كنت أتشاغل عن الحرب بالصلاة
والإكثار من الأدعية
تلك خطتي التي ورثتها عن والدي
والذي كنت أراه في الأوقات كلها
متضرعاً إلى ربه بأن يبقيه بعيداً عنها
أريد في انتفاضة مسحور أن أهجر أبي
أهجر تضرعاته فهي لم تجلب لي غير الشحوب
أريد أن أكسر اعتيادي على التعايش مع الخرافة
طمعاً بحرب قد تزهر بعدها الحياة
أريد أن أذهب إلى الحرب
فأطلق الكثير من الرصاص
وأقتل المئات من الفرسان الذين اعتادوا السخرية من سجادتي
أريد أن أعيش دفعة واحدة
أو أموت دفعة واحدة
تعبت من الاعتياد
وتكرار الصلوات
تعبت من الفلاسفة الذين يرونني القاعد الوحيد
مللت من حشود المواطنين يتهمونني بالكفر
فيما أنا المؤمن الوحيد
سجدت لربي لأني أعشقه
وأبي كان يعشقه هو الآخر
أبي الذي في السماء
الذي يعلمني السكوت
والرضا على الضيم
والسكوت في الأوقات كلها
سأعلن الحرب وحدي
فأعتمر خوذة
وسيفاً
ولسوف يشلّني أن لا جواد عندي
ولا عند صحبي
ولا جيراني
هكذا عليّ أن أحارب راجلاً
مثل جنود المشاة المساكين
أبناء العوائل الفقيرة
وأصحاب الأحلام الفقيرة
سأذهب بتصميم عال
وعقل حاد
لعلي أظفر هذه المرة بما يفلت مني على الدوام
ومعركة بعد أخرى سيتكاثر الدم في الطرقات
في المدن المفزوعة من لا شيء
سأنهض وحدي وقد تغلبت على أعدائي
أقف على جثثهم
أقرأ صلاتي أيضاً
وأدعو لهم بالشقاء في آخرتهم
فقد قررت أن أكون جباراً
عنيفاً
ومجرماً حتى مع الأموات
الأموات الذين سقطت رؤوسهم بسيفي وحدي
أنا الذي خرجت للحرب وحدي
كي أنضج حياة غير مكررة
حياة غير مملة
وليست روتينية
حياة أستطيع الدفاع عنها أمام حشد الأصدقاء
وزمر المتربصين
- آخر تحديث :
التعليقات