استوقفني مقال الأستاذ عزيز الحاج المنشور في موقع ( إيلاف) والمعنون( القضية الكردية في العراق وأزمة كركوك)، والذي ضمنه آراءه ورؤاه حول قضية كركوك والسجال الجاري حولها حالياً في داخل وخارج العراق. اعتمد الأستاذ الحاج على العقلانية وقال بضرورة التوافق بين الفرقاء السياسيين على حل قضية كركوك ومعظم قضايا العراق الجديد. لكن النقطة التي أثارت إهتمامي، في حقيقة الأمر، هي بضعة أسطر كتبها عن القضية الكردية في تركيا وأشادّ فيها بالسياسة quot;المحمودةquot; التي خطتها quot; الحكومات المتعاقبة في تركياquot; حيال الأكراد، وبعض الإنجازات لصالح quot;اللغة والثقافة الكرديتينquot; في تركيا. ولم ينس الأستاذ الحاج وهو يتحدث عن كل هذه quot;الأريحية التركيةquot; وquot;الرغبة الصادقةquot; في الحل السلمي، ان يعرج على حزب العمال الكردستاني الطائش، الذي يواصل quot; عمله المسلح العبثي من العراقquot;، بالرغم من quot;قائده السجين، عبد الله أوجلان، دعاهم منذ عقد من السنين للتخلي عن العمل المسلح، واللجوء للكفاح السلمي بمختلف أشكالهquot;.
وعند هذا القول أتوقف هنا ملياً لأقدم بعض الحقائق للأستاذ الحاج، ربما لايعلم بها، حيث ان نيته الصافية وصدق طويته دفعاه للإيمان بطروحات الحكومة التركية الكاذبة والمخادعة في حل القضية الكردية والتقدم بتركيا نحو quot;دولة الحق والقانونquot; في ظل الإتحاد الأوروبي، وتحت quot;لواء الإسلام المعتدلquot; النابذ للتعصب والإرهاب.
لم يدعو الزعيم الكردي عبدالله أوجلان (السجين الوحيد في جزيرة إيمرالي النائية منذ شباط 1999، والذي يحرسه 2000 جندي تركي) حزب العمال الكردستاني الى quot;التخلي عن السلاح، واللجوء للكفاح السلمي بمختلف أشكالهquot; كما يذهب الأستاذ الحاج، لكنه ومنذ عام 1993 يدعو إلى الحل السلمي وحل القضية الكردية بالحوار والتفاوض بعيداً عن الحرب والعمليات العسكرية، وهو مارفضته كل الحكومات التركية منذ ذلك الحين.
لقد طرح أوجلان مشاريع حل كثيرة منذ المؤامرة الدولية التي إنتهت بإختطافه من كينيا عام 1999، لكن الحكومات التركية رفضتها كلها واصرت على تحقيق أمرين لاثالث لهما: إما السحق والإجتثاث أو إعلان حزب العمال الكردستاني الإستسلام وتسليم مقاتليه وقادته لأسلحتهم لكي تستقبلهم السجون التركية لعشرات السنين. لم تمنح حكومات أنقرة أي حل ثالث. رفضت كل الوساطات وأصرت على الحسم العسكري حتى quot;إلحاق الهزيمة بالإرهابيينquot;. وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن، وثورة العمال الكردستاني المسلحة تدخل عامها الخامس والعشرين.
عبدالله أوجلان دعى الحزب إلى وقف إطلاق النار والإنسحاب لخارج الحدود التركية الدولية لإظهار حسن النية والرغبة الصادقة في السلام، لكن تركيا ردت بمزيد من العمليات العسكرية. أوجلان لم يدعو حزب العمال أبداً للتخلي عن السلاح والمقاومة. بل أكد، وهو يؤكد دائماً، على التمسك بحق الدفاع المشروع عن النفس وتقويّة القدرات العسكرية لضمان الدفاع عن الشعب الكردي. وحزب العمال الكردستاني وإن كان يدعو للحل السلمي السياسي للقضية الكردية في داخل حدود تركيا الحالية، لكنه في الجانب الآخر، وفي ظل حملات الحرب الكبيرة من ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، يقوّي من قدراته العسكرية ويطوّر من تكتيكات مقاتليه في كل مناطق كردستان الشمالية.
