تحيي أمريكا اليوم الذكرى الخامسة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر. اليوم الشهير الذي غيَر العالم مما أدى إلى أكثر من نقطة تحول في السياسات العالمية وجعل الولايات المتحدة تتضامن مع الدول الغربية تحت مسمى (الحرب ضد الإرهاب) على حد زعمها.

الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 وهو اليوم الذي غيَر التاريخ والموازين العالمية لأسوء هجوم إرهابي في تاريخها حيث ارتطمت طائرتين بمركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن والذي كثر الجدل حول جسم الطائرة التي اصطدمت في البنتاجون وهل هي طائرة أم صاروخ وهو بالأحرى الأخير لعدم الكشف عن أي جسم لطائرة أو مفقودين أو حتى الحفرة أو العطب الذي لا يوحي أبدا بوجود جسم طائرة.

أما الطائرة الرابعة التي تحطمت في حقل بالقرب من شانكسفيل في بنسلفانيا وأسفرت الهجمات عن مقتل الآلاف الذي لم نشاهد لهم صور أو حتى أسماء مزورة أو وهمية...

بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش ذلك اليوم بالإنتقام لآلاف القتلى الذين راحوا ضحية لأعمال إرهابية شريرة وحقيرة على حد رأي الرئيس.
في اليوم الثالث من الحدث بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي يكشف هوية الخاطفين المشتبه بهم وعددهم تسعة عشر شخصا ثم وجه وزير العدل الأمريكي جون آشكروفت أصابع الإتهام إلى المنشق السعودي المولد أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة في الأيام الأولى من بعد الهجمات حتى أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه ينسج خيمة عنكبوتيه من خمسين ألف خيط ليتوصل إلى معلومات وحقائق من خلال أربعة الآف شخص لمتابعة القضية وإقناع الكونجرس الأمريكي باستخدام القوة للرد على الهجمات والذي سيكلف ميزانية ضخمة للطواريء رصد لها الكونجرس أربعين مليار دولار ليبدأ المحققون الأمريكيون باكتشاف وجود روابط مالية قوية بين شبكة القاعدة والخاطفين التسعة عشر.

وقال المحققون أن هناك أدلة قوية على نقل أموال من حساب بنكي في الإمارات العربية المتحدة خاص بأحد كبار قادة اقاعدة وهو مصطفى محمد أحمد إلى حساب بنك بفلوريدا بإسم محمد عطا الذي يعتقد أنه زعيم الخاطفين لكنه لم يستخدم تلك الأموال وأعادها إلى نفس الحساب البنكي في الإمارات , وخلال تلك الأيام الأولى من الكارثة حاول الأمريكيون بإعطاء الحدث أكبر أهمية وإشغال العالم بنوع نادر من جراثيم الجمرة الخبيثة (الأنثراكس) وهي الحالة الأولى من نوعها في أمريكا والذي حاول الأمريكيون إظهارها على السطح منذ السبعينات ، وواحدة من عدة حالات في البلاد منذ مايزيد عن مائة عام والذي قتل فيها خمسة أشخاص وإصابة سبعة عشر شخصا نقلوا إلى المستشفيات في حالة خطيرة والذي يصنف ضمن الأسلحة البيولوجية حيث كان يرسل إلى الضحايا عن طريق خطابات إلى عدة أشخاص من بينهم اعلاميون أمريكيون ومؤسسات تابعة لمجلس الشيوخ.

لكن هذه المرة تتجه الشكوك إلى المعامل العسكرية التابعة للحكومة الأمريكية ومجموعة من العلماء الحاليين والسابقين لكن دون اتهام أحد بالضلوع في الهجمات ، وخلال تلك المناورات والمحاولات لكشف الحقيقة بدأت القوات الأمريكية والبريطانية بهجمات يومية على أهداف في أفغانستان لمحاولة الإطاحة بنظام حكم حركة طالبان وإغلاق معسكرات القاعدة في البلاد ndash; إلى أن بدأ أسامة بن لادن يعزف سيمفونيته الساخرة والتي مازال يعزفها بين حين وآخر بتحذيره للولايات المتحدة بأنها لن تنعم بالأمن إلا بعد أن يشعر الفلسطينيون بالأمان وحتى تغادر جيوش الكفار أرض محمد في إشارة للقواعد الأمريكية المنتشرة في السعودية، وكان العزف المنفرد لإبن لادن أعلنته قناة الجزيرة بعد ساعتين من بدء الهجمات الجوية الأمريكية البريطانية على أفغانستان لكنه لم يعلن مسئوليته عن هجمات 11 سبتمبر أيلول وهو شيء طبيعي لكي يظل العالم مشغولا بمن هو المسؤول عن الهجمات.

