حفلت الساحة العربية بأسماء ومسميات مختلفة لأفراد أو لتنظيمات سياسية تدعي في بياناتها الحرص على مصلحة الأمة والجماهير العربية!! وتتسابق في عرض فلسفتها و عرض أدبياتها، ومن ثم اللجوء للغة الشعارات الحماسية المنقرضة لتمرير طروحاتها التدليسية، وهذه الظاهرة أستطيع القول أنها ظاهرة عربية متميزة لكون أصحابها على إستعداد للتنازل وركوب مختلف الموجات من أجل البقاء والإستعراض والجعجعة الكلامية الفارغة، ومن أبرز التنظيمات السياسية الهزلية على الساحة العربية هو ما يسمى بتنظيم (المؤتمر القومي العربي) البيروتي المنشأ، والبعثي الهوى والجذور وحتى الإنتماء، والمدافع الأول والأكبر عن الفاشية العربية وبقاياها وجذورها، وهو التنظيم الذي نشأ وترعرع في ظل الرعاية البعثية لمؤسسيه وأقطابه الفاعلين بدءا من العراقي (خير الدين حسيب) مرورا بالللبناني (معن بشور) والفلسطيني (حمدان حمدان) والمغربي (خالد السفياني) والجزائري (عبد الحميد مهري) والقطري (محمد صالح المسفر)... وغيرهم الكثير الظاهر منهم والباطن، ولقد عرفت حقيقة وأهداف وتطلعات المؤتمر القومي العربي من خلال الموقف من النظام العراقي البائد وحيث وقف ذلك التنظيم الذي يدعي تمثيل الجماهير العربية والتعبير عن تطلعاتها بكل ثقله الخفيف أصلا لجانب ذلك النظام وتغاضى عن كل جرائمه الوطنية والقومية وحاول إيجاد التبريرات المريضة لها متسلحا بالشعارات الفارغة التي إستهلكت وإستزفت الكثير من الجهود والطاقات العربية خلال مختلف مراحل الصراع، لقد دأب ذلك المؤتمر وطيلة عقد كامل منذ أن تأسس بعد (غزو الكويت) في صيف الغدر عام 1990 ليكون غطاءا للفاشية البعثية وحتى سقوط نظام صدام ربيع 2003 أن يكون المدافع الأول عن ذلك النظام في مختلف المحافل التي عقدت في بيروت أو الجزائر أو بغداد ذاتها وحيث تمت المقابلة الشهيرة بين صدام وعراب ذلك المؤتمر (خير الدين حسيب) الذي كان أحد الذين عذبهم صدام شخصيا في (قصر النهاية) عام 1968 وحيث تبول البعثيون عليه وعرضوه وجماعته لمختلف أنواع التعذيب!!بإعتباره من القوميين العرب، ومع ذلك فإنه لا يخجل اليوم من الدفاع عن الفاشية البعثية البائدة! وينظر للدفاع عن الإرهاب والوحشية القائمة في العراق اليوم من قبل الجماعات التي تضررت مصالحها الطبقية والعشائرية بسقوط النظام البعثي، دون أن ننسى المؤتمرات التي عقدت في تونس أو الدوحة أو الدار البيضاء والتي عقد مؤخرا إجتماع المؤتمر القومي العربي في رحابها وحيث تم تعيين المحامي المغربي المعروف بعلاقاته الوثيقة جدا بنظام صدام السيد (خالد السفياني) أمينا عاما للمؤتمر القومي التعبان! والطريف أنه أمام الإفلاس التام لهذا المؤتمر وطروحاته السقيمة العقيمة لم يجد أقطابه عملا ولا مهمة قومية أفضل من التغني بالفاشية البائدة والدفاع عن الإرهاب الأسود الذي لا يشمل العراق فقط بل يشمل كل العالم العربي، فمن يدافع عن القتلة والمجرمين في العراق فإنه بالضرورة يدافع عن حلفاؤهم وأشباههم وزملائهم في القاهرة وعمان والجزائر والدار البيضاء... وتلك بديهية لا تقبل الجدال والمراوغة!، وكانت آخر إنجازات أقطاب ذلك المؤتمر وعن طريق أمينه العام السابق اللبناني (معن بشور) هو الإحتجاج على إعتقال فرع الإنتربول اللبناني في مطار بيروت للمجرم (بشار سبعاوي التكريتي) الذي كان في طريقه للهروب للبرازيل بجواز سفر مزور!! أي أنه قد إرتكب إضافة لجرائمه في العراق جريمة التزوير في أوراق رسمية وخداع الدولة اللبنانية!! ومع ذلك لم يخجل (الرفيق بشور) من أن يقارن بين حالة المجرم بشار سبعاوي وحالة الرمز الوطني والزعيم اللبناني وليد جنبلاط الذي طالب نظام المخابرات في الشام بإعتقاله من طرف الإنتربول ذاته!! وهي مقارنة لئيمة وتعبر عن خواء فكري وعن عمالة وإرتهان لقوى الشر والإرهاب البعثية البائدة منها أو المنتظرة!! كما أن ذلك التصرف الأخرق والأحمق بؤكد حقيقة إرتباط ما يسمى بالمؤتمر القومي العربي بأنظمة الموت والدمار وتورطه في دعم الإرهاب و أهله والدفاع عنهم... إنها الفضيحة الصغرى لذلك التنظيم الرديف لحزب البعث في عالم عربي متورم بالفضائح الكبرى !.

[email protected]