محمد الحمامصي من القاهرة: كيف هي رؤية المثقفين الآنية والمستقبلية للسقف الذي من الممكن أن تصل إليه حرية التعبير عربيًا على مختلف المستويات، سواء السياسية أو العقائدية أو الاجتماعية، كيف ترى مداه؟، حيث لا تزال حرية التعبير في مختلف الوسائل الإعلامية وحتى الإبداعية أيضًا تواجه بالكثير من العقبات السياسية والعقائدية والأيديولوجية، لا تزال الخطوط الحمراء تلعب دورًا في الحيلولة دون ارتفاع سقف الحريات.

الثورات العربية لا تزال مستمرة، وستستمر، فهل سينعكس ذلك على رؤية المثقفين وأفكارهم، هؤلاء المثقفين الذين يتقاعس عدد كبيرة منهم عن أداء واجبه الوطني والتنويري، في مقابل جرأة اقتحام وصوت وأقلام الأصوليين والسلفيين، وبعيدًا عن اختلاف الرؤى أو اتفاقها في الآراء التالية، فإننا نؤكد أن هناك خطرًا محدقًا على حرية التعبير ما لم يشارك المثقفون في المواجهات الثورية وتقديم الدعم التنويري والمعرفي لها.

حضور رمزي للمثقف
الكاتب الروائي والقاص المصري عزت القمحاوي يوضح أنالعالم العربي يعاد تشكيلهسياسيًا الآن في مخاض عسير، وهناك سؤال أساسي في كل البلدان التي بدأت بها الثورات حول الحرية والكرامة الإنسانية، سؤال علينا أن نعترف أن من حملههو طليعة جيل جديد لا ينتمي إلى النخبة المثقفة، بلإن هذه الصفة quot;صفة مثقفquot; باتت في عداد كلمات العيب.

ليس للمثقف إلا بعض الحضور الرمزي في الثورات، ربما كان حضور المثقف الجذري من خلال مساهمته في تشكيل وعي الشباب جنبًا إلى جنب مع انفتاحهم على ثقافة العالم، وإن جاز لنا أن نتحدث عن مستقبل حرية التعبير في ظل هذا البرزخوالوضع الرجراج بين قوى ثورة تريد الحرية وقوى قديمة وعالمية تتحالف لدفع الأمور باتجاه الطائفية والقبلية فإن الحرية وسقفها سيتوقفان على النتيجة النهائية للصراع الدائر حاليًا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هناك متغيرًا لن يرجع إلى الوراء بمعزل عن نتيجة نجاح الثورات أو اختطافها.

المتغير الجديد هو إعلام المواطن على الإنترنت، الآن صار بوسع الجميع أن ينتج مقاطع الفيديو، وأن يكتب ما يشاء في جو من المساواة والديمقراطية، المشاركون في صفحتك على فايسبوك هم أصدقاء لهم ما لك وعليهم ما عليك،ليس هناك كاتب ملهم لأنه يحتل ناصية الكلام في جريدة،بينما على الآخرين أن يقرأوه بصمت؛ فحتى الكتابة في الصحف أصبحت الردود عليها فورية من خلال التعليق في الموقع الإلكتروني للصحيفة.

إضافة إلى هذا وذاك، هناك أمل جديد بانفتاح آفاق الحرية من خلال المهنية العالية والثقافة التي يجب أن يتحلى بها الكاتب في حال نجاح الثورات. والمتأمل للفترة الماضية، يجد بروز العديد من الأقلام ونجوم الفضائياتالتي كانت قوتها الوحيدة في شعار مثل quot;لا للتوريث.. لا للتمديدquot;. وإذا سقط التوريث والتمديد في الجمهوريات لن يصبح للشعار من وجود، ولن تعود قوة الاعتراض وحدها كافية لإقامة كاتب، بل لابد أن يعرف شيئًا محددًا وفي قضية محددة. والمعرفة بحد ذاتها توسيع لأفق الحرية.

