضمير لمعظم شعوب وحكام المنطقة، فعلى سبيل المثال انطلاقا من كون الإسلام افضل الأديان دينا فهناك إجحاف وتهميش وظلم لغير المسلمين بالمنطقة وما نراه اليوم من اضطهاد لمكونات المنطقة أدلة دامغة تثبت أن هناك خطأ ما ! أين الخطأ في الدين ؟ آم التدين ؟ ومن المسئول عن خلل كود الضمير لمعظم حكام وشعوب المنطقة ؟ فالأدلة القاطعة تؤكد انعدام الضمير والكود الأخلاقي لمعظم ساكني منطقة الشرق فعلى سبيل المثال ليس الحصر لاتخلوا دولة من مشاكل اضطهاد سافر ومنفر لإحدى مكوناتها.


في العراق في زيارة للمالكي لألمانيا طلب عدم فتح باب الهجرة لمسيحي العراق مؤكدا حمايتهم وبعد أيام قليلة ثبت العكس وقامت الجماعات المتطرفة بقتل 12 فردا وهروب 1600 عائلة من البصرة خوفا من تصفيتهم ولحق الأذى بكل أقليات العراق ليس الآشوريين والكلدان والسريان فقط بل الايذيدين والصابئة والمندائيين وجمع الاقليات بالعراق ويسأل المالكي شخصيا فيما يحدث للاقليات بالعراق بعد تعهده للمستشارة ميركل بحمايتهم.


في مصر لعب الرئيس السادات على وتر الدين فاستعان بالإخوان المسلمين وعضد جماعات الجهاد الإسلامية بالجامعات واغتيل الأقباط بإشراف محافظ أسيوط شخصيا quot; محمد عثمان quot; الذي مول الجماعات الإسلامية بالعتاد والمال لقتل أقباط، وفى عهد مبارك نظرا لضعفه وتخوفه من الإخوان المسلمين وجماعة الجهاد المتطرفة تواطأ النظام معهم بدليل أن وزير داخلية مصر السابق عبد الحليم موسى خلال 1990 إلى 1993 له جلسات وبروتوكولات تفاهم مع الجماعات الإسلامية وسلك اللواء حبيب العادلى نفس مسلك عبد الحليم موسى وتواطأ مع جماعات الجهاد الإسلامية فيما أطلق علية quot; مراجعات الجماعة الإسلامية quot; ومازال التواطؤ مستمرا ليتم سيناريو التوريث، واخترق التطرف ضمير مصر وصمام أمنها الداخلي quot; القضاء quot; فأصبحت الأحكام الصادرة ضد الدستور والمواطنة والمواثيق العالمية الموقعة عليها مصر كما نال البهائيين والشيعة أحكام تعصف بحقوقهم المشروعة دستوريا وإنسانيا.


في لبنان يكفى أن نعرف أن لبنان كان عدد الموارنة بها 55 بالمائة ألان اصبح 25 بالمائة واصبح حزب الله دولة داخل الدولة فأصبحت لبنان منطقة حرب بالوكالة بين سيطرة أهل السنة أو الشيعة.


في سوريا مع بداية القرن العشرين كان يشكلون 20 بالمائة تناقص إلى النصف حاليا مع صعود التيار الأصولي خاصة جماعات الإخوان المسلمين ولم يسلم العراقيين المهاجرين هروبا من جحيم المتطرفيين في العراق قامت عصابات منظمة في سوريا بخطف بناتهم وبيعهن.


دول المغرب العربي هناك اضطهاد للامازيغ مع صدور قوانين تحد من الحرية الدينية وغلق كنائس ومحاكمة متنصرين واغتيال الجماعات المتطرفة للمسالمين بالفأس مع شق بطون الحوامل وكل هذا باسم الدين وباسم التدين.
في السودان قبل غروب حكم النميرى محاولا اتقاد حكمة المتهاوي فطبق الشريعة الإسلامية مستهينا بالحروب الأهلية ليستعيد سطوته المفقودة فاضطهد المسيحيين بالسودان وهربوا فلم يتعلم البشير بل استعان الترابي وانقلبوا بعضهم على بعض وتقسيم السودان اصبح وشيكا وقربت محاكمة البشير.

أخيرا إن كتبت على انعدام الضمير لمعظم حكام ولشعوب المنطقة لن أنهى مقالي فهناك اضطهاد واضح وضوح الشمس لكل الاقليات quot; دينية عرقية اثنيه quot; وان رسمت صورة للمنطقة ستكون قاتمة بالون الدم فقد أصاب التطرف الضمير والكود الأخلاقي للبشر في الشرق ووصل لبعض الكتاب ومن الغريب والعجيب إننا مازلنا نسمع من يؤكد أن منطقتنا موطن الأديان والتوحيد فان كانت الأديان لا تعلمنا حب الإنسان أليس من الأفضل نعيش بالكود الأخلاقي انطلاقا من آية القديس بولس الرسول quot; هم ناموس لأنفسهم quot; أليس الكود الأخلاقي للبشر افضل من الأديان في هذه الحالة اترك إجابة السؤال لكل للبحث في ذاته للإجابة.
quot; إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان ذهبت أخلاقهم ذهبواquot; أمير الشعراء احمد شوقي بك

مدحت قلادة
[email protected]

المراجع هجرة المسيحيين العرب بالأرقام إيلاف