تدخل اليابان وكارثتها النووية على خط حام يسبب الصداع لمديري المصارف السويسرية العملاقة، كما quot;يو بي اسquot; وquot;كريديه سويسquot;. ما يدفع هذه المصارف الى التحصن ازاء أزمات، لم تعد طبيعتها مالية فقط انما ذات علاقة بكوارث، بيئية وأمنية، لا يمكن لأحد التنبؤ بها.


برن: يدور الجدل، حول مستقبل السندات القابلة للتحويل الى أسهم. وهي معروفة باسم quot;كوكو بوندquot; (contingent convertible bond). اذ يبدو أن سلطات تنظيم البورصة السويسرية quot;فينماquot; (finma) تتجه نحو طلب ضمانات طازجة من المصارف السويسرية العملاقة، التي لا يمكنها اعلان افلاسها مهما كانت الظروف من جراء انتمائها الى فئة مصرفية ذات صلاحيات واسعة ومضمونة حكومياً معروفة باسم (too big to fail)، تتمثل خصوصاُ في زيادة رؤوس الأموال التشغيلية المملوكة لهذه المصارف.

من جانبهم، يفيدنا الخبراء أن سندات quot;كوكو بوندquot; تتحول آلياً الى أسهم في حال تعرض المصرف، المصدر لها، لأزمة خطرة أم اذا ما تراجع رأسمال المصرف الى ما دون السقف المقبول أم في حال لم يتمكن المصرف من تسديد ما عليه من ديون تجاه عملائه. هكذا، يصبح المستثمر في سندات quot;كوكو بوندquot; حامل أسهم، تابعة للمصرف الواقع في الورطة المالية. بيد أن المخاطر المحيطة بالمصرف سيكون لها تداعيات، سلبية أم ايجابية، على المستثمر. في مطلق الأحوال، فان رفع سقف رأس المال التشغيلي، لأي مصرف هنا، مصنف بالعملاق، سيضحي، قريباً، ضرورة أمنية، قبل كل شيء.

في سياق متصل، يشير الخبير أليكساندر ديبيلا الى أن المصارف السويسرية الكبرى غير راضية بتحركات سلطات البورصة السويسرية القانونية حيال زيادة رأس المال هذه. مع ذلك، يبدي الخبير ديبيلا ارتياحه لقرارات السلطات السويسرية الرامية الى تحسين مكانة سويسرا المالية، العاجزة اليوم، من جراء الأحداث الأمنية الأفريقية، عن خوض أي مناورات توسعية هناك.

علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير الى أن الاجراءات الجديدة من شأنها استقطاب المزيد من المستثمرين العرب. على سبيل المثال، يتوقف هذا الخبير للاشارة الى أن مجموعة عليان سوية مع شركة قطر القابضة تمتلكين ما مجموعه 6 بليون فرنك سويسري من هذا النوع من السندات، القابلة للتحويل الى أسهم، الذي يستحق في شهر أكتوبر(تشرين الأول) من عام 2013. بالطبع، فان مصرف quot;كريديه سويسquot; مصدر رئيسي لهذا النوع من السندات. وبالنسبة للمستثمرين العرب، الذي اشتروا بدولاراتهم النفطية أعداد كبيرة من هذه السندات، فان الفوائد عليها سترسو على حوالي 9.5 في المئة. أما أولئك الذين اشتروها بالفرنكات السويسرية فان الفوائد تتراجع نصف نقطة فقط، عند 9 في المئة. ويربط الخبير ديبيلا زيادة رؤوس أموال المصارف السويسرية الكبرى التشغيلية بنجاح أكبر في استقطاب وارضاء المستثمرين الأجانب.