فزَّاعةquot; حرية التعبير
بدوره الشاعر والكاتب جمال القصاص يتصور أن المبدع العربيمع تفجر الثورات العربية في عدد من البلدان، قد اكتسب أرضًا جديدة، وقطع شوطًا مهمًا في قضية حرية التعبير، التي طالما التفت عليها الأنظمة الديكتاتورية، وقمعتها بحيل وأقنعة شتي، دينية وسياسة واجتماعية، وغيرها حتى أصبحت حجر عثرة أمام تطور الإبداع، وعلاقة المبدع بواقعه وتراثه، وقدرته على النفي والإثبات، على الهدم والبناء.

ويتصورأيضًا أنه في مقتبل الأيام سوف تتسع هذه المساحة المنتزعة لحرية التعبير، لأن الأرض العربية أصبحت حبلى بالثورة ضد أنظمة قمعية أدمنت على مدى عقود طويلة شهوة السلطة، وتراوغ بشتى الطرق في الحفاظ عليها، وقطع الطريق على الثوار، ولو بإراقة الدماء، واعتماد سياسة الأرض المحروقة، لكسب المزيد من الوقت، واستعادة اتزانها المفقود.

لكن يخشى ما يخشاه في الوقت نفسه أن يصطدم سقف هذه الحرية مع التيارات السلفية الإسلامية التي طفت على السطح، مستغلة النوافذ التي فتحها هذا المد الثوري، واستطاعت بسرعة أنتحول الدين إلى فزاعة جديدة،تحت مظلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أوquot;الإسلام هو الحلquot;.

وليس بعيدًا عن ذلك ما يحدث في مصر وتونس، وهما الدولتان اللتان تكللت فيهما الثورة بالنجاح. فقد برز التيار السلفي بشكل ملحوظ في مصر، وأثارت وقائع معينة منسوبة إليه حالة من الرعب والخوف في أوساط المجتمع، ناهيك عن أن القوى المنوط بها عمليًا ورسميًا قيادة عملية التغيير، وإعادة هيكلة المجتمع على شتى المستويات التشريعية والسياسية والاقتصادية أصبحت تضع في الحسبان- ولو بشكل غير معلن- تحاشي الصدام مع التيارات السلفية، ما يشيضمنيًا بأن ثمة معركة أو معاركستؤجّل مرحليًا مع هذه التيارات، وهو ما يعني أن أمر حسم هذه المعارك سيقع على كاهل الأجيال الجديدة من شباب الثورة.

وسط كل هذا يبدو الحلم بدولة مدنية أو علمانية مشوشًا ومضطربًا، في ظل رفض حاد لمبدأ فصل الدين عن الدولة، من قبل هذه التيارات، ومعها قوى وطنية أخرى، استطاعت أن تستميلها، بحكم مصالح وتحالفات سياسية وحزبية، يؤشر المناخ العام إلى أنها ستتسع وتشتد في الآونة المقبلة، خاصة بعدما أصبح quot;تسييسquot;الدين بمثابة تجارة مربحة سياسيًا واجتماعيًا.. ومن ثم، ستصبح حرية التعبير بلا أنياب أو أظافر، بل سيتم استئناسها كحيوان منزلي أليف.. حينئذ سيكون على المبدع الحقيقي أن يلتمس الحرية من نصه، بعدما فقد الثقة في أن يجدها في مجتمعه، لتبدأ دورة جديدة من العزلة، وربما النفي للمبدع ونصه معًا.

