الحكومة الاردنية المتوقع اعلانها يوم الاحد القادم، بنفس الرأس ( نادر الذهبي ) ولكن بجسد متعاف جديد، عليها ان تحمى الاردن من المؤمرات قبل ان يأتي يوم تقرع فيه اجراس الاشتياق الى المملكة الاردنية الهاشمية. و هذا الهدف قبل الاستثمار و قبل الاقتصاد و قبل اي شيء اخر.


حكومة وزرائها ليس وزراء تقليدين في الدوار الرابع بل مبدعون، كرسي الوزراة بالنسبة لهم ليس اقامة مؤثته مع بيئة محيطة من المجاملات و السفر والمنافع الشخصية و السيارت ذات الارقام الحمراء و جوازات سفر خاصة.


اقصد مطلوب وزراء يقدمون قراءات مستقبلية للتغيرات المتوقعه حول العالم في القرن الحالي و من ضمنها كينونة الدولة الفلسطينية، ما هي و ما معنى لا لدولتين في اسرائيل و انكعاسات ذلك على الاردن؟، يعون معنى الالتهام السرطاني للاراض و الحقوق الاردنية بضغوطات مباشرة خارجية و دمى داخلية مستفاده من التوطين. و الاهم كيف بالامكان ايقاف تلك الحروق الجيو سياسية على الميزان الجغرافي بعد دمار غزة و ما يليها من ابعاد.


وزراء رافضون لمبادلة الارض الاردنية، رافضون للنظام البديل، رافضون للتدخل في الشان الاردني، رافضون للارهاب، رافضون للتطرف، رافضون لكل اشكال الاذعان لمجموعات الضغط السياسي ذات المصالح الفردية او الدينية.


و الرفض ليس نظريا او كتابيا او من خلال التصريحات للاذاعه بل من خلال العمل الدبلوماسي و السياسي مع المجموعات الاوروبية و غيرها من الهيئات الدولية بما يسمح باقامة جبهه عالمية في مواجهة المد العرفي لالغاء الملكية في الاردن و استبدالها بنظام بديل.و لديهم المقدرةعلى تنظيم العلاقة مع العالم الخارجي.


و يجب ان تكو ن لديهم الجرأه و المقدرة على الحديث في تابوهات الرحم الاردني المهدد بين الحين و الاخر و لديهم المقدرة على الاقناع و التوثيق و الاستدامه في الدفاع عن هذا الحق المشروع جنبا الى جنب مع الحق الفلسطيني على ما تبقى من الاراض الفلسطينية حسب ما توصلت له منظمة التحرير في اتفاقاتها مع اسرائيل حسب الانظمة و المواثيق الدولية.


وزراء لديهم من العلم الواسع في احوال و مفاهيم و ثقافة quot; العالم العربي والاسلامي الجديد quot; و quot;الكماشة الشرقية الغربية على الاردن quot; والزلزال الامريكي quot; و التوسع التركي القادم quot; و quot;سياسات الصين والهند النهرية quot; وquot; السكان و الكومبيتر والحرب الثقافية العالمية quot; و quot;الانسجام الدولي quot; وتهديدات ايران للخليج وغيرها.


وزراء لهم من الفهم الاقتصادي الاستثماري دون المساس بالقوى الوطنية السياسية و السيادية، لديهم معرفه بادارة الازمات و التعامل معها و مع الواقع الدولي، وزراء قادرون و مقدمون اراء، لا مستمعون مستقبلون اوامر مستمتعون بالسبايا الوزارية على حساب الشعب.


وزراء لهم من الفهم الدولي ما يسمح لهم بالتجديف عالميا عوضا عن حصر الحكومة في مستنقع من مخلفات قرارت وتشريعات من زمن quot;حلاق بغداد quot;.
لديهم المعرفة بعلوم تكنولوجيا المستقبل و ثقافة العالم المنفتح بانسياب من خلال عولمة قارية و سموات مفتوحة و رقابة دفنت مع الانترنت و الخلويات.


و لديهم عين نظيفة فكرية و قابلية لفك رموز الاحداث من خلال القيادة الملكية و القيادات الدولية المعاصرة، ليتمكنوا من صنع السياسات و بدائلها لا ابتلاعها و امتغاصها فيما بعد.


العالم خلال العشر سنوات الماضية قفز مائة عام من التقدم في وقت لم يصح البعض من سبات الخمسينيات من القرن الماضي ومخزن اهازيج صدام و صواريخ حماس و خطب الثوار و بنادق 1948.


حكومة قادرة على نقل الاردن الى منطقة اخرى عالمية عوضا عن الفيروس السياسي الذي اطاح بحكومات مفتعله و مشوشة و شللية.


هنالك تشكك في اي حكومة اردنية قادمة خصوصا اذا ما تعاملت مع التعديل او التغيير من خلال نهج كره الثلج التى تكبر بالاقارب و الشلل و الشركاء في المصالح الذين لديهم مرض غياب اللغة السياسية و الاضطراب التوعوي الشديد. كرة الثلج بمجملها مرفوضة في وطن تلفح سماه شمس الشفافية في المراقبة و المتابعة و التدقيق. اليوم الصحافة الاردنية تكتب محذرة و لكن عند النتائج دورها ( حسب اعتقاد البعض ) سيكون بكشف الاسماء و حقائق الشللية و المنافع اذا ما حدثت.


وزراء المصفوفة الرقمية التى تتكرر ارقامها وتتضاعف و تتماثل في تباديلها و توافيقها فاكهة لدى الصحافة الحرة و عصرم لدى الشعب وهي عكس التوجه الملكي بالتطويرو التحديث، لذا رئيس الحكومة الاردنية في مهب الريح باختيارته.

د.عبد الفتاح طوقان
[email protected]