أثينا: شن القادة السياسيون لليونان هجوماً على رئيسة صندوق النقد الدولي كريستيان لاجارد التي قالت إن مشكلات اليونان المالية تعود إلى التهرب الضريبي. كانت لاجارد قد قالت في مقابلة مع صحيفة ldquo;الجارديانrdquo; البريطانية يوم السبت الماضي إنها مشغولة بالأطفال الفقراء في جنوب الصحراء الإفريقية أكثر من انشغالها بالأزمة الاقتصادية لليونان. وقال ألكسيس تسبيراس، زعيم حزب ldquo;سيرزا ldquo;اليساري الذي ينافس في الانتخابات العامة التي ستجري في اليونان يوم 17 يونيو،: ldquo;العمال اليونانيون يدفعون ضرائب لا يمكن تحملهاrdquo;. في الوقت نفسه، اتهم إيفانجيلوس فينزيلوس زعيم حزب ldquo;باسوكrdquo; الاشتراكي لاجارد بـlaquo;إهانة الشعب اليونانيrdquo;. يذكر أن اليونان تطبق منذ عامين سياسات اقتصادية تقشفية صارمة مقابل حصولها على قروض إنقاذ من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي.

وتواجه اتفاقيات قروض الإنقاذ مخاطر عديدة بسبب نتائج الانتخابات التي أجريت في 6 مايو الماضي التي فشلت فيها الأحزاب في تحقيق أي نتائج حاسمة. وأصدرت لاجارد بيانا جديدا لتوضيح تصريحاتها بعد أن تلقت أكثر من 10 آلاف رسالة غاضبة على صحفتها على موقع التواصل الاجتماعي ldquo;فيسبوكrdquo;، قائلة إنها ldquo;متعاطفة للغاية مع الشعب اليوناني والتحديات التي تواجههrdquo;. وأضافت أن تصريحاتها بشأن التهرب الضريبي في اليونان كانت تشير إلى الأمر ldquo;الأكثر شيوعاrdquo;. يأتي ذلك فيما تتزايد المخاوف من اضطرار اليونان إلى الخروج من منطقة اليورو بعد انتخابات 17 يونيو المقبل إذا أسفرت عن تشكيل حكومة معارضة لحزمة الإنقاذ المالي الدولية. وتشير استطلاعات الرأي العام في اليونان إلى أن الانتخابات المقبلة لن تسفر عن فوز حزب واحد بأغلبية تتيح له تشكيل الحكومة. كانت انتخابات 6 مايو الحالي قد انتهت دون أن تسفر عن فوز أي حزب أو تحالف حزبي قادر على تشكيل الحكومة، مما اضطر الرئيس اليوناني إلى الدعوة لانتخابات جديدة.

إلى ذلك، قام الصحفيون في اليونان بإضراب لمدة 24 ساعة احتجاجاً على تسريح أعداد منهم من وظائفهم وخفض الأجور بنسبة كبيرة في إطار إجراءات التقشف التي تشهدها اليونان، وهو ما أدى إلى إصابة الخدمة الإخبارية في البلاد بالشلل. كانت المؤسسات الإعلامية في اليونان قد شهدت سلسلة من الاستغناءات عن العمالة في أعقاب إجراءات التقشف. وبسبب الإضراب لن تبث القنوات التلفزيونية ولا المحطات الإذاعية أي نشرات أخبار كما لن يتم تحديث مواقع الإنترنت الإخبارية ولن تصدر الصحف والمجلات حتى الأربعاء .

يذكر أن اليونان، التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، كانت تضم حتى وقت قريب 11 قناة تلفزيونية و71 محطة إذاعية وأكثر من 22 صحيفة قومية وعدد كبير من المجلات الشهرية والأسبوعية. ولكن منذ بداية الأزمة المالية في 2010 تم تسريح حوالي 30% من الصحفيين العاملين في اليونان وتوقفت طباعة العديد من الصحف اليومية مثل ldquo;أبوجفماتينيrdquo; وrdquo;إلفتيروتيبياrdquo; والصحيفة الأسبوعية الاقتصادية كوزموس تو إبنديتي بسبب ضعف التوزيع. تطالب نقابة الصحفيين حاليا بعقد عمل جماعي لكل العاملين في قطاع الإعلام بعد إعلان الصحفيين العاملين في القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية الخاصة تعرضهم لضغوط لتوقيع عقود عمل جديدة بأجور تقل عن الأجور الحالية بنسبة تصل إلى 30%.