الحزباويون يبداون بدفع تعويضات لاهالي الضاحية
ملالي لبنان : 1 / حكومة السنيورة : 0



فادي عاكوم من المنامة

بدا حزب الله بتنفيذ المرحلة الاولى من دفع التعويضات التي وعد بها امينه العام عشية الليلة الرابعة والثلاثين من عمر المغامرة الحزباوية الايرانية السورية، التي ادت الى تهديم حوالي ثلاثين الف وحدة سكنية في مختلف المناطق اللبنانية، حيث تاتي هذه الخطوة ذات عيار مزدوج، اولا لارضاء الشريحة الكبرى التي تضررت وكمحاولة لاسكاتها بطريقة ان كل شيء قابل للتعويض، وثانيا لتسجيل نقطة ضد الحكومة اللبنانية، بالاضافة الى احراجها خاصة انها لم تباشر بعد بدفع التعويضات خاصة وان القنوات الرسمية تحتاج للوقت للانطلاق بخطواتها بسبب بيروقراطية الاعمال الرسمية.

وفيما لم يعلن الحزباويون عن مصدر الاموال التي يوزعونها، الا انه من المؤكد انها من المليارات التي جناها الحزب من ايران خلال العشرين سنة الماضية من الدعم المفتوح من ملالي ايران لممثليهم في لبنان، و تتراوح المبالغ التي وزعت اليوم على 120 عائلة لبنانية بين 9000 دولار اميركي و12000 دولار لكل عائلة تهدم بيتها، ويشكل هذا المبلغ ايجار منزل لمدة سنة كاملة بالاضافة الى تاثيث المنزل، وذكرت بعض المصادر ان الحزب بهدف دفع مبالغ مماثلة لحوالي 15 الف عائلة مما يجعل القيمة المدفوعة تقارب الـ 150 مليون دولار، ويبدو هذا المبلغ زهيدا جدا اذا ما قورن بحجم الدمار الفعلي الذي قدرت قيمته بحوالي الاربعة مليارات دولار اي ما يفوق اضرار الحرب اللبنانية التي استمرت عقدين من الزمن.
وبسبب تمسك الحزب بسلاحه ودخول الجيش الى الجنوب ضمن هذه المعادلة المرفوضة عالميا الا من سورية وايران قد تواجه جهود المساعدات الدولية المنوي اطلاقها بالتعاون مع الحكومية اللبنانية صعوبات كبيرة خاصة فيما يتعلق ببناء البنية التحتية والمباني التي تهدمت .

اما عن الالية المتبعة لتوزيع المساعدات فقد صرح مسؤول بالحزب انه تم انشاء 12 مركزا في الضاحية الجنوبية لاستقبال الطلبات وعلى كل عائلة ابراز بطاقة هوية وشهادة ملكية العقار، وأضاف quot;لدينا احصائيات كاملة عن كل الابنية التي دمرت او تضررت. لاحقا سوف ندفع ثمن شقة جديدة او سنعيد اعمار المباني التي دمرت.quot;

ومن الواضح ان مهمة توزيع المساعدات ستكون سهلة على الحزب بعكس الاجهزة الرسمية، لان الحزب وخلال العشرين سنة الماضية انشأ شبكة كبيرة لتقديم الخدمات الاجتماعية، كما ان لديه لوائح تفصيلية لسكان الضاحية الجنوبية وبنوع خاص ما كان يسمى المربع الامني، حيث كان معظم سكان المنطقة يتلقون الرواتب و المساعدات الشهرية من سلسلة السوبرماركت التابعة للحزب بالاضافة الى ما كانت تقوم به المؤسسات الايرانية المنشأ كمؤسسة جهاد البناء و غيرها .

ويسود في بعض قرى الجنوب اللبناني الاستياء من الانتقائية بتوزيع المساعدات خصوصا القرى التي لاتدين بولائها بشكل كامل للحزب، مثل القرى الحدودية التي كانت معقلا لليسار اللبناني الذي قضى عليه الحزب بمساعدة سوريا والاجهزة الامنية بالاضافة الى القرى المسيحية والدرزية،وعلى صعيد متصللم يعلن الحزب ما اذا كان سيدفع تعويضات لاهالي اللالف و مئتي شهيد مدني سقطوا خلال جولات المغامرة .