سامية طبيبة زميلة ومحجبة وتربطنى بها وبزوجها الطبيب ايضا صداقة وهما من الجزائر ووالدها صحفى مشهور هناك.
قالت لى سامية: انتم تعيبون على حجاب المرأة بينما العذراء مريم اعظم قديسة كانت محجبة، وكذلك الراهبات كلهن محجبات، فما ردك على هذا؟
قلت: العذراء مريم لم تكن محجبة.


قالت سامية مبتسمة: الا ترى الصور التى ترسمونها لها وعلى رأسها حجاب؟
قلت: أولا كانت عادات المجتمع وقتها، ثانيا العذراء مريم متواضعة ولهذا تغطى شعرها بإحساس التواضع وليس لأن الشعر عورة يجب تغطيته، وكذلك الراهبات تركن كل أمور العالم ويلبسن اللبس البسيط ويغطين شعورهن أى بتخليهن عن كل امور العالم.
قالت سامية: كيف يكون تغطية الشعر تواضع؟


قلت: الشعر تاج للمرأة لهذا عندما تغطيه فهى تتنازل عن تاج بهائها فى العالم لكى تلتصق بالروحيات أكثر، ولهذا ايضا تغطى النساء شعورهن فى الكنيسة وبالأخص عند قراءة الأنجيل أو عند تناول الأسرار المقدسة باحساس الأنسحاق والتواضع وعلى العكس من هذا يخلع الرجل قبعته فى هذا الوقت وتجدى أن البابا شنودة فى الأعياد يخلع التاج الذى على رأسه عند قراءة الأنجيل كعلامه لأنحنائه بتواضع أمام الأنجيل.


سامية: تعددت الاسباب والفعل واحد.
قلت: ليس واحد، المعانى لديكم مختلفه فأنتم تنظرون لشعر المرأة على أنه عورة لا يجب اظهاره بل يقول البعض منكم ان حتى صوت المرأة عورة.
سامية: النظر لشعر المرأة قد يثير الرجل ولهذا يكون عورة.


قلت: ماذا عن الشفتين والعينين، أن من يثيره وجه المرأة او شعرها فالخطيئة رابضة فى قلبه هو، وبهذا المقياس فأن الرجل يثير المرأة ويجب تغطيته ايضا، وبينما تغطون المرأة تسمحون للرجل أن يتزاوج مع اى عدد من النساء، هل تقبلى أن يتزوج زوجك بأمرأة آخرى.
قالت سامية على الفور وبحدة: لو تزوج زوجى بأمرأة آخرى كنت خنقته.


وعادت وخففت من حدتها وقالت: لكن الشرع ليس به اى عدد ولكن اربعة فقط بشرط أن يعدل بينهن، وقيل ولن تعدلوا، أى انها واحدة فقط.
قلت: لقد نسيتى أن تكمليها وتقولى أو ما ملكت ايمانكم، أى يحل للرجل ان يعاشر أى عدد من ملكات اليمين اى العبيد.
سامية: ليس هناك عبيد هذه الأيام.


قلت: لأن حقوق الأنسان ألغته ولكن لو عاد فسيكون للرجل نفس الحق الشرعى القديم فى ان يعاشر ملكات اليمين.
سامية وهى تنهض: لن تعود هذه الأيام.
قلت وانا انهض: نعم لن تعود إلا اذا تقهقر العالم للوراء.
تصافحنا وسمحت لى بنشر حديثنا.