مرة اخرى تقف أربيل على شفا بطالة سياسية من شأنها، اذا ما تكاملت حلقتها، أن تعطل المبادرة والقرار الوطني.

فلا أحد رجع بعد الى من يحكم في الاقليم وهو الرئيس الحكيم مسعود بارزاني بصفته كمركز للقرار ومصدر وحيد،
والحكومة التي لم تكن في أي يوم حكومة قوية بسبب الصراعات الداخلية في الأتحاد تنتظر اليوم قرار الأنشقاق البائس من كوسرت رسول نائب رئيس اقليم كردستان ونائب أمين منظمة الأتحاد التي يرأسها جلال الطاباني الذي لن يوفرا حلا وأن بدا وطأته ينهي اشكالا.
ومنظمة الاتحاد الوطني الكردستاني العريقة، الذي كان اعظم الضحايا لغياب الوفاق الوطني والنهج السليم، ينتظر توفر المناخ الصحي الضروري لأستعادة أعتباره السياسي وتجديد مؤسساته على أرض صلبة لا يؤثر فيها تقلب القادة أو الأمزجة أو النزوات المغلفة دائما بذرائع سلطوية من نوع تطمين الخائفين وحماية أمتيازاتهم.. الضمانات في وجه المغبونين.. المحرومين.


أما بقية المؤسسات العامة فيحكمها الفشل، هذا اذا كان قد أمكن استنقاذها من خطر التفكك أو الأنقسام والغرق في جحيم التكتلات داخل أحد أهم أحزاب السلطة وهي منظمة الاتحاد. وبالمقابل فأن صورة المعارضة التي أقتربت في الأمس القريب من احتمال ان توفر في ذاتها صورة البديل المؤهل لتسلم قيادة البلاد تبدوا الأن مهزوزة وتعيسة، بعد الذي كان في مؤتمر لندن... خصوصا وان طروحاتها، المتناثرة وغير المحكومة ببرنامج واضح ومنهج عمل محدد، لم تعد تشكل أرض اللقاء العتيد بين القوى الراغبة في الأصلاح أو التغيير أو حتى التطوير.

لقد بدا للحظة وكأن التلاقي على وحدة الهدف ولو محدودة بين جناح أو جبهة الرئيس طالباني داخل الأتحاد الوطني المعروفة برموزها القيادية وهيكليتها التنظيمية الأولية والأضطرارية وبين جماعة نوشيروان مصطفى المعروفة بنزعتها الراديكالية وزخمها الجماهييري، يمكن أن يشكل قوة جذب لأطراف وقوى سياسية اخرى، متنوعة ومتمايزة في رؤيتها ومناهجها، بحيث تقوم من الكل مجتمعين جبهة وطنية قادرة عبر صياغة البرنامج السياسي الملائم للمرحلة والمستوعب لمطامح الوطن وهموم المواطنين الكرد،
لكن هذا التقدير، بل التمني، لم يعمر طويلا، وأنصرف الجهد بعد مؤتمر لندن الى محاولة تفكيك الاتحاد الوطني ذاتها، في حين يتوجب العلاقة مع تيار المؤيد لنوشيروان مصطفى ان تنتظر تفرغ المعنيين والقادرين على ترميم واسعة النطاق.، وأما* الحيارى* والباحثون عن جسم سياسي متماسك ينخرطون فيه فيوفر لهم الأمان والحماية وأستعادة الأعتبار، فموزعون بين تيه الشعور الممض بخيبة الأمل أو التباهي ببعد النظر وتهنئة الذات على عدم التورط في خيار كان كفيلا.. لم تم.. بتدمير مستقبل شعب كردستان.

-:حتى ليبدوا وكأن مؤتمر المنشقين بلند كانت محطة بين أنشطارين
فما قبلها كان عصر أنشطار فروع الأتحاد ومؤسساته التنظيمية بحيث أنعدمت أهليته وفاعليته لغياب الشرط الموجب لقيامه،أي التوافق عليه والتسليم له، وما بعد مؤتمر لندن هو عصر أنشطار المعارضة وتشتتها بما يلغي جديتها كبديل مؤهل لقيادة الوطن،

بل لعل ما حدث في أربيل كان أخطر وافدح فالقادة الخمس المقدمين أستقالاتهم الى الرئيس الطالباني بكل من أحتشد فيه وعلى رأسهم كوسرت رسول ظل أعجز من ان يقدم الصورة المرتجاة للقيادة المؤهلة العتيدة.،

كذلك فقد أكتسى الأنشطار السياسي، السابق عليه طابعا أيدولوجيا عبر سياقه والمواقف التي حكمت المناقشات والنتائج.
ويكبر السؤال وتتوالد منه التساؤلات سيلا لاتنقطع،
اولا،الى متى يرضى المواطنين الكرد لهذا الاستنزاف الفظيع والمدمر.. المالكي ومعه بعض القوى المعادية يستنزفون الطاقات الكردية في كل بقعة وهو يستنزفون انفسهم ويستنزفون بعضهم البعض.

ثانيا،ماذا تنتظر القيادات والأرادات الوطنية لتتلاقى على برنامج حد ادنى سقفه مقاومة خطة المالكي والقوى الرجعية في التفتيت والتشتيت واذكاء ريح الفتنة والاقتتال والأنتحار الجماعي؟


واذا كانت الصيغ السياسية التي جربت حتى الأن لم تف بالغرض فلماذا لا ينصرف الفكر والجهد والبحث الى صيغ مناسبة تتلائم مع طبيعة المرحلة وأهداف العمل الوطني بحماية وحدة أقليم كردستان وشعبها؟

والف لماذا ولماذا والى متى وحتى متى تتهاطل علينا من السماء!!

فمن القادر على التصدي وتحمل المسؤوليات!؟

من الذي يعيد رفع الراية راية الوطن راية كردستان المشمسة، لا راية السلطة أو المنطقة، ولا أختلاف الغرض ؟!
والسؤال يملأ أربيل والوطن، بحثا عن رجل أو رجال قادرين على القيام بعبئه الثقيل،

فأ\اذا ذهب الرئيس جلال الطالباني أو يضطر أن يتخلى عن مسؤولياته الوطنية او رحل فمن يحمل الراية منكم ؟!


هل من يقول.. ها انذا؟

راوند رسول

[email protected]