هل سيبقى الصمت الاسلامي مطبقا على أفواه وعقول قادة وشعوب الدول الاسلامية، بالرغم من كل ما يحدث في إيران؟
فقط لأن إيران دولة إسلامية وأن نظامها السياسي يرفع الشعارات المعادية للغرب؟
أين صوت منظمة الدول الاسلامية وقادتها؟
لماذا لم نر أو نسمع بمظاهرات شعبية في الدول الاسلامية لتأييد الشعب الأيراني البطل؟ على غرار ما يحدث في الغرب عموما؟
هل كانت قضية رسوم الكاريكاتير أهم وأخطر وأبشع مما يجري في إيران اليوم؟
في سوريا نفسها التي أحرقت فيها السفارة الدانماركية تحت نظر سلطاتها، نسمع اليوم أحد القطط السمان، يقول بطريقة البشرى،إن نظام ولاية الفقيه في إيران سيبقى رغم الأحداث الحالية ويتهم الغرب بالتدخل.
هل يصدق أحد أن كل ما يحدث في إيران هو مؤامرة من الغرب الكافر على نظام ولاية الفقيه المتخلف؟
أين صوت الشعوب العربية والاسلامية وحكوماتهم ومنظماتهم الانسانية ومشايخهم في المساجد والحسينيات؟
لماذا لانسمع سوى أصوات قليلة خجولة هنا وهناك؟
حتى الكثير من القراء يدافعون عن نظام الملالي الظلامي ويقلبون الأمر الى مايسموه مواجهة مع الغرب.
أي غرب هذا؟ وأي كذب وإفتراء وفساد وتجاهل للحقيقة الناصعة بأن الشعب الأيراني ضاق ذرعا بنظام الملالي المتخلف ويريد التغيير!
ألا يغطي العار جميع الدول الاسلامية بسكوتها المطبق على أحداث إيران؟
هل هذه أيضا قضية قراصنة الصومال التي سودت وجوه الجميع ولم يستنكرها القادة المحترمون.. فقط لأن الصومال دولة إسلامية؟
الى متى سنبقى نضحك على أنفسنا ونضع رؤوسنا في الرمال؟
هل حيض المرأة،الذي خصصوا آلاف الساعات التلفازية والكتب والمقالات، وأوجعوا رؤوسنا به..أهم من قتل ندى أغا سلطاني؟
تلك الفتاة الملاك ذات ال27 عاما،التي كانت تجلس في السيارة مع مدرسها للموسيقى، ثم نزلت لدقائق للتخلص من الحر ولأستنشاق هواء بارد، فاستهدفها الباسيج بثيابهم المدنية بتقصد، ولم يكن ذلك حادثا، كما شهد خطيبها السيد كاسبيان ماكان لل بي بي سي!
هل شهدتم كيف تموت؟ أنا شهدته مصورا بالتفاصيل..لقد إخترقت رصاصة جسدها الرقيق ربما قلبها أو رئتها، كانت عيناها مفتوحتان،نزل دم كثير من أنفها وفمها غطى جزء من وجهها الجميل،بدأت حدقات عيونها تصعد الى الاعلى..والدها قربها يصرخ طالبا منها أن تفتح عيونها، وشخص آخر يقول لها لاتخافي،لكنها كانت قد غادرت الحياة.
ليبقى أحمدي نجاد وخامنئي وشلتهم مستمرين ومتنعمين بهذه الحياة.وليمنعوا عائلتها من إقامة مجلس التعزية على روحها، كي لا تثار ضجة!
هل هذه هي العدالة الاسلامية لنظام ولاية الفقيه؟
لماذا صوب قاتلها عليها النار؟
هل كانت تحمل سلاحا نوويا مثلا تهدد به العالم،كما يحب أن يفعل نجاد؟
حتى لو كانت كذلك، ألم يكن بالامكان إصابتها في ساقها مثلا لتتوقف؟ وهي واقفة أصلا!
إن كانت كل القسوة التي نشاهدها بواسطة الانترنت بعد أن طردت الحكومة الايرانية الفضائيات والوكالات العالمية، (طبعا حبيبتها قناة اللهلوبة لا تنقل أي لقطة مسيئة للنظام الدموي)،وكل الحرائق والفوضى وعشرات القتلى من الشعب الإيراني، الذي إكتفى ب 30 عاما من الظلام في دهاليز الملالي ويريد الحرية اليوم، ويريد العيش بلا مرشد ولا ثورة إسلامية، بل يكتفي كباقي شعوب الأرض برئيس وحكومة منتخبة،
إن كان كل ذلك لايحرك مشاعر المسلمين؟
فماذا سيحركها يا ترى؟
رعد الحافظ
التعليقات