[...]
كُنْ كالذي جُنَّ
صار ينبحُ مع كلابِ الصيد
صار حمامةً أيضاً

كنْ مثلَه
غيمةً تسيرُ على قدميْن حافيتين
وشجرةَ لوزٍ تبتسمْ

كنْ صحوَه
مطراً ملوّناً
وخضاراً طازجاً

كن ظلَّه
حفرةً حالكةً وسطَ شارعْ
نبعاً أصيلاً في مقهىْ

كنْ
قميصَه الشاحبَ. بؤسَ نظرتِه. ابتهاجَه. انكسارَه. ذهولَه. عدمَه.
صراخَه على امرأةٍ اختفتْ في الزّحامْ.


[...]
يُخرجُ رأسَه النومُ من نافذةِ حلمْ
الحلمُ ناصعٌ وهشْ
أبيضُ، كأداةِ قتلْ
نحيفٌ، كعقربيْ ساعةٍ يلدغانِ الوقتْ

يخرجُ رأسَه النومُ من نافذةِ جسدْ
الجسدُ مرتعشٌ وهشْ
أبيضُ، كحمامةٍ تراقِبُ، وترتقِبْ
نحيفٌ، كجوعِ مشرّدٍ ركلته المدنْ

يخرجُ رأسَه النومُ من نافذةٍ
حالمةٍ، بيضاءَ، وناحلة
نائحةٍ أيضاً،
لا أحد يصْلِحُ صريرها
ولا ظلّ يمرُّ قربَها


[...]
أفتحُ دفتراً مهملاً على الطاولةِ،
أرى بحراً، ونوراسَ، ومركباً وحيدْ
أقلِّبُ صفحاتِه
تهبُّ العواصفُ، والرملُ يُعمي
أسهو دون إغلاقه..
فيقرصني عقربْ

[email protected]