لقد أعلن حزب العمال الكردستاني، ومنذ 1/10/2006 وقفاً احادياً لإطلاق النار. وكان قد اعلن مراراً وقف إطلاق النار من جانب واحد اعوام 1993 و 1995 و1997 و1998 و2006 املاً في الحل السلمي ووقف إراقة الدماء. لكن الدولة التركية، رفضت تلك المبادرات دائماً، وظلت تواصل شن عملياتها العسكرية في ولايات كردستان الشمالية ضد مقاتلي الحزب. وبقت انقرة ترسل المزيد من الجنود والفرق العسكرية الى مناطق وولايات كردستان الشمالية وتعلن أحكام الطوارئ هناك وتعمل بالقوانين العرفية لممارسة المزيد من القمع والتضييق على الكرد وترهيب القاعدة الشعبية للثورة الكردستانية. ماحدث ويحدث الآن هو ان الجيش التركي البعيد عن انقرة واسطنبول بحوالي 2000 كيلومتر يشن حملاته العسكرية لقتل مقاتلي العمال الكردستاني والقضاء المبرم عليهم. ومن الطبيعي ان يدافع هذا الأخير عن نفسه ويرد بالمثل، فتكون النتيجة مقتل عشرات جنود الجيش التركي المتوغلين في مناطق جبلية وعرة وبعيدة، لايعرف خفاياها ومخابئها غير الخالق وحزب العمال الكردستاني فقط.
اما وصف الأستاذ الحاج كفاح الآلاف من الشابات والشبان الكرد بquot;العبثيquot; فهو تجني واضح على نضال هؤلاء وثورتهم. فلولا هؤلاء لكانت تركيا قد هضمت كردستان الشمالية الآن ونجحت في صهر معظم الكرد هناك في بوتقة القومية التركية وقضت على لغتهم. لقد أشعل العمال الكردستاني جذوة الحياة في الكرد الشماليين ونظم صفوفهم وبنى لهم مئات المؤسسات الإعلامية والتربوية والإقتصادية. وحزب المجتمع الديمقراطي، الذي يوصف بإنه الجناح السياسي للعمال الكردستاني، هو الآن ممثل في مجلس النواب التركي، ورابع قوة سياسية في كل تركيا..
أما مقاتلوا حزب العمال الكردستاني فهم لايعشقون نمط العيش في الجبال لكي يفضلوا البقاء هناك كل هذه السنين لمجرد محاربة الجيش التركي. ليسوا مولعين بالحياة في جبال نائية بعيدة. هم يريدون ممارسة السياسة لكن ككرد وليس كأتراك كما يطالبهم الدستور التركي الذي لايعترف سوى بوجود العنصر التركي في البلاد.
قادة حزب العمال الكردستاني قال نحن مستعدون للتخلي عن السلاح فيما لو إعترفت تركيا دستورياً بالكرد وسمحت لهم بممارسة السياسة بكينونتهم الكردية. لكن تركيا ترفض ذلك وتكرر: الإستسلام أو الموت.
طالب حزب العمال الكردستاني بالحوار والتفاوض مع الحكومة بعد اعلانه وقفاً لإطلاق النار، وأيده في ذلك رئيس اقليم كردستان الجنوبية مسعود البارزاني الذي عرض وساطته، لكن الرفض التركي جاء على لسان وزير الخارجية علي بابا جان. بابا جان قال بان حكومته ترفض ذلك لأن quot;عملية وقف اطلاق النار تكون بين دولتين وليس بين دولة ومنظمة إرهابيةquot; كما سفسط. وهذا غير صحيح. فقد حاورت الحكومة السودانية الحركة الشعبية لتحرير السودان واتفقت معها على صيغة حل دائمة. وحاورت الحكومة الإسبانية منظمة الباسك. وحاورت الحكومة البريطانية منظمة الجيش الجمهوري الإيرلندي. كما تتوسط المانيا وبعض دول الغرب ـ وتركيا نفسها ـ بين اسرائيل وحركتي quot;حماسquot; الفلسطينية وquot;حزب اللهquot; اللبناني. وهذه كلها منظمات واحزاب وليست دولاً.
اذن، تركيا لاترغب في السلام وحل القضية سلمياً، هي تريد القضاء على حزب العمال الكردستاني باي شكل ومهما كلفها الأمر ذلك. تركيا تريد الإنتصار في حسم صراع فشلت طيلة 25 عاماً في حسمه. وترغب في رؤية جميع الأطراف وهي تساعدها في عملياتها العداونية التصعيدية هذه. تريد من الجميع، وعلى رأسهم الكرد في كردستان الجنوبية( كردستان العراق)، قتال قوات العمال الكردستاني نيابةعنها...
مقاتلوا حزب العمال الكردستاني اذما عادوا لتركيا فمكانهم السجن. وحزب العدالة والتنمية الذي يملك الأغلبية البرلمانية لم يصدر اي قانون مصالحة وطنية لكي يعود هؤلاء للبلاد ويلقوا باسلحتهم وينخرطوا في الحياة السياسية بهويتهم الكردية. حتى الدستور الذي يعتكف العدالة والتنمية على اعداده الآن لايحمل اي اشارة الى وجود الشعب الكردي. الدستور الجديد يلغي بكل بساطة وجود ملايين الكرد في البلاد. نواب حزب المجتمع الديمقراطي في البرلمان التركي يتعرضون لحملة شعواء من الحكومة والمعارضة على السواء. الكل يقاطعونهم ويتهمونهم بالخيانة والإنفصال. ورغم اعلان هؤلاء انهم مستعدون للتوسط بين الدولة والعمال الكردستاني بغية ايجاد حل سلمي عادل للقضية الكردية، الا ان الحكومة ترد دائماً بمزيد من القمع والإعتقالات وسوق المزيد من الجنود إلى الجبهة...