وفي مقابل ذلك بدأ الرئيس جورج بوش بالتمويه والتخبط بتغيير مناصب حاكم ولاية بنسلفانبا إلى رئاسة مكتب الأمن الداخلي، وريدج إلى مسئولية تنسيق نشاطات الأجهزة الأمنية الفيدرالية والمحلية لمكافحة الإرهاب بالإضافة إلى جمع المعلومات وإصدار تحذيرات بشأن الهجمات الإرهابية ومن ثم إعلان قائمة تضم أسماء اثنان وعشرون شخصا هم أكثر الأشخاص المطلوب القبض عليهم في الولايات المتحدة، ويتصدر ذلك القائمة قائد الأوكسترا أسامة بن لادن وساعده الأيمن أيمن الظواهري ومساعده محمد عاطف.

ولم يغب عن الحكومة الأمريكية لإعطاء الموضوع بُعد أكبر وأشمل والإستفادة من القواعد الأمريكية المتواجدة في ألمانيا والتنسيق مع السلطات الألمانية بإعتقال زكريا عيسى بار الطالب المغربي الذي يعتقد أنه أقام مع ثلاثة من الخاطفين في هامبروج والذي كان يتردد على نفس المسجد الذي يتردد عليه محمد عطا.، ثم وجهت اتهامات إلى زكريا موسوي بالتواطؤ مع أسامة بن لادن وقتل الآلاف من الأمريكيين في هجمات 11 سبتمبر إلى أن أعتقل في ولاية مينيسوتا حيث كان يتلقى التدريب على الطيران ويبدو موسوي أحيانا وكأنه لايفهم ما الذي يجري حوله أو خطورة الوضع الذي هو فيه، لكن الرابع عشر من كانون الأول ديسمبر اليوم الذي كما يقول المثل القشه التي قصمت ظهر البعير حين نشرت الحكومة الأمريكية شريط فيديو تقول فيه أن أسامة بن لادن هو العقل المدبر لهجمات 11 أيلول سبتمبر ومنذ ذلك اليوم والشكوك تسود العالم وخاصة العالم الإسلامي حول صحة الشريط وإدعاء الغالبية العظمى من العالم بأن الشريط مختلق وغير صحيح وهو بلا شك أعطى منحنى آخر لتصديق تلك الشكوك التي أعادت بنا الذاكرة إلى تاريخ بن لادن والفترة الطويلة التي أقام خلالها في الولايات المتحدة والتي امتدت لسنوات للدراسة مع مجموعة من أقاربه.

فلماذا لان طرح السؤال الذي لايستطيع أحد الإجابة عليه سوى أسامة بن لادن نفسه أو الزمن الذي هو كفيل بالإجابة عليه اوهواستعمال بن لادن وقاعدته كأداة أو وسيلة لهيمنة أمريكا على العالم واتخاذ الحرب على الإرهاب سببا رئيسيا للبطش والسلب والنهب والاستعمار وهي الحقائق التي بدأت تظهر على السطح منذ سبتمبر الشهير واستغلال ذلك الحدث بداية من أفغانستان ومشروع القضاء على طالبان ، وقتل وأسر الأبرياء دون أي سبب يذكر مما أدى إلى تمرد أكثر من أربعمائة أسير من الطالبان ولقوا مصرعهم في عملية الإبادة التي قام بها الجيش الأمريكي والتي أدت إلى سحق التمرد ، وانتهاءا بالعراق الأليم بحجة إسقاط صدام حسين الطالب الذي تمرد على أستاذه مما أدى إلى نهب ثروات العراق وقتل الأبرياء وإعادة العراق العظيم مئات السنين إلى الوراء إلى أن أدخلوا إيران في الدائرة وبدأت أمريكا بتهديد إيران والحصار على سوريا وزعزعة لبنان مابين فترة وأخرى ناهيك عن الضرب بعصا الإسرائيليين وسحق الفلسطينيين الأبرياء ممتدا إلى باكستان وكوريا الشمالية ومحاولة إمساك العصى من الوسط.

اما الفواصل الموسيقية التي يؤديها أسامة بن لادن في كل فترة واخرى وعندما يشعر أن جورج بوش بدأت تهتز شعبيته يخرج على العالم بالفواصل التي يلحنها ويغنيها أيمن الظواهري في بعض الأحيان ليشعر المجتمع الدولي أن جورج بوش أو الولايات المتحدة مازالت تسعى لمحاربة الإرهاب فمتى تنتهي هذه المسرحية التي وزعها مخرجها (الكونجرس الأمريكي ndash; جورج بوش ndash; بن لادن) إلى فصول درامية وساخرة وهزلية..