إعداد عبدالاله مجيد: في عالم السينما تكون الفترة طويلة عادة بين كتابة السيناريو وحكم الجمهور عليه بعد مشاهدة الفيلم. ولكن كونتن تارنتينو شذ عن هذه القاعدة حين انجز سيناريو فيلمه القادم في 26 نيسان ـ ابريل ليجد بعد ايام ان السيناريو سُرب الى الفضاء العام حيث كتب عنه كثير من المعلقين المهتمين بالسينما. واعادت مواقع عديدة نشر الصفحة الأولى بخط يد تارنتينو نفسه الأشبه بكتابة طفل تلميذ، كما لاحظ احد المعلقين. واثار تسريب سيناريو فيلم quot;جانغو بلا قيودquot; تساؤلات عما إذا كان احدهم سرق النص اثناء الحفلة التي اقامها تارنتينو بمناسبة الانتهاء من كتابته ثم طبع نسخا منه، أو ان احدا في شركة واينشتاين المستقلة للانتاج السينمائي ارسل نسخا من السيناريو بالبريد الى أطراف ذات علاقة. وايا تكن حقيقة ما حدث فان سيناريو فيلم جانغو بلا قيود بات مكشوفا ولا خيار امام تارنتينو سوى التسليم بالواقعة.
تارنتينو نفسه رفض تأكيد التكهنات التي اطلقها تسريب السيناريو. ولكن صحيفة الغارديان نقلت عن مصادر مطلعة ان احداث الفيلم تجري في عمق الجنوب الاميركي حيث يعالج قضية العبودية في اميركا القرن التاسع عشر. والشخصية الرئيسية في حبكته عبد اسود يتحول الى قاتل مأجور اسمه جانغو.
كما يخصص الفيلم دورا رئيسيا للممثل النمساوي كريستوف وولتز الذي نال جائزة اوسكار على قيامه بدور ضابط الماني في فيلم اوغاد شائنون. ويقوم وولتز بدور صائد جوائز الماني وطبيب اسنان سابق يحيط جانغو برعايته ويعلِّمه فن القتل قبل ان يساعده على ايجاد زوجته التي ما زالت مستعبدة. ويقول الناقد السينمائي ماثيوز هولمز ان هذا الدور يبدو مفصلا على وولتز.
ولم يتأكد رسميا اعطاء الدور الى وولتز ولكن وكالة اعمال تارنتينو تعتبر المسألة في حكم المفروغ منها. وأثار هذا النبأ تساؤلات عما إذا كان تارنتينو يعتزم تطعيم كل سيناريو يكتبه بشخصية المانية من الآن فلاحقا.
ويبدو ان تارنتينو استوحى عنوان عمله الجديد من فيلم كاوبوي هابط أخرجه سيرجيو كاربوتشوي عام 1965 بطولة فرانكو نيرو مثلما استعار اوغاد شائنون من عنوان فيلم ايطالي من افلام الحرب أُنتج عام 1978. وقال نيرو ان دورا عُرض عليه في الفيلم الجديد ولكن هذه هي العلاقة الوحيدة على ما يبدو بين الشريطين.
وتوقع معلقون ألا يلقى فيلم جانغو بلا قيود اقبالا واسعا سواء بين المراهقين أو الكبار إلا إذا كانوا اصلا من المعجبين بعمل تارنتينو لأن فيلمه الجديد موجه برأيهم الى جمهور نخبوي محدود لا سيما وان احدا لم ينتج فيلما عن العلاقات العرقية في اميركا منذ سنوات وما أُنتج من افلام كهذه لم يكن ذات يوم موجها للجمهور الواسع.
- آخر تحديث :
التعليقات