قبيلة خسرت( 20 مليون) ولم ينجح ابنها
بعد إثارة الأزمات القبلية، شاعر المليون يثير الأزمات الاقتصادية والسياسية( دون قصد)!
قد تكون أخطر بكثير من سلبيات (ستار أكاديمي) السلبيات التي يمزق بها برنامج (شاعر المليون) اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي الواحد، فكل ما فعلته الأوطان خلال عشرات السنين في بناء المفهوم الوطني أتى (شاعر المليون) لينسفه في سويعات قليلة،هذا مايتهامس به بعض المثقفين الخليجين الذي ينظرون لمثل هذه البرامج بنصف احترام كونها تساهم في زيادة التسطيح الفكري وهدفها الرئيسي (شفط) المبالغ المالية التي تبقت من خسائر الأسهم والتضخم الاقتصادي من جيوب البسطاء (القبليين ).
برنامج لا يخص أحدا لا ينتمي لقبيلة
من المضحك المبكي أن متابعي الشعر الشعبي ومحبيه لن يجدوا ما يبحثون عنه من مادة الشعر إن لم يكونوا ينتمون لقبيلة الشاعر، فهو عراك قبلي تستخدم فيه كافة الأسلحة المدائحية،وهو العراك الوحيد الذي يخرج طرفاه لم يربح أي منهما.. ! حيث لا رابح في مثل هذه البرامج سوى الشركة المنتجة، حتى و إن كانت القصيدة تتكلم عن غرض آخر غير مدح القبيلة والتفاخر بها فستجد الشركة المنتجة تحرص كل الحرص على وضع الاسم الأخير الذي غالبا ما يكون اسم القبيلة،وفي أضعف الإيمان اسم الفرع (الفخذ) الأصغر من القبيلة الأكبر.
فمثلا لم يكن يعرف الكثيرون من أن الشاعر خلف المشعان شاعر ينتمي لقبيلة عنزة لولا مخرج برنامج شاعر المليون الذي وضع اسمه هكذا (خلف المشعان العنزي) إذ أن الشاعر طوال ظهوره الإعلامي وهو يظهر باسم خلف المشعان، ولم يتقدم أي أحد من لجنة التحكيم إلى تنبيه نشوى الرويني باعتبارها رأس الهرم في الشركة المنتجة انه في عرف القبائل لا تجتمع (ال التعريف)باسمين متعاقبين لرجل ينتمي لقبيلة،إذ أن( ال التعريف) لا تضاف إلا للاسم الأخير.فالعرف القبلي لا يستسيغ كثرة( ال التعريف) لذلك كان من الأفضل وضع الاسم هكذا (خلف مشعان العنزي ) ولكن سمعنا أن الشاعر أصر أن يحتفظ باسمه الإعلامي الذي عرف به (خلف المشعان) والشركة المنتجة أصرت على إضافة اسم القبيلة (خلف المشعان العنزي ) لهدف تعرفون أنتم لماذا ؟
الشعر والقبيلة..الخاسران الوحيدان
لم أكن أتصور أن الأمور قد تصل إلى هذا الحد، كوني فتاة بالكاد يسمح لها أن تخرج للعمل وتعود للبيت فلا يتسنى لي رصد الكثير من الخفايا والأمور عن عالم القبيلة والشعر،غير بعض المعلومات البسيطة التي تصلني عن المبالغ الهائلة التي يحصل عليها شعراء المحاورة مع كل صيف،الموسم الذي تكثر فيه مناسبات الزواج المتعارف قبليا عند الأغلبية.فلا طعم لزواج يقام دون إقامة محاورة شعرية حتى ظهرت محلات تجارية هي الأولى من نوعها في العالم وهي مكاتب تتعاقد مع شعراء المحاورة لإحياء ليلة الزواج مع تسجيل فعاليات المحاورة وبيعها في الأسواق مقابل مبالغ طائلة دون فسح إعلامي، لأن شعراء المحاورة لا يمكن منعهم من تجاوز الخطوط الحمراء،وبالتالي يصعب على الرقيب الإعلامي إجازة شريط محاورة ملئ بالدسائس الشعرية التي نادرا ما تمر دون إثارة القيل والقال ويذهب كل متابع لتأويلها حسب هواه.
و رغم سلاطة لسان شعراء المحاورة و مطاحنتهم القبلية إلا انه لم ينجح أي برنامج في استغلال هذا الانتماء القبلي وتوظيفه إعلاميا بغرض الكسب المادي مثلما نجح( شاعر المليون) على حساب هدم الشعر وشفافيته وإعادة بناءه من جديد بشكل مهترئ.حيث تحولت القصيدة من قصيدة خلاقة إلى قصيدة نظم ومن الرهان على بكارة المعنى إلى الرهان على سطحيته وقربه من المألوف، مما يضر بمستقبل الشعر لسنوات مقبلة طويلة.
وهو الرأي الذي يتحفظ على قوله العارفون ببواطن الشعر لأنهم أصبحوا يشعرون بالحرج إذا انتقدوا البرنامج بشكل علني لأنهم بعدها سيجدون أنفسهم أمام عتب الكثير من الأصدقاء المنتفعين من البرنامج لدرجة تقاضي رواتب شهرية مقابل الحصول على اكبر كمية من التزكيات والمدائح لنشرها عبر شريط البرنامج الإخباري!.كبرى القبائل السعودية وأكثرها على الإطلاق لم تستطع أكثريتها ولا الملايين التي دفعتها عبر رسائل التصويت حماية أبناءها من الخروج من المولد بلا حمص خالين الوفاض دون تفسير مقنع لخسائر القبائل الباهظة التي بلغت خسارة أحداهن لأكثر من عشرين مليون ريال سعودي..!
علي المسعودي، العين (المفتحة ) تخرج!
