تعددت الروايات، وتضاربت الآراء، وأنقسم القوم، وتباينت المعلومات، وتطايرت الإتهامات حول الأطراف والجهات التي تقف خلف هدر وسرقة واستنزاف نفط الجنوب العراقي الذي تحول لنهبا مستباحا بيد العصابات الطائفية والعشائرية الجديدة، وبيد (الشطار والعيارين) الجدد الذين يرتدون عمائم التقوى، ويسبحون بالشعارات الدينية المزيفة، ويمارسون على الملأ أكبر عملية سرقة ولصوصية في التاريخ المعاصر لبلد و لشعب عاش لعقود طويلة في أحوال إقتصادية وحياتية مزرية رغم نومه على بحيرات هائلة من النفط المسروق أو المحروق أو المنهوب بأيدي لصوص البعث البائد أو حرامية آخر الزمان من غلمان إيران وغير إيران؟
كيف تهرب المشتقات النفطية في ظل غياب السلطة الأمنية؟ وعجز وتهاون بل وتعاون من بعض أفراد البحرية العراقية؟ وتفرج قوات الحلفاء التي حررت العراق من القتلة وتغاضت عن خلفائهم من اللصوص (المؤمنين) الجدد الناشطين حتى الثمالة في السرقة العلنية وفي تكديس الثروات الحرام والتكالب على بؤس الشعب العراقي المحروم من كل الخدمات الأساسية والضرورية؟.. وإليك عزيزي القاريء غيض من فيض ما تيسر من معلومات حول عصابات السرقة النفطية (المؤمنة) نأمل أن تتحرك بعدها إرادة الخيرين للمتابعة والتحقيق ولربما المحاسبة!! وإن كنا نشك في ذلك؟.
خطوط التهريب
في ظل التصارع الشرس بين عصابات الأحزاب الدينية والطائفية على (هبش) أكبر كمية ممكنة من البترول ومشتقاته بهدف التهريب والتمويل، فلقد قسمت تلكم العصابات مناطق العمل تقسيما يتناسب ووجودها الميداني!،
1 الخط الأول وهو منوط بجماعة (حزب الفضيلة) الإسلامي وهو يمتد على طول ساحل (شط العرب) من (العشار) إلى (الفاو)!، ويشاركهم في المسؤولية و (العناء) بعض المتنفذين البصريين من بيتي (العاشور) و (البطاط)، وهؤلاء يأتون بالبترول ومشتقاته من محطات تعبئة الوقود المنتشرة في محافظة البصرة وحيث تتوافر شبكة من مالكي المحطات يزودون المهربين بمادة (الكاز) بالصهاريج، وحيث تزود كل محطة من 1 إلى 2 صهريج، وهذا النوع من التهريب مخصص للمواطنين فقط!! أما تهريب كبار المسؤولين في المحافظة فهو يشمل مختلف المشتقات النفطية وخصوصا النفط الخام الذي يأتون به من بعض الأنابيب الموجودة في منطقة (الشعيبة) وحيث لجأوا لفتح فتحات بطريقة فنية في تلك الأنابيب تمكنهم من ملأ صهاريج عدة في ليلة واحدة!! وهكذا دواليك في اكثر من انبوب؟ فتصوروا حجم السرقة اليومية الهائل، إذ يوجد أكثر من مكان للسحب بهذه الطريقة من (الشعيبة) إلى (الرميلة الشمالية)!! وتحدث هذه السرقات بشكل منتظم في المساء وبإشراف وحماية (جهاز إستخبارات الشرطة) أي (حاميها حراميها)، وحماية المحافظ (حفظه الله)!!، و توفر الحماية لتلك الصهاريج عن طريق مرافقة أمنية من سيارات الشرطة!! وتسلك القافلة طريق الشعيبة البصرة بمحاذاة (الحيانية) وصولا لمنطقة (أبي الخصيب) ومنها نحو البحر.. والنصر للإسلام!!.
2 الخط الثاني وهو المنوط بجماعة (المجلس الأعلى) والأحزاب المتحالفة معه!!، فهو يشمل شط البصرة من ناظم البصرة قرب جسر الزبير إلى ميناء الخور وصولا لميناء (أم قصر)، وهو خط مميز لجماعة إيران في العراق، الذين يقومون بتهريب الكاز والنفط الخام بإستخدام ميناء (خور الزبير) علنا وأمام الملأ وتحت حماية (السلاح المؤمن)!! وبتحدي علني جامح لجياع العراق ومتشردي الجنوب الذين يكتفون بالتفرج على تلكم المهازل المبكية.. ففي النهاية لا أحد يجرؤ على الكلام، فالمصير معروف وهو الذبح على الطريقة الشرعية.. والحلال؟.
عسكر... وحرامية... ومرتشون!
ستثار التساؤلات طبعا حول كيفية تمكن تلكم العصابات من تهريب وشفط كل تلك الكميات المهولة من البترول وعن طريق البحر دونما إعتراض من القوة البحرية أو الشرطة النهرية أو غيرها؟ والجواب بكل بساطة هو جبل الفساد الواسع وشراء الذمم وتوزيع الرشوات الذي بلغ في العراق مبلغا خياليا وأسطوريا؟
فالشرطة جهاز فاسد قد تمكن منه الفساد حتى نخره وكل الصفقات تتم بالتواطؤ وعن طريق الدفع بالدولار ليتم التغاضي خصوصا وأن العصابات الدينية والطائفية سخية للغاية في الدفع وشراء الذمم لأنه من (مكارم الأخلاق)!، أما القوة البحرية فلقيادتها حكاية تواطؤ خاصة تصلح لأن تكون فيلما هنديا ميلودراميا زاعقا!!، فمكتب أخ (العميد الركن) للأجهزة الكهربائية في شارع (الكويت) في البصرة متكفل بتسيير الصفقات (ودهن السير) وتذليل الصعوبات!!عن طريق إيقاف الدوريات البحرية!! وحيث يمتد حبل الفساد لوزارة الدفاع في بغداد التي يستلم بعض أطرافها هناك حصصا من (الجعالة) والرشوات التي تسكت الأفواه الشرهة والمتعطشة لمص دماء فقراء العراق وهم الغالبية العظمى التي لم تر من حكم الطوائف والقبائل والملل والنحل سوى الفقر والمزيد من الفقر والإذلال؟... فهل ستتحرك الحكومة الجديدة؟ أم أننا نؤذن في (أوسلو)؟.
[email protected]
التعليقات