ماذا فعل عثمان بايدمير، رئيس بلدية دياربكر( كبرى مدن كردستان الشمالية) لكي تقام بحقه 29 دعوة بتهمة تأييد الثقافة الكردية، هل رفع بايدمير السلاح ياترى؟. آخر دعوة كانت لأن بايدمير أرسل بطاقات بمناسبة عيد نوروز القومي الى العديد من الجهات الرسمية التركية، حيث أستعمل في كتابته لكلمة(Newroz) الحرف quot; Wquot; غير الموجود في اللغة التركية، وهو ما اعتبرته النيابة العامة التركية quot;إنتهاكاً للقوانين وإهانة للعنصر التركيquot; وامراً يستحق بموجبه المحاكمة...
أوجلان قال بانهم لايشترطون ان تتفاوض تركيا معهم مباشرة، فهناك اكثر من طرف يمكن الحوار والتفاوض معه على المطاليب الكردية. هناك نواب حزب المجتمع الديمقراطي. وهناك رؤساء 56 بلدية في كردستان الشمالية، وهؤلاء كلهم منتخبون من الشعب الكردي مباشرة. لكن تركيا رفضت هذا العرض ايضاً.
حزب العدالة والتنمية الذي يشيد به الأستاذ الحاج وغيره، لم يقدم شيئاً للكرد سوى توسيع الحرب ضدهم. العمليات العسكرية وحملات الإعتقالات والتقتيل وصلت لأعلى مستوياتها في ظل حكم هذا الحزب. لقد نجح رجب طيب أردوغان رئيس الحزب ورئيس الوزراء الحالي في quot;سرقة الكردquot; عبر حديثه عن quot;القضية الكرديةquot; في دياربكر آب 2005 و تسويقه quot;للإخوة الإسلاميةquot;، واطلاق حزبه ليد (الجمعيات الخيريّة النقشبندية) في كردستان الشمالية تركيا. وهذه الجمعيات منحت القروض الميسرة لشراء الأصوات والذمم. هذا غير ضمان ولاء الأغوات ورؤساء العشائر الكردية وميليشيات حماة القرى العميلة للدولة( 100 الف عنصر، اي 100 الف عائلة) وذهاب اصوات هؤلاء لحزب اردوغان، كونه حزب الدولة الحاكم. لقد قمعت الشرطة التركية الكرد بوحشية في انتفاضية دياربكرآذار 2006 وقتلت قواته 11 شخصاً بينهم 4 أطفال. وصرح اردوغان حينما سمع الإنتقادات لقتل قوات امنه الأطفال الكرد بان quot;الأطفال مكانهم المدرسة وليس الشارع ومهاجمة الجنودquot;. وقال مراسل صحيفة الغارديان البريطانية الذي زار دياربكر بعد ذلك بفترة قصيرة بان 100 شاب تركوا المدينة في ظرف شهر واحد للأنضمام لقوات حزب العمال الكردستاني في الجبال رداً على سياسة القمع الشديد التي مارستها اجهزة امن حكومة اردوغان ضد المدنيين الكرد.
وأشير هنا، كذلك، إلى الحديث الذي بين أردوغان ورئيس نقابة المحامين في دياربكر، سزغين تانرك أوغلو، والذي دعى رئيس الوزراء التركي الى حل القضية الكردية ومنح الكرد حقوقهم، فرد عليه أردوغان بانه لن يفعل ذلك تخوفاً من مطالبة quot; العرب واللاظ والشركسquot; بنفس الحقوق. وهو الأمر الذي علقّ عليه المختص في الشؤون التركية الدكتور محمد نورالدين قائلاًquot; ان الكرد شعب ولايمكن ان يتم مقارنتهم بالأقليات القوميةquot; في مقال كتبه صحيفة الشرق القطرية.
