إعلان مقاطعة العديد من الفنانين له، وضعف الحضور الثقافي الذي حققه معرض الكتاب دفعا وزارة الثقافة لإعادة حساباتها وحسم أمرها بتأجيل مهرجان دمشق السينمائي إلى أجل غير مسمى.

كلودا المجذوب الرفاعي من دمشق: ستختخسر دمشق هذا العام عشرات الضيوف السينمائيين ولن يحظ فندقها الشهير quot;الشامquot; وسط العاصمة بتلك الزحمة التي عرفها سنويا وبعدسات المصورين والصحفيين والأهم من ذلك بالبساط الأحمر.والسبب أن مهرجان دمشق السينمائي في دورته التاسعة عشر لن يعقد هذا العام. هكذا أعلنت المؤسسة العام للسينما ولكن بصورة خجولة موضحة بأن النقاش ما بينهم وبين وزير الثقافة -رئيس المهرجان- توصل إلى ضرورة تعليقه حاليا دون أن يعني ذلك إلغائه كما أعلن محمد الأحمد مدير المؤسسة، موضحًا لـquot;إيلافquot; أن هذا التأجيل مرتبط بالظروف وتحسنها والتي قد تسمح بعقده ربما بعد شهر أو شهرين أوربما تأجيله كليا.
الأحمد رفض ربط هذا القرار بما أثير من حملات تحريض ضد المهرجان وانتقادات سيقت ضد القائمين عليه مشيرا إلى أنهم رفضوا النظر لمثل هذه الأمور التي وصفها بالجزئية ونظروا للأمر بشمولية ولمسوا إمكانية وقوع المهرجان بمطبات وتعرضه لمشكلات ستحول دون تحقيق جميع أهدافه أو زيادة رصيده السنوي.
وعن الأسباب التي دفعتهم لتوقع مثل هذا الأمر أوضح الأحمد أن التغطية الإعلامية لما يجري في سوريا والتي وصفها بالمغرضة والمتحيزة قد تدفع بعض الضيوف خاص الأجانب لعدم الحضور خوفا على سلامتهم أو لأسباب أخرى.
رغم رفض الأحمد ربط التعليق بالمقاطعات لكنه لم ينكر اطلاعه عليها مجددا كلامه ثانية بأن من أعلنوا المقاطعة لم يدعوا أصلا ولم تدعهم المؤسسة في السابق موضحا في الوقت ذاته أن مقاطعة النقابة لا قيمة لها باعتبار أن الدعوات الموجهة للفنانين المصرين تتم بشكل شخصي وأن الإدارة تواصلت مع الضيوف والأصدقاء في مصر وأبدوا جميعهم رغبتهم بالمشاركة والحضور.
الأحمد اعتبر أن مهرجان السينما تجربة ثقافية وحضارية ومن غير المنطقي اقحامها في القضايا السياسية فهدف المهرجان التواصل مع الفنانين العرب وحضور الفنانين الغربين للاطلاع على الفيلم السوري بما يفتح له آفقا لاحقا، لكن هذه السياسية في الوقت ذاته لم تكن بعيدة عن القائمين على التظاهرة إذ رفضوا الإبقاء على السينما الفرنسية كضيفة شرف للمهرجان مستبدلين إياها بالسينما الصينية التي وصفها الأحمد بالمهمة والشهيرة والصديقة في الوقت ذاته مبررا ترجيحها على نظيرتها الروسية لأن الأخيرة سبق واحتفي بها في مهرجانات سابقة، ولكن الأحمد بين أن هذا البعد السياسي اقتصر فقد على الضيفة لهذا ما كانت لتغب الأفلام عن جدول البرامج التي تضمنت الفرنسية والأميركية والتركية وسواها بغض النظر عن المواقف السياسية.
ورغم أن المهرجان علق لكن القائمين عليه رغبوا بالاحتفاظ بالجمهور من خلال تقديم عروض وتظاهرات سينمائية مجزئة تشمل عرض الأفلام السورية المنتجة حديثا، بالإضافة لعرض أفلام المسابقة الرسمية وتظاهرة السينما الصينية.
وعن رغبة المؤسسة في تبني التجارب الشابة ومواكبة الأحداث الراهنة أشار الأحمد أنهم يملكون نية في إنتاج عدة أفلام لشباب المؤسسة الموفدون للخارج الذين من المقرر عودتهم هذا العام وسيتم تنفيذ تجارب لهم على نفقة المؤسسة كما ستستقبل تجارب الهواة الذين يملكون مشاريع جيدة تنال رضا اللجنة دون أن يعني هذا تدخل المؤسسة بماهية السيناريو مؤكدا أنه هذه التجارب ستجاري الأحداث لأن الفن أفضل من يواكب ما يجري على أرض الواقع.
الجدير ذكره أن الدورة الجديدة كان من المقرر لها أن تتضمن إطلاق سينما الشباب وتبني العام القادم للسينما الشابة ndash;سينما الهواة لاكتشاف المواهب الجديدة.