الرياض من اندرو هاموند: شهدت المملكة العربية السعودية ثورة أدبية في العامين الاخيرين عقب نجاح رواية (بنات الرياض) التي اخترقت المحظورات والتي طرحت هذا الشهر باللغة الانجليزية بجميع أنحاء العالم. أثارت رؤية رجاء الصانع لعالم السعوديات المغلق واحباطاتهن العاطفية عاصفة في المملكة التي حظرت في البداية الكتاب الذي نشر في بيروت لكنه بات متوافرا في السعودية الان. ومن الملفت ان الانتاج الادبي السعودي تضاعف في عام 2006 ومثلت النساء نصف الكتاب. ويشير المطلعون على صناعة النشر الى ان الاهتمام المتزايد يرجع في جانب منه لرواية رجاء الصانع التي تدور حول اربع نساء من عائلات ثرية خضن حقل الغام من القواعد والمحظورات والتقاليد الخاصة باختيار الطبقة الاجتماعية لشريك الحياة.
يقول حسن النعيمي وهو كاتب قصص قصيرة يرأس جماعة (حوار) الادبية السعودية quot;اري ان (بنات الرياض) نقطة تحول في مفهوم القراءة في السعوية... جرأة الكتاب دفعت بعض النساء للكتابة بنفس الاسلوب ونشر تفاصيل حياتهن اليومية.quot; وقال النعيمي ان نحو 50 رواية نشرت في عام 2006 مقارنة مع 26 في عام 2005 . ومن الصعب تحديد ارقام دقيقة لان البعض ينشر كتبه خارج السعودية ويصعب الحصول عليها.
وعادة ما يعرض الروائيون الذين ينشرون اعمالهم في السعودية كتبهم على وزارة الاعلام قبل صدورها. ويحظر القليل من الكتب ولكن عددا كبيرا من الكتاب يلجأون لناشرين عرب خارج السعودية ويتركون لمتاجر الكتب داخل المملكة خيار المجازفة باستيرادها. واشار نقاد الى ان العلاقات الجنسية تسيطر على نتاج الكتاب الجدد وانهم يعتمدون على عناوين مثيرة مثل (الحب في السعودية) و(فسوق). ومثال ذلك رواية (الاخرون) لامرأة تكتب باسم صبا الحرز. اثارت الرواية بأجوائها الغائمة اهتماما لتطرقها لعالم السحاقيات وللشعور بالذنب وتهميش الاقلية الشيعية في السعودية الى جانب استخدام لغة فصحى ذات دلالات قوية.
وفي حديث لصحيفة عربية وصفت صبا الحرز رواياتها بانها رد فعل لماض طويل من الالم والعزلة. وقالت صبا الحرز انها فكرت في نشر كتابها على الانترنت حتى عرض الناشر اللبناني الذي طبع رواية (بنات الرياض) نشره. ولا تزال الرواية غير متوافرة في السعودية. وتقول دار الساقي للنشر ان رواية (الاخرون) من افضل الروايات التي صاغتها كاتبات شابات في السعودية. وقال حسن رمضان من مكتب دار الساقي في لندن quot;اننا نتيح الفرصة لكثير من الشباب السعودي ولاسيما الكاتبات. انها ظاهرة جديدة تماما.quot;
وعن الادب السعودي الجديد قال quot;رغم انه لا يتحرك بالضرورة في الاتجاه الصحيح من حيث الجدارة الادبية فانه وسيلة للاتصال بالعالم الخارجيquot; مشيرا الى أن مستوى الجودة ليس عاليا دائما.
ويقول النعيمي ان تناول الموضوعات الجنسية المحظورة يرجع لروايات الكتاب السعوديين تركي الحمد وعبده خال وغازي القصيبي في التسعينات. وأثارت تلك الروايات استياء الاسلاميين السعوديين رغم ما حملته من دلالة لتناولها الحياة السياسية السعودية. ويقول النعيمي ان ثورة الاتصالات منذ ذلك الحين اعطت دفعة للتعبير الادبي. وتضاعف عدد المواطنين السعوديين منذ عام 1990 الى 17 مليونا وتشير الاحصاءات الى نحو 60 في المئة يقل عمرهم عن 21 سنة.
وأضاف quot;انفتحت أبواب المجتمع على مصارعيها على التغيرات خارج المنطقة. انه جيل فتح عينيه على التغيرات السريعة وتعكس الرواية هذه التغيرات على المجتمع.quot;
يقول عبد الله حسن المسؤول بمطبعة الجامعة الامريكية في القاهرة والتي نشرت هذا العام عملا للمؤلف السعودي يوسف المحيميد ان عددا قليلا من الروايات السعودية ترجم وطرح عالميا ولكن هذا ربما يتغير. وقال quot;اصبح الناشرون الاجانب يهتمون بالقصة العربية بصفة خاصة من العراق والسعودية. لقد اصبحت نافذة على العالم العربي.quot; ولكنه اضاف ان بيع الاعمال الادبية العربية quot;صعبquot; بصفة عامة.
وغذى هذا الاهتمام الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 وهجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة والتي نفذها 19 عربيا بينهم 15 سعوديا.
وقال حسن ان نجاح رواية الكاتب المصري علاء الاسواني (عمارة يعقوبيان) باللغات العربية والانجليزية والفرنسية يظهر ان الادب العربي يمكن ان يكسب جمهورا عريضا.
وبيعت عشرات الالاف من النسخ من رواية (بنات الرياض) باللغة العربية كما بيعت مئات الالاف من نسخ رواية (عمارة يعقوبيان) منذ طرحها عام 2003 .(رويترز)