لا سقف للحرية
الشاعر والناقد الفلسطيني سامح كعوش يرى أنلا سقف للحرية، quot;نعم اللهم إلا المسؤولية القانونية التي تحتكم إلى مجموعة من القوانين الناظمة لحريات الأفراد وحقوقهم الإنسانية التي تضع الحاكم والمحكوم في موقف الند، لا موقف الأعلى والأدنى، ومن هنا فإن المسؤولية القانونية وحدها الضامن لممارسة الحرية المسؤولة من قبل المثقفين الذين تؤكد الأحداث التي تعيشها أمتنا العربية، إنهم الأقرب إلى تلمس جراح الناس ومشاعرهم وهمومهم، بل وأكدت الانتفاضات الشعبية العربية أنهم الأقدر على قيادة التغيير والأنظف يداً وقلباً بين كثيرين مارسوا كل الحريات قبلاً واحتكروها ولم يسمحوا لأحد أن يفرح بها ولو قليلاً.

لا سقف لحرية المثقف تحديداً لأنه لا يطلب إلا حرية التعبير، وبها يستطيع فعلاً أن يكتفي، لأن الكلمة هي الوسيلة الأقدر على تحريك الشارع وتثوير الجماهير وتأطيرها، ولا يمكن للمثقف أن يقف تحت سقف الحرية لأنها لصيقةٌ به ولا تعلوه ليقع تحت سقفها، وهو في العصر العربي الجديد، عصر الحرية والثورة والتغيير، سيكون ضمانة هذه الحرية والرقيب على ممارسات مؤسسات النظام، الدينية والمجتمعية والسياسية وغيرها، وسيكون نبي التغيير في عصر الوسائل المتاحة من تواصل اجتماعي وتدوين وquot;تويتاتquot; وquot;يوتيوبياتquot;، ولا ميدان له في وسط الساحات والعواصم إلا الصفحات البيضاء الورقية والافتراضية التي تتسع له أولاً ليمارس هذه الحرية دونما سقف.

لا تحدها أسقف أو انتماءات
الشاعرة اللبنانية دارين قصير لا تعتقد بوجود حرية ثقافية مطلقة quot;لأننا حتى يومنا هذا ومع ما نشهده من إعلانات تطالب بالحريات، إلاّ أننا نجد إقصاءات اجتماعية وسياسية وحتى اقتصادية لبعض المثقفين الذين يتعارضون بالآراء والجهات الحاكمة، فالحرية الثقافية تتطلب حرية اختيارنا لهويتنا بعيداً عن المعتقدات الدينية والثقافية واللغوية وحتى العرقية، ومتى وجدت هذه المطالب لم يعد هناك من سقف للحرية الثقافية، وهو ما يجب أن تكون عليه، أن لا تحدها أسقف أو انتماءات أو أية ارتباطات أخرى.

كما إن أوروبا دعت إلى هذه الحريات، وكإسلام فقد ورد هذا في كتاب الله القرآن الكريم من خلال المبدأين المشهورين والمتعارف عليهما (لا إكراه في الدِّين) و(لكم دينكم ولي دين)، ومع ما نشهده من تنوع ثقافي وانفتاح عالمي والهجرات المتعددة الجنسيات، حيث نشهد زحفًا غربيًا في البلدان العربية والعكس، لذا آن علينا الإعتراف برفع هذا السقف عن الثقافة، والعمل على المطالبة بحريات هذه الأفراد من دون أن تصطدم هذه الرغبة لدى بعض المثقفين برغبة البعض الآخر بفرض ثقافته وتعميمها، فالحرية الثقافية تعني التطور والتقدم لأن المثقف قادر على فهم الأمور بعين الرائي والشاعر والأديب ويدرك الأمور البنيوية للمجتمع بعيداً عن عين السلطة والمال، فلقب الشاعر والأديب وغيرها من المسميات الثقافية أهم وأكبر من كل السلطة، لذا فإن لم نسرع لرفع هذا السقف عن سقف الثقافة، فسنبقى في ما نشهده من عدم استقرار واضطراب.

