الهلع يرسم ملامح ضعف الحلول العالمية
وفد سعودي في واشنطن لمناقشة G7 في أبواب الخروج من أزمة المال

خالد الزومان من الرياض
طار وفد سعودي على مستوى عال برئاسة وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف، وعضوية كبار موظفي ومستشاري وزارته ومؤسسة النقد العربي السعودي إلى العاصمة الأميركية واشنطن، ووصلها في ساعة متأخرة من ظهر أمس الأربعاء لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى G7وللتفاهم حول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في ظل تفاقم آثار أزمة المال العالمية السلبية على الاقتصاديات الدولية كافة.
ويقول مراسل quot;إيــلافquot; في واشنطن إن الهلع والترقب يسيطران على قسمات وجوه الوفد السعودي، كما هو الحال مع الوفود التي تطير من مطار إلى أخر منذ أسبوع مضى، وسلاحها قلة الحيلة وضعف الحلول.

أما الانهيارات التي تتوالى، فلم تتضح معالمها الضبابية، إذ أولجت الرعب في نفوس حكومات دول التعاون، وكانت أكثر وضوحاً مع سياسة quot;السكاكين المتساقطةquot; التي اختطتها مسارات مؤشرات الأسواق الخليجية، رغم تحسن بعضها بشكل طفيف نهاية تداولات الأسبوع بفضل مسكنات التطمين التي أطلقتها بعض الجهات المسؤولة، إلا أن التأكيدات تشير إلى وجود معظم الأموال الخليجية وخاصة التي ولدت في السنوات الأخيرة مع وصول أسعار النفط إلى مستويات تاريخية بين ثكنات الأسواق العالمية المثخنة بجراحها، ما يبين أن مخاوف الأزمة لا تتعلق بالاستثمارات فقط بل هي مشكله ماليه عالمية بالفعل، ستكتوي بنارها جل الأسواق الدولية.

وفي نفس الوقت تعجز الدول الخليجية عن اتخاذ قرارات سيادية بدعم أسواقها ، إذ أن أي دعم بسيولة جديدة يعتبر إنفاق جديد يدخل إلى جسد الاقتصاد، و معناه أن العملة الخليجية تفقد قيمتها الحقيقية بسبب توافرها، ما سيزيد من وتيرة التضخم، لكن المستغرب هو معالجة كل دولة خليجية مرضها على حده، حتى انه لم يعقد اجتماع ولا على مستوى وزراء الاقتصاد فضلاً عن قمة خليجية طارئة أو لقاءات ثنائيه على مستوى القمم، كما يعبر عن ذلك خبير اقتصاد فضل عدم ذكر اسمه.

وحسب معلومات وصلت quot;إيــلافquot; لم تفلس دول غربية وحسب، بل وصل ذلك إلى دول عربية قام بعضها بتصفية ودائعه بخسارة تقارب 50 في المئة، ويتجاوز إجمالي ما لم يتم اللحاق به من تلك الأموال20 مليار دولار.
محللو الاقتصاد الذين سخروا خلال الفترة الماضية من جمود موقف السياسيين والمسئولين الاقتصاديين، أوجب رد بعضهم، حتى أن نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي اتهم الإعلام بالمبالغة، إلا أن التقديرات الأولية تؤكد أن الأزمة اكبر من القراءات الإعلامية وقدرتها على التخيل، بل أن مسئولون رموا إلى تجاوز الأوضاع الراهنة مرحلة الكساد إلى إصابة الأسواق لتصل إلى حدود الاكتئاب.
وحذر صندوق النقد الدولي من اقتراب العالم من السقوط في هاوية كساد اقتصادي جديد بسبب الأزمة المالية التي استبعد انتهاءها قبل عام 2010، وخفض تقرير الصندوق توقعاته بالنسبة للنمو الاقتصادي العالمي في عام 2009 من 3.9 في المئة إلى 3 في المئة فقط، ومعلوم أنه في حالة انخفاض معدل النمو عن 3 في المئة، فإن ذلك يعتبر ركودا اقتصاديا.

الأحداث تواصل الضغط على الأسواق العالمية
هبط مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى بنسبة 9.6 في المئة في نهاية التعاملات اليوم ليسجل أكبر خسارة في يوم واحد منذ انهيار أسواق الأسهم عام 1987 بفعل مخاوف متنامية من تحول الأزمة المالية إلى كساد عالمي، وقفز الين الياباني الذي يتمتع بوضع الملاذ الآمن بين الاستثمارات ليسجل أعلى مستوى منذ ثلاثة أعوام مقابل اليورو الأوروبي، إذ تسبب الذعر الذي يسيطر على المستثمرين في زيادة المخاوف من تعثر النظام المالي العالمي، وسجلت الأسهم الأوروبية انخفاضا حادا في بداية المعاملات اقتداء بأسواق الأسهم الآسيوية والأميركية مع انتشار الخوف بين المستثمرين في مختلف أنحاء العالم من ألا تكفي المساعي الحكومية لتخفيف حدة الأزمة التي تجتاح أسواق الائتمان لمنع انزلاق العالم إلى الكساد، وبلغ انخفاض المؤشر منذ بداية الأسبوع الجاري أكثر من 22 في المئة، وتراجع سعر العملة التركية 4.35 في المئة في أوائل المعاملات الى 1.4390 ليرة مقابل الدولار وهبط المؤشر الرئيسي لبورصة اسطنبول بنسبة 8.09 في المئة في الصباح، وشهدت الأسهم التركية انخفاضًا حادًا هذا الأسبوع وبلغت خسائرها منذ بداية العام نحو 49 في المئة.
وقال متعاملون ان أسعار الذهب قفزت أكثر من اثنين في المئة يوم الجمعة لتسجل أعلى مستوى منذ شهرين عند 931 دولارا للأوقية مع إقبال المستثمرين على شرائه كملاذ امن لاستثماراتهم من انهيار أسواق الأسهم.