تزامنت العودة الحذرة للمستثمرين الأثرياء إلى الأسواق المالية بعد الأزمة العالمية، مع معاودتهم الاستثمار في المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة مثل السيارات واليخوت والطائرات الخاصة ، والأعمال الفنية والمجوهرات والأحجار الكريمة والساعات.


الرياض: أوضحت مؤسسة باركليز ويلث المتخصصة في إدارة الثروات العالمية ، أن الأحجار الكريمة والساعات جذبت الأثرياء خاصة من الشرق الأوسط ، فيما احتلت المرتبة الثانية كأكثر الإستثمارات في المقتنيات الفخمة شعبية في أوساط مجتمع الأثرياء العالمي بنسبة 23 في المئة في عام 2009 ، وشهدت منطقة الشرق الأوسط وآسيا أضخم الاستثمارات في هذه الفئة بنسبة 35 في المئة و 31 في المئة على التوالي.وذكرت أن السلع الكمالية الفاخرة (مثل السيارات واليخوت والطائرات الخاصة الفاخرة)، تصدرت استثمارات الاثرياء ووصلت إلى نسبة 30 في المئة من الإنفاق الإجمالي لمجتمع الأثرياء على الكماليات الفخمة في سائر أنحاء العالم.

وتوقعت باركليز ارتفاع إجمالي الطلب على المقتنيات الثمينة خلال العام الجاري بالتزامن مع ارتفاع مستويات الثروات الفردية، مبينة أن ما يؤكد صحة التوقع، تقارير شركات المزادات وصانعي السلع الكمالية الفاخرة ومزودي الخدمات رفيعة المستوى، التي أفادت أن هناك مؤشرات على تجدد الطلب على منتجاتهم وخدماتهم أواخر عام 2009 والنصف الأول من 2010.وأبانت أن مبيعات اليخوت الفاخرة تدهورت بنسبة 45 في المائة عام 2009، قيما زادت مبيعاتها بنسبة قاربت 30 في المائة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الربع الأول من عام 2010، مقارنة مع العام الذي سبقه، ما يشير إلى انتعاش الطلب على السلع الكمالية الفاخرة.

وأفادت أن إنفاق المستثمرين الأثرياء على السلع الاستهلاكية الفاخرة (مثل الحقائب والأحذية وغيرها من منتجات الماركات الفاخرة) عاد إلى الأرتفاع أواخر عام 2009 وبداية العام الحارب خاصة في دول مثل الصين والبرازيل في حين ظل فاتراً في أمريكا الشمالية.وأشار بعض المستثمرين الأثرياء في استطلاع نفذته باركليز ، إلى أنهم باتوا يستثمرون في المقتنيات الثمينة بصفتهم quot;مقتنين مستثمرينquot;، ويسعون لاقتناء تلك الأصول بسبب قيمتها الملموسة على المدى البعيد.وتمثلت الفئتان الأكثر استقطاباً للمقتنين المستثمرين، في الأعمال الفنية وغيرها من المقتنيات الثمينة مثل النقود المعدنية والتحف القديمة وغيرها .وخصص أثرياء أمريكا الشمالية أكبر حصة من استثماراتهم بنسبة بلغت 31 في المئة في المقتنيات الثمينة والسلع الفاخرة، تلاهم أثرياء أوروبا وأمريكا اللاتينية بنسبة 30 في المئة لكل منهما.

وأفادت أن الأعمال الفنية ظلت محور اهتمام الأثرياء باعتبارها استثماراً رئيسياً في المقتنيات الثمينة إذ خصص المستثمرون في نهاية عام 2009، نحو 22 في المائة من استثماراتهم في المقتنيات الثمينة للأعمال الفنية، إلا أنه تنخفض عن 25 في المائة تم تسجيلها عام 2008، فيما بدأت تنتعش مرة أخرى في 2010.وذكرت أن الأعمال الفنية في نظر المقتنين المستثمرين الأثرياء الذين يعتبرونه استثماراً مالياً بالدرجة الأولى، بقيت أكثر الأصول الثمينة استقطاباً للاستثمارات نظراً لارتفاع قيمتها بمرور الوقت.وأشارت إلى أن مبيعات الأعمال الفنية في المزادات البريطانية والأمريكية انخفضت بواقع 1.9 و1.6 مليار دولار عام 2009، في حين أن هناك انتعاشاً قوياً في تلك المبيعات عام 2010. فيما ازدهرت سوق الأعمال الفنية في الصين، التي ارتفعت فيها عائدات المزادات بنسبة 25 في المائة لتصل إلى 380 مليون دولار.

وأكدت أن نسبة مخصصات الأعمال الفنية من إجمالي الاستثمارات في المقتنيات الثمينة الأعلى في أوروبا وأمريكا اللاتينية بنسبة تصل إلى 27 في المائة .وأوضحت أن مبيعات النقود المعدنية والتذكارات ارتفعت عام 2009، حيث سجلت أسعار بعض قطعها النادرة ارتفاعاً حاداً خلال المزادات التي أقيمت ذلك العام . فيما جاءت سائر فئات المقتنيات الثمينة (التحف وغيرها) في المرتبة الثانية من أفضليات المقتنين المستثمرين الأثرياء بعد الأعمال الفنية، بسبب قدرتها على تحقيق عائدات مالية والاحتفاظ بقيمة مرتفعة على الأمد البعيد.وأشارت إلى أنه رغم انتعاش سوق المقتنيات الثمينة في النصف الأول من 2010 إلا أن حجم الطلب عليها مازال أقل من مستوياته ما قبل الأزمة، مبينة أن الطلب بدأ في الازدياد على السلع الفاخرة منذ النصف الثاني من عام 2009.