أويتا: تسبب أحد أعنف الأعاصير التي تشهدها اليابان منذ عقود في هطول أمطار غزيرة على المناطق الجنوبية من البلاد الخميس وفقدان شخص، فيما حذرت السلطات من فيضانات وانزلاقات أرضية قاتلة.

ووصل الإعصار "شانشان" إلى كيوشو الجزيرة الرئيسية جنوبي اليابان، ترافقه رياح عاتية تصل سرعتها إلى 252 كيلومترا في الساعة، ما جعله أقوى عاصفة هذا العام ومن بين الأعنف التي تضرب اليابسة منذ العام 1960.

لكنّه ضعف بعد ذلك وبلغت سرعة الرياح القصوى 162 كيلومترا في الساعة، وفق ما أفاد مكتب الأرصاد الجوية، لكنه ما زال يتسبب في هطول أمطار غزيرة على كيوشو وخارجها مع تحركه ببطء نحو جزيرة هونشو الرئيسية.

من جهتها، حذّرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من أن "خطر وقوع كارثة بسبب الأمطار الغزيرة قد يتزايد بسرعة في غرب اليابان بحلول الجمعة".

وقضى ثلاثة أشخاص من العائلة نفسها في انزلاقات تربة ليل الثلاثاء في مقاطعة أيشي الواقعة على مسافة ألف كيلومتر من كيوشو، جراء أمطار غزيرة سبقت وصول الإعصار.

وأعلنت السلطات أعلى مستوى تحذير في بعض الأماكن ونصحت مئات آلاف الأشخاص بإخلائها، لكن من غير الواضح عدد الأشخاص الذين قاموا بذلك.

ودعت مدينة كونيساكي في منطقة أويتا في كيوشو السكان إلى "الإخلاء والذهاب إلى مكان آمن أو مكان أعلى مثل الطابق الثاني من منازلكم" بسبب خطر الفيضانات.

وأفاد الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي عن فقدان شخص الخميس، وهو رجل كان على متن قارب صغير، وإصابة شخصين بجروح خطرة.

وحوّلت الأمطار الأنهار إلى سيول مستعرة، وحطمت الرياح النوافذ وفجّرت بلاط أسطح. وأظهرت مشاهد بثتها محطات التلفزيون طرقا مغمورة بالمياه وخطوط الكهرباء قيد الإصلاح.

في مدينة ميازاكي الساحلية حيث تناثر الركام الناتج عن تضرر 200 مبنى، أفادت السلطات عن إصابة 25 شخصا بجروح بعضهم بسبب زوبعة.

وقالت وكالة الأرصاد الجوية إن بعض أجزاء مقاطعة ميازاكي شهدت هطول أمطار قياسية لشهر آب (أغسطس) مع تسجيل بلدة ميساتو متساقطات بلغت 791,5 مليمترا خلال 48 ساعة.

وقال الطالب آوي نيشموتو (18 عاما) إنه اتصل بعائلته في ميازاكي للاطمئنان عنها.

وأضاف في تصريحات لوكالة فرانس برس من مدينة فوكووكا الرئيسية "منزلنا سليم لكن زوبعة ضربت ميازاكي وانقطعت الكهرباء عن بعض الأماكن. الأمر يدعو إلى القلق".

بدورها، قالت الطالبة ريو اوتسورو (19 عاما) لوكالة فرانس برس "هذا العام أنا بعيدة عن منزل عائلتي للمرة الأولى. أشعر بالخوف قليلا كوني لوحدي".

وانقطعت الكهرباء عن 187010 منازل في أنحاء الجزيرة، وفق الشركة المشغلة للمرفق العام.

تغير المناخ
يأتي الإعصار "شانشان" بعد الإعصار "أمبيل" الذي عطّل مئات رحلات الطيران والقطارات هذا الشهر. ورغم الأمطار الغزيرة التي رافقته، إلا أنه لم يؤد إلا لوقوع إصابات وأضرار طفيفة.

وجاء "أمبيل" بعدما أدت العاصفة المدارية "ماريا" إلى هطول أمطار قياسية في المناطق الشمالية.

وتتشكّل الأعاصير في المنطقة على مقربة من السواحل إذ تشتد بشكل أسرع وتستمر لفترات أطول فوق البر نتيجة تغيّر المناخ، وفق ما أظهرت دراسة صدرت الشهر الماضي.

وأوضح تقرير أصدرته "وورلد ويذر أتريبيوشن" الخميس أن تغير المناخ ساهم في قوة إعصار "غايمي" الذي أودى بحياة العشرات في كل أنحاء الفيليبين وتايوان والصين هذا العام.

وعلّقت مجموعة "تويوتا" العملاقة للسيارات الإنتاج في مصانعها ال14 في اليابان.

وحذت حذوها شركتا "نيسان" و"هوندا" وعلّقتا عملياتهما في مصانعهما في كيوشو، كما فعلت شركات تصنيع الرقائق بما فيها "طوكيو إلكترون"، وفق ما أفادت تقارير.

وتعد كيوشو مركزا لصناعة أشباه الموصلات، وقد فتحت شركة "تايوان سيماي كونداكتر مانيوفاكتشورينغ" التايوانية العملاقة لتصنيع أشباه الموصلات مصنعا هناك في شباط (فبراير).

بدورها، ألغت الخطوط الجوية اليابانية و"انا" أكثر من ألف رحلة داخلية وأربع رحلات دولية الخميس والجمعة، ما أثر على أكثر من 44 ألف مسافر.

كذلك، أوقفت شركات سكك حديد معظم قطارات شينكانسن السريعة بين هاكاتا في كيوشو وطوكيو، وقالت إن الخدمات ستعلّق في أماكن أخرى الجمعة.