ناشدت غرفة تجارة وصناعة البحرين جميع العاملين في المؤسسات والشركات بالعودة إلى ميدان العمل.
المنامة: ناشدت غرفة تجارة وصناعة البحرين جميع العاملين في المؤسسات والشركات بالعودة إلى ميدان العمل، وأكدت بأنه استشعاراً بالمسئولية الوطنية وبالظروف الاستثنائية الدقيقة الصعبة التي تمر بها مملكة البحرين في هذه الفترة فأنها تدعو إلى بذل كافة الجهود لعودة الحياة الاقتصادية إلى سابق عهدها، ولفتت إلى أن إيقاف عجلة الاقتصاد يضر بالجميع سواء العمال أو التجار وسيكون لذلك انعكاسات سلبية على مجمل الأوضاع في البحرين، وكذلك تناشد الغرفة الدولة بالعمل على المحافظة على امن وسلامة المواطنين والمقيمين وعائلاتهم، لضمان انسياب حركة العمالة وتنقلهم من والى أماكن عملهم بأمان ودون أية عراقيل.
وأعربت الغرفة عن أسفها الشديد لدعوات الإضراب العام، وقالت إن هذا الإضراب لا يضر فقط بمصالح القطاع التجاري بل بالمواطنين بجميع فئاتهم ويعطل الحياة العامة في المملكة، وأكدت بان أصحاب العمل هم مواطنون بحرينيون لهم حقوق كجميع المواطنين ولا يجدر بأي جهة كانت أن تسيء إلى مصالح هذه الفئة التي تعاني أصلا من التأثيرات السلبية المترتبة على الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة، كما أن توقف العمل بدون سند قانوني قد يضر بالعاملين ويعرضهم للمحاسبة وفقد وظائفهم، فضلاً عن أن التوقف عن العمل في قطاعات مختلفة من الأنشطة يسبب إرباكا للعمل و تراجعا في الإنتاج وإيصال الخدمات و توفير السلع الأساسية من أغذية و مواد استهلاكية إلى الجمهور والمستهلكين بصفة عامة، ودعت الغرفة الأطراف المعنية إلى تبني مواقف مسئولة وعقلانية، وان تراعي هذه الأطراف مصالح جميع المواطنين بلا استثناء، حيث تلقت الغرفة عدد من الاتصالات من أصحاب الأعمال والشركات والمؤسسات خاصة الصغيرة والمتوسطة تطالب بضرورة عودة العمال إلى أعمالهم.
وشددت الغرفة على أن العمل و الالتزام بالتفاني و الإخلاص فيه واجب يحتمه علينا الدين الإسلامي الحنيف و أي إخلال بأداء هذا الواجب في أي من قطاعات العمل يؤدي إلى عرقلة النمو الاقتصادي و تعثر التنمية المستدامة، كما ان هناك قطاعات كثيرة من الأنشطة الاقتصادية متى ما توقفت عن العمل سيكون لذلك تأثير مباشر على توفير السلع والخدمات الضرورية اليومية لجميع فئات المجتمع، وكافة المقيمين والمواطنين، وأكدت بان عودة وتيرة الإنتاج إلى سابق عهدها سيعكس الوعي لدى أفراد وممثلي كافة المؤسسات الرسمية والأهلية وتشجع الجميع للمساهمة والمبادرة الفعالة لتحقيق المصلحة العليا.
وذكرت الغرفة بأن المناخ السائد في المملكة يسترعي وجود حدّ أدنى من الاستقرار، بهدف اجتياز المرحلة بأقل خسائر ممكنة، مؤكدة بأن الظروف الحالية التي يشهدها وطننا العزيز والجهود الجارية للخروج من هذه الأزمة تتطلب من الجميع وعياً وحكمة وإدراكاً وتفهماً للمصلحة الوطنية العليا، وبالتالي ضرورة إفساح المجال أمام الجهود الخيرة التي تبذل لمعالجة الموقف.
وقالت بان عدد من العمال المنتسبين لبعض الشركات الوطنية الخاصة و نقابات العمال قد استجابوا لدعوات الإضراب، مما أدى إلى توقف سير الإنتاج في هذه الشركات، كما أدى إلى عدم قدرتها على تزويد مؤسسات الخدمة العامة مثل الأسواق المركزية والمستشفيات والجهات الحيوية الأخرى بالمواد الاستهلاكية الأساسية والتموينية، وبالتالي تكدس هذه المواد في مخازنها مما يؤدي إلى تلف هذه المنتجات والمواد وتكبد أصحاب الأعمال لخسائر فادحة نتيجة لذلك، كما أن عدم انسياب السلع إلى منافذ البيع خاصة تحت الظروف الحالية والتهافت غير المبرر من الجمهور للتخزين سيساعد على تفاقم المشكلة ويؤثر على استمرار الحياة الاعتيادية لكثير من المواطنين بفئاتهم ومناطقهم المختلفة.
وأضافت بأنه يجب على الجميع أن يعلم بأن هناك تعهدات والتزامات لكثير من أصحاب العمل والصناعيين لتقديم خدمات أو توفير مواد داخل سوق البحرين أو للتصدير إلى الخارج والتوقف عن العمل يخلق أضرارا جسيمة لهذه المؤسسات ولا تمكنها من الإيفاء بالتزاماتها والذي قد يؤدي إلى إلغاء هذه العقود من قبل الجانب الآخر خاصة في أسواق التصدير مما سينعكس سلبا على قدرة هذه المؤسسات بالاستمرار في العمل وستؤدي إلى الإفلاس و ضياع فرص العمل الموجودة لديها، وزيادة البطالة والتأثير سلباً على سمعة البحرين عالمياً.
ودعت الغرفة الجميع إلى إفساح الفرصة لدعوة الحوار للخروج من هذا الوضع المؤسف الذي تعيشه مملكة البحرين، وأن مصلحة الوطن والمواطن لا تتحقق إلا في اقتصاد مستقر، ومناخ استثماري آمن، وتنمية مستدامة وان عرقلة عجلة الاقتصاد تخلق بعض الهواجس السلبية على طريق جذب وتنمية الاستثمارات ودعم عجلة التنمية الاقتصادية، فعليه فأن الغرفة تجدد تأكيدها بأن المسئولية الوطنية تقضي المضي قدماً في عملية الإنتاج فالخاسر في النهاية هو الوطن.
وتتمنى الغرفة من الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين التجاوب مع مناشدة الغرفة والدعوة لأعضائها ومنتسبيها بضرورة العودة إلى أعمالهم لما تقتضيه المصلحة العامة للوطن والمواطنين على حد سواء.
حفظ الله البحرين من كل مكروه وجعلها آمنة مستقرة موحدة بكل أبناءها الطيبين المخلصين حاضرا ومستقبلا، ووفقنا الله لخدمة وطننا الغالي لنعيش كما كنا دوماً أخوة متلاحمين سنة وشيعة يجمعنا حبنا لوطننا.
التعليقات