أما الإشارة إلى ان العمال الكردستاني يمنح تركيا الذريعة للتدخل في شؤون العراق فهذا يدل على عدم دراية كافية بالإستراتيجية التركية العليا. فتركيا ومنذ البداية تعادي الكرد في العراق، وهي لم تؤيد فكرة إسقاط الولايات المتحدة لنظام صدام حسين، ورفضت تقديم الدعم للأميركان بمنع السماح لقواتهم بعبور quot;أراضيهاquot; والتوغل في العراق من جهة اقليم كردستان. وللتذكير هنا، فان وزير الخارجية التركي الأسبق يشار ياكيش، وبعد انهيار نظام صدام والحديث إياه عن تقاسم quot;الكعكة العراقيةquot;، كان يصرخ كل يوم مستعيداً اتفاقية 1926 وولاية الموصل وquot;عائديةquot; هذه الولاية لتركيا. ومجلس الأمن القومي التركي( أعلى هيئة لإتخاذ القرار في البلاد) مايزال يصف اقليم كردستان بأنه quot;الخطر الإستراتيجي الأكبر على تركياquot;. ويمكن للأستاذ الحاج ان يرجع الى الأرشيف والأخبار حول ذلك. هذا ناهيك عن التدخل لدى الأطراف السياسية العراقية المعادية لحقوق الكرد بغية تقليص النفوذ الكردي في الدولة العراقية ورفض الفيدرالية وخلق مشاكل وعقبات في طريق تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي ومنع الحالق محافظة كركوك بالإقليم الكردستاني، والقبول بالأمر الواقع الذي فرضه نظام صدام حسين بقصد تعريب المحافظة وطرد مئات الآلاف من الكرد منها. ويكفي ان نشير هنا، إلى التصريحات الأخيرة التي ادلاها الرئيس الجديد لهيئة أركان الجيش التركي الجنرال إلكر باشبوغ والتي قال فيهاquot; إن اولى أولويات الجيش التركي هي :منع قيام دولة كردية في شمال العراق، وضمان عدم سيطرة الأكراد على كركوك، ومن ثم محاربة حزب العمال الكردستانيquot;. وهذا يعني ان منع قيام دولة كردية وعرقلة الحاق كركوك بالإقليم الكردستاني الجنوبي، هما من اولويات جيش تركيا، وبعد ذلك تأتي قضية محاربة حزب العمال الكردستاني.
وعلى كل حال فإن قوات حزب العمال الكردستاني موجودة في كردستان الشمالية. بل وهناك وحدات مقاتلة تنشط في مناطق الأسكندرون والبحر الأسود. والمواجهات بين هذه القوات والجيش التركي تقع في داخل الأراضي التركية وعلى بعد مئات الكيلومترات من الحدود الدولية مع العراق. وقبل اسبوعين فقط قتلت القوات الكردية 9 جنود أتراك وفجرت خط النفط الرابط بين أذربيجان وميناء جيهان التركي في منطقة quot; أرزنجانquot; القريبة من الحدود مع أرمينيا وجورجيا. وفيما يخص منطقة quot; قنديلquot; وتواجد بعض قيادات العمال الكردستاني وأعضاءه هناك فالأمر يعود إلى مطلع الثمانينات. وهذا التواجد تم حينذاك بإتفاقيات أبرمت مع كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني. ولااعرف لماذا لايتحدث الأستاذ الحاج عن القواعد العسكرية التركية الموجودة في اقليم كردستان العراق، وبشكل خاص قاعدة (بامرني) التي استولى عليها الجيش التركي منذ 1997 ولاتتحدث عنها الحكومة العراقية وكأنها ليست تابعة للدولة العراقية. لماذا لايطالب الأستاذ الحاج بطرد قوات الجيش التركي من اقليم كردستان وإلغاء الإتفاق الذي أبرمه نظام صدام حسين مع الأتراك واجاز فيه توغل قواتهم مسافة 30 داخل الأراضي العراقية؟.
هناك تعتيم إعلامي عربي على القضية الكردية في تركيا. ووسائل الإعلام العربية، ومن وحي التضامن مع quot;الحزب الإسلاميquot; وكره الجيش quot;حامي العلمانيةquot; تسوق لخطاب الحزب الحاكم والسياسة الرسمية التركية مقابل تأثيم نضال الكرد بقيادة حزب العمال الكردستاني. وللأسف فإن الكثير من المثقفين العرب يقعون تحت تأثير هذه النظرة وquot;يضعون كل الحقquot; على العمال الكردستاني الذي يعيق quot;مشروع أردوغان التحديثيquot;، المعارض لquot;العلمانية وديكتاتورية الجيشquot;، وهذا كلام بعيد عن الواقع كما أظهرنا. من المهم أذن، الإطلاع على الحقيقة من مصادر وقنوات أخرى. ويفضل ان تكون هذه المصادر بعيدة عن الإعلام العربي الرسمي وquot;الخاص المستقلquot; كذلك، لأن هذا الإعلام يطرح الموقف ـ كهدف نهائي ـ قبل ان يطرح الحدث والتحليل المستقل المهني. والدليل هو موقف هذا الإعلام من آلام الشعب العراقي ووصفه للقتلة والمجرمين هناك بquot;المقاومينquot; وquot;المجاهدينquot;، وماهم في حقيقة الأمر إلا بشذاذ آفاق وإرهابيين آثمين...
طارق حمو
[email protected]
التعليقات