الحلّ العسكري وارد جدّا بعد استنفاد الوسائل الأخرى
في خطوة تلغي مفعول التهديد الإيراني المتكرّر بإغلاق مضيق هرمز، أعلنت الإمارات أنّها ستبدأ بتصدير نفطها إلى الخارج عبر ميناء الفجيرة اعتبارًا من الربيع المقبل. ومع الحلّ الجزئيّ والذي يفيد الإمارات فقط، تبقى الضرورة إلى بناء خط انابيب استراتيجي يربط الكويت بخليج عمان مرورا بالسعودية.إقرأ أيضا
أميركا لإيران: هرمز والنووي خطان أحمران
أبوظبي- الوكالات: أعلن وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي، أن خط أنابيب النفط من حقول quot;حبشانquot;، في أبوظبي إلى ميناء الفجيرة، يبدأ بتصدير النفط من دولة الإمارات إلى الخارج خلال شهري أيار (مايو) أو حزيران (يوينو) المقبلين، من دون المرور بمضيق هرمز.
وقال الهاملي خلال تصريحات على هامش quot;منتدى الطاقةquot; الذي بدأ أعماله اليوم في أبوظبي إنّ quot;بناء الخط اكتمل ولا بد أن يخضع لعمليات تجريبية قبيل بدء استخدامه رسمياً لتصدير النفط الخامquot;.
وبدأ العمل في خط الانابيب اواخر العام 2008، ويمتد على مسافة 360 كيلومترًا ليربط بين حقول quot;حبشانquot; لإنتاج النفط في أبوظبي وميناء الفجيرة على الساحل الشرقي للإمارات على مسافة (360) كيلو متراً. وأوضح الهاملي أن خط الأنابيب المستحدث يستطيع نقل ما يصل إلى مليون و(400) ألف برميل من النفط يومياً، وهي كميّة قابلة للزيادة الى مليون و(800) ألف برميل يومياً كحد أقصى.
يعني ذلك أن حوالى 70 في المئة من إنتاج الامارات يمكن تصديره عبر الفجيرة.الهاملي، وزير الطاقة الإماراتي
وأكد الهاملي التزام دولة الإمارات بتعزيز دورها كمنتج رئيس للنفط والغاز، مشيراً إلى أن النفط سيواصل لعقود مقبلة دوره المهم في التوليفة العالمية لمصادر الطاقة. وتنتج الامارات العضو في منظمة أوبك حوالى 2.5 مليون برميل يوميا.
ويربط مضيق هرمز منطقة الخليج حيث دول عربية غنية بالنفط ببحر عمان ويشكل معبرا استراتيجيا للنفط الخام. وقد هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز حيث يعبر حوالى 35 في المئة من النفط المنقول بحرا في العالم في حال إقرار عقوبات تطال صادراتها النفطية، الامر الذي تدرسه دول الاتحاد الاوروبي حاليا.
وبالاضافة الى الامارات وايران، تمر صادرات البحرين وقطر والكويت والجزء الاكبر من صادرات العراق في هذا الشريان الحيوي، وكذلك السعودية التي تملك مرفأ تصدير آخر على البحر الاحمر. وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في ختام مناورات اجرتها ايران التي وجهت تحذيرا للبحرية الاميركية المنتشرة في منطقة الخليج.صورة جويّة لميناء الفجيرة التي بدأ العمل في خط الأنابيب فيها أواخر العام 2008 وهو بطول 360 كلم
الخطوط الحمراء
وحذر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا امس ايران من ان واشنطن quot;ستردquot; بالقوة اذا حاولت ايران اغلاق مضيق هرمز، مؤكدا ان هذا الامر quot;خط احمرquot;. (التفاصيل)
ورفض الهاملي الرد على سؤال حول اجراءات اخرى تتخذها الامارات في حال اغلاق الممر الاستراتيجي متسائلا quot;من قال إن مضيق هرمز سيغلقquot;؟.
حلّ جزئي
وفرض حظر على صادرات النفط التي تؤمن لإيران، ثاني بلد منتج ضمن أوبك، حوالى ثمانين في المئة من عائداتها بالعملات الصعبة احتمال تأخذه واشنطن وبعض الدول الاوروبية في الاعتبار من أجل إرغام طهران على تقديم تنازلات في ملفها النووي.
لكن تشييد خط الانابيب هذا لا يجد حلا للمشكلة quot;المزمنةquot; والقائمة على اعتماد دول الخليج على مضيق هرمز لتصدير نفطها، وفقا لخبير الشؤون النفطي الكويتي موسى معرفي. وقال في هذا الصدد ان quot;خط الانابيب يحل جزءا من المشكلة فقط (...) لانه لا يمكن استخدامه الا من جانب الاماراتquot;. واضاف معرفي quot;يجب بناء خط انابيب استراتيجي يربط الكويت بخليج عمان مرورا بالسعوديةquot;. وبخلاف ذلك، فان دول الخليج quot;ستبقى تحت رحمةquot; ايران.جندي إيراني أثناء المناورات التي أجرتها بلاده مؤخرًا في هرمز
كما عبر عن اعتقاده بانه من quot;غير المحتملquot; ان تنفذ ايران تهديداتها باغلاق مضيق هرمز quot;لان هذا سيشعل حربا (...) وهو امر ليس في صالحهاquot;.
بدوره، وصف الخبير النفطي كامل الحرمي تهديدات ايران بانها quot;تهويل لن يؤدي سوى الى ارتفاع اسعار النفطquot;.
التعليقات