الذي يملك أدنى فهم بالشعر يدرك أن لجنة التحكيم في شاعر المليون هي الحلقة الأضعف، ولا ترقى لمستوى برنامج يدر الملايين من جيوب القبائل الحالمة برفع ابنها لبيرق الشعر. ومن الملاحظ أن أعضاء لجنة التحكيم لم يكن لهم أهمية تذكر في أوساط الشعر ولا في أوساط الإعلام الشعري،باستثناء علي المسعودي الذي أمضى ما يقارب الخمسة عشر عاما مديرا لمجلة شعبية رائدة رغم عدم قدرته على وزن بيت مكسور أو نظم بيت موزون.
لكن المسعودي بحق استطاع أن يكون إعلاميا مهما بين الأوساط الشعبية حتى انه بانت سلبيات خروجه على وجه المطبوعة التي خرج منها دون رجعه، وقد يكون هو الأكثر إقناعا بين جميع أعضاء لجنة التحكيم لجمهور الشعر استنادا على معرفتهم له من خلال مطبوعته السابقة. أما بقية أعضاء لجنة التحكيم فهم أقل من الشعراء المشاركين خبرة في ظروف كتابة القصيدة أو معرفة الكسر أو الثقل أو الزحاف. فعامة الشعراء والمهتمين بالوسط الشعري يدركون أن تركي المريخي شاعر سيئ جدا وصحفي اقل من المتوسط اختير لكونه مراسلا صحفيا لمجلة جواهر الإماراتية في السعودية،أما حمد السعيد فشاعر اقل من المتوسط وصحفي سيئ اختير بناء على حبه لرحلات القنص ومرافقته لأحد المتنفذين خلف البرنامج، والدكتور غسان الحسن ليس له في الشعر ولا الصحافة اختير بناء على انه يملك أكثر من مؤلف حول الشعر الشعبي واللهجات، وسلطان العميمي رغم شعره الضعيف إلا انه يملك حضورا مهذبا بعيدا عن التصنع اختير لأنه من أهل الدار،و بدر صفوق كان اختياره للجنة التحكيم بمثابة صدمة للوسط الشعبي وإعلامه المشاهد والمطبوع، لكون صفوق شخص صدامي استغل مواقع الانترنت لتسويق كتاباته الصدامية المتهورة،رغم امتلاكه للنقيض على ارض على الواقع فهو بعيدا عن الورق شخص فاضل وقارئ جيد، لكن هذا لا يمنعنا من القول أن اختياره كان سقطة ستكشف الأيام مدى فداحتها !
وعن خروج المسعودي وما أثير حوله فإن المقربين منه يؤكدون أن خروجه كان بطلب منه، وليس كما قاله البعض من أن خروجه بقرار إداري،كمان أنه بات في حكم المؤكد أن المسعودي سيعود في النسخة الثالثة ليرد على المشككين ولاستعادة الضوء الذي انحسر عنه!
برامج الواقع،ملايين مهدرة باسم القبائل والأوطان
شاعر المليون مثله مثل أي برنامج من برامج تلفزيون الواقع، عمق أقل وجني أموال أكثر، استغلال مباشر لنوعين من البشر (المراهقين و البسطاء )، فالمراهق والإنسان البسيط هدفان ولقمتان سائغتان لمنتجي برامج تلفزيون الواقع لأنهما لا يحكمان عقولهم كثيرا ولا يملكان مشروعا ثقافيا تجاه الوقوف بوجه كل ما من شأنه نشر التسطيح وإثارة النعرات بين القبائل والأوطان.الأعيب تلفزيون الواقع للحصول على الربح المادي لا يمكن الوقوف بوجهها لأن المراهقين والبسطاء لا يستطيعون الرؤية من خارج الدائرة، وهذا ما جعل دولة خليجية تعطل الاتصال من اجل التصويت لبطل احد هذه البرنامج حفاظا على الدخل القومي وتصحيحا لمفاهيم خاطئة غير مدركة على المدى القريب، من أجل الفوز ببيرق شاعر المليون أقامت الكثير من القبائل تجمعات وحفلات خطابية بعضها من أجل جمع أكبر مبلغ مالي للمشاركة فيه لتصويت لصالح ابن القبيلة، وبعضها لرفع الروح المعنوية لشاعرهم المشارك. حتى أن واحدة من القبائل وصل ما جمعته لدعم ابنها الشاعر ما يفوق العشرين مليون ريال سعودي، ولكن ابنها لم يحصل على البيرق مما جعل أبناء القبيلة يصبون جام غضبهم على البرنامج،ويشككون بنزاهة فرز الأصوات كعادة العرب عندما يخسرون بسبب التصويت!!
ناقتي..ناقتي..تمنح صاحبها (ترقية) في العمل !
الشاعر ناصر الفراعنة صاحب قصيدة (ناقتي..ناقتي) التي أثارت جدلا واسعا بين متابعي البرنامج فبعضهم قد جلب أدلة كثيرة يؤكد بها حسب اعتقاده أن ناصر الفراعنة قد سرق جل مفردات وقافية قصيدته من الشاعر الصنوبري. والفراعنة هو أكثر المستفيدين حتى الآن من مشاركته بالبرنامج إذ انه تحصل على نقل في مجال عمله لمكان أفضل عمليا وماديا جزاء بعض الأبيات المدائحية. الفراعنة في إحدى قصائده الأخيرة قام بالمطالبة بتغييرات اقتصادية وسياسية قد تبدو للمستمع البسيط أنها مطالب واقعية، ولكنها للمتعمقين في الأمر تبدو مثل مدائح بعض الشعراء في إقناع الناس أن قبيلته تملك من القوة ما يمكنها من تحرير العراق، بمعني آخر سفسطة بريئة عن غير قصد!!
التعليقات