سؤال مضلل
الكاتب الروائي المصري السيد نجماعتبر أنالسؤال عن سقف الحرية، سؤال مضلل؟! quot;فكيف ترون قرار laquo;فايسبوكraquo; إغلاق صفحة laquo;انتفاضة فلسطينية ثالثةraquo;؟ شاءت الظروف أن تصلني رسالة من جريدة quot;العرب اليومquot;، تتضمن إبداء الرأي حول قرار شركة quot;فايسبوكquot; بإغلاق صفحة فلسطينية على الموقع الاجتماعي، بعنوان quot;انتفاضة فلسطينية ثالثةquot;.. وهذا بالطبع بناء على توجه ورؤية إسرائيلية!، وهو ما يعنى أن من يتشدقون بالديمقراطية والحرية، هم أول وأخطر من يقوم بهدمها بمعول له عقل جهنمي، وكلنا يرى ويسمع كل يوم أحداثًا.

وما فضلت أن أعرضه ردًا على هذا السؤال الطموح، هو أن quot;الحريةquot; وحتى يومنا هذا غير متفق على تعريف شامل جامع لها.. فالبعض يعتبرها مشكلة خاصة يشعر بها المرء تجاه نفسه والعالم من حوله، عندما لا يستطيع أن يفعل ما يريد، أو بسبب quot;الكبحquot; ومقاومة الرغبات الذاتية تلك.. ولكن الحقيقة تؤكد أن quot;الشعورquot; وحده ليس كافيًا، فهناك عوامل معززة وقادرة على تحريك الشعور بعدم الحرية مثل الجوع والفقر ومشاكل الحياة اليومية.

بمعنى أن الحرية ليست شعورًا فقط، وإلا جرّدت الدلالة من الفاعلية وأهميتها الاجتماعية، وليس الفردية فقط.. كما إن المعززات (المواقف والظروف الصعبة) وحدها لا تكفى لإسقاط دلالة quot;الحريةquot;، فالدعوة إلى الحرية هي البديل المباشر بعد فشل الهجوم المضاد أو الهروب الطارئ في حالات العدوان اليومية الفردية والمجتمعية.

ما أعنيه أن الطرح المجرد بالدعوة إلى الحرية، والسؤال عن سقفها، طرح قد يسبب الشطط في الإجابة (بسبب المناخ الانفعالي الذي نعيشه بعد ثورة 25 يناير ونجاحها المبهر).

ما قدمت به كلماتي، هو ما يعنى أن هناك quot;مصالحquot; وquot;توجهاتquot; وما يعرف بـquot;الأجنداتquot; فى كل وسائل الإعلام، وأيضًا فى السياسات الحكومية لأي بلد ما. وحتى نتخلص من ورطة الإجابة المباشرة، والتي قد تكون مضللة: (أعني بالورطة التي تنتج من الإجابة المباشرة عن سؤال الحريات.. فالقول والمطالبة بعدم وجود سقف (تماشيًا مع الموجة الانفعالية الآن) سوف يوسم صاحبها بعدم الثورية.. والقول بضرورة وجود (حريات مقننة) توسم صاحبها بالرجعي الانهزامي!.

لذا أفضل أن أتحدث عن مبادئ الديمقراطية (احترام الرأي والرأي الآخر، والعمل على تغليب رأى الغالبية).. ثم بضرورة وأهمية تفعيل القانون وآليات تنفيذ الأحكام.. ثم قبل هذا وذاك توفير فرصة عمل للجميع (فلا قيمة لأي شعار يرفع، مع البطالة أو الجوع).

ولأن المطروح هو السؤال عن سقف الحرية المطلوبة، فالإجابة هي أي سقف يمكن أن يتيح لي قدر الديمقراطية المطلوبة.. مع سيادة القانون على الجميع.. وتلك هي الحرية التي فى ظلها يجد الجميع مصدرًا للرزق الشريف.

