تستعد المصارف الأوروبية في هذا الوقت لكل الظروف وما ستؤول إليه الأمور في منطقة اليورو، وذلك تحسباً لإنهيار محتمل للإتحاد الأوروبي.


لميس فرحات: تعمل الشركات المالية التي تضخ نحو 4 تريليون دولار في اليوم إلى السوق الأوروبية، على إختبار النظم التي تمكنها من التعامل مع تداول بالعملات الأوروبية التي استخدمت قبل فرض اليورو كعملة موحدة.

شركة (ICAP) العالمية التي تعمل كوسيط للتجارة الإلكترونية وتوفير خدمات التجارة بريطانيا، تستعد لاستخدام أنظمة التداول الالكترونية بعملات أخرى، في محاولة لاستباق خروج اليونان المحتمل من منطقة اليورو وعودتها إلى استخدام عملة الدراخما.

نقلت صحيفة الـ quot;وول ستريت جورنتالquot; عن مصادر مطلعة إن البنوك تبحث عن سبل جديدة لتسوية الصفقات بعملات مختلفة، وتجري quot;اختبارات الضغطquot; استعداداً لتفكك منطقة اليورو.

تدل هذه التحركات على علامات القلق العميق حيال ترك أكثر من دولة لعملة اليورو، في الوقت الذي يقول فيه المحللون والخبراء إن المصارف تستعد للاحتمال المتزايد بتفكك منطقة اليورو، كلياً أو في جزئياً، مما يرجح عودة استخدام عملات سابقة مثل الدراخما، المارك الألماني أو الليرة الإيطالية.

كان هذا السيناريو بعيد الاحتمال فقط قبل بضعة أشهر، لكن المستثمرين والمحللين يقولون الآن انه ليس لديهم خيار سوى الاستعداد، حتى لو لم يتم تطبيق هذا السيناريو.

في حين يعبر الخبراء عن قلقهم من تداعيات الازمة المالية بسبب انهيار منطقة اليورو، بما في ذلك احتمال حدوث أزمة مالية عالمية جديدة، فإن عبء التعامل مع هذا التغيير يقع بشكل كبير على الأعمال الداخلية لسوق العملة، حيث سيواجه مسؤولو أنظمة العملة تحدياً أكبر من تحدي عام 2009 حين تم توحيد العملة الأوروبية.

يستمر الزعماء الأوروبيون في بذل الجهود لإيجاد حل لأزمة الديون، على الرغم من أن المستثمرين يفقدون الثقة بأنهم سوف يكونوا قادرين على السيطرة على الأزمة المتفاقمة.

واعترف العديد من السياسيين أن الوضع محفوف بالمخاطر على نحو متزايد، إذ قال رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي يوم الجمعة أن الزعماء الأوروبيين يناقشون بجدية كبيرة احتمال نهاية اليورو، معترفاً ان انهيار تدابير التقشف في ايطاليا تعني نهاية الاتحاد النقدي الأوروبي المؤلف من 17 عضواً.

ومن المقرر أن يجتمع زعماء منطقة اليورو مرة اخرى هذا الاسبوع في محاولة لدعم خطط لاحتواء أزمة كتلة الديون المتزايدة، وتشمل المقترحات إنشاء صندوق إنقاذ، في حين يكرر بعض واضعي السياسات، دعوة البنك المركزي الأوروبي إلى بذل المزيد من الجهد لتعزيز أسواق السندات الحكومية، حيث ارتفع العائد على الديون السيادية في الاسابيع الاخيرة.

من غير المألوف بالنسبة للمؤسسات المالية التحضير لأسوأ السيناريوهات، حتى لو كان معدل احتمال حدوثها كبير.

أصدر المحللون في بنك quot;ميريل لينش أميركاquot; تقريراً يقترح كيف سيكون رد فعل اليورو في حال حدوث تفكك، ووضعت قيمة للعملات الفردية مثل الفرنك الفرنسي والليرة الايطالية. في حين أن تفكك اليورو ليس quot;القاعدة الأساسية في السيناريوquot; إلا أن المحللين اعتبروا أن quot;الأمر يستحق النظرquot;.

وقد أصدر محللون في بنوك أخرى، بما في ذلك نومورا القابضة اليابانية، تقارير تناقش احتمال نهاية اليورو، ونصحوا العملاء بالتحقق من بياناتهم من السندات المقومة باليورو من أجل التأكد مما إذا كان يمكن تحويلها إلى العملات المحلية، مثل الدراخما، التي يمكن أن تغرق الأسواق بسرعة.

وتحاول المؤسسات المالية مثلICAP استباق ما يمكن أن يكون من المرجح أن يحدث في الساعات والأيام الأولى من الصدمة في حال تفكك اتحاد اليورو، ويقول المدراء التنفيذيون في الشركة أنه يمكن أن تستخدم الدراخما كمشروع بمثابة خريطة طريق لكيفية الاستعداد لهذه النتيجة التي تنطوي على عملات متعددة، ونفضت الغبار عن السندات القديمة التي استخدمتها وكانت مؤرشفة بعد أن انضمت اليونان الى اليورو قبل عقد من الزمن، تحضيراً لاستخدامها كأساس جديد لعمل الشركة بعد انهيار اليورو.