تلاحقني أضواءُ المدينةِ كأشباحٍ بنظراتٍ باردة،
وكأنّها تقولُ لي ارحلي
فهنا ليس موطن الشعر.
سأختزلُ عباراتي على أوراقِ الشجرِ
لتتساقطَّ في الخريف
كيما تُبعثرها الرياح،
هنا يعكسُ القمرُ ضوءَهُ على سطحِ الماء
وتتراقصُ الأغصانُ جذلاً،
فيما تتزيَّنُ الشرانقُ بألوانِها الزاهية.
هنا تمتدُّ الغيومُ من جديد..
ومع ذلك سأبدأُ باللعبِ كطفلةٍ تحت زخّاتِ المطر،
وعلى أراجيحِ الطفولةِ سأحلّقُ عالياً
لتغرّدَ العصافيرُ معي
...........
سيبزغُ الفجرُ قريباً وسيرحلُ الليلُ بعيداً.
هل تأفلُ تلك النجومُ الحالمة؟
فيا ليتَ الحلم يطول....
كي أومئَ للشمسِ أن ترفعَ ستائرَ نورها..
وأنتظر القمرَ حتى يبزغ من جديدٍ
فيسدلُ الليلُ ظلامَهُ الدامس..
عند محطتي الأخيرة
سوف أنثرُ أشعاري على ظهرِ طائرِ الجنّة،
مع ملائكةِ السماء.