مرحلة دقيقة
الروائي السوداني أمير تاج السر يعتقد آن ثمة حرية سياسية الآن، بدأت تتبلور على مستوى الشعوب العربية، وما كان صعبًا في ما مضى لم يعد كذلك، فقط نخاف من ما يسمى بالانفلات، بمعنى أن شعوبنا لم ترضع الديموقراطية، وبذلك لا تعرف قيمتها الحقيقية. بالنسبة إلى حرية العقيدة فهي متاحة، ولا أحد قد حدّ منها ما لم تتجاوز المحظور وتتعدى على المقدسات، وبالنسبة إلى الإسلاميين، فلا أجد مبررًا للخوف منهم، فما دامت ثمة أحزاب مسالمة تشارك في الديموقراطية فلتشارك ببرامجها مع الآخرين. فقط حتى تستقر البلاد العربية وتواصل نموها، أعود لأحذر من الانفلات، وتسيير المظاهرات بلا هدف.نحن الآن نمر بمرحلة دقيقة، وعلينا في البداية أن نهتم بالاستقرار الذي يساعد في الحفاظ على المكاسب التي تحققت.

شعرة حرية التعبير والفوضى
يقول الشاعر والناقد أحمد فضل شبلول إنشعرة تفرق بين حرية التعبير والفوضى، وهو ما نراه الآن للأسف في بلدان عربية عدة. وفي رأيه أنه لا سقف لحرية التعبير وحرية التفكير، quot;شريطة ألا أخوِّن أو أكفِّر الآخر الذي يختلف معي على أسس عقلانية سليمةquot;. وأضاف quot;ما أراه الآن واستشعره في مواقف كثيرة هو إلقاء التهم جزافًا على كل شخص يختلف مع الآخر، فنسمع عبارات مثل: هذا الشخص مع النظام السابق، أو هذا الشخص من فلول الحزب الحاكم، أو هذا الشخص مع الأخوان المسلمين أو مع السلفيين، أو هذا الشخص من البلطجية، أو من الشيعة، أو له مصلحة شخصية في ما يقوله، من دون إثبات ذلك على الإطلاق، ولكن كلام في كلام وشائعات واتهامات تلقى على عواهنها أو تلقى جزافًا لمجرد اختلاف في وجهة نظر تحت دعاوى حرية التعبير، وأنا حر، وللأسف بعض وسائل الإعلام تسهم في ذلك عن طريق استضافة أشخاص يتهمون الآخرين بحجة حرية الكلام وحرية التعبير، من دون السماح للطرف الآخر أن يرد أو يدافع عن نفسهquot;.

وقد تكون هذه هي الضريبة التي ندفعها بعد عقود من الكبت والصمت والقهر والحرمان، فهناك انفلات، ليس أمنيًا فحسب، ولكن انفلات تعبيري أيضًا، حيث ضاعت الهيبة والاحترام والثقة، وأصبح الصوت العالي هو المتسبد، وأصبح الشك في كل شيء هو منطق التعامل بين الناس.

أعتقد أنها فترة وستعبر، وسيفهم الجميع أن حرية التعبير تعني احترام فكر الآخر، وعدم تخوينه إلا بأدلة منطقية وإثباتات لا تقبل الشك، وأن quot;رأيي صواب يحتمل الخطأ، وأن رأيك خطأ يحتمل الصوابquot;.

فصل الدين عن الدولة
أخيرًا أشار الروائي والناقد السوري نذير جعفر إلىأن الحدّ الذي ستصل إليه حرية التعبير في المجتمع العربي مرهون بمدى قدرة القوى والنخب السياسية والثقافية على دمقرطة الحياة فيها في المقام الأول. وإذا كانت ثورة الاتصالات قد وفّرت البنية التحتية المناسبة لهذه الحرية، فإنها ستظل محكومة برقابة الدولة ورقابة المجتمع نفسه، ولا سيّما الاتجاهات المتطرّفة والتكفيرية فيه. من هنا تبدو مسألة قيام مجتمع مدني علماني ديمقراطي، يُفصل فيه الدين عن الدولة، الخطوة الضرورية لفتح الأبواب الواسعة أمام حرية التعبير، وإلا ستظل هذه الحرية مشروطة